مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 7611 - 2023 / 5 / 14 - 18:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في نهاية عام 2018,قمت بزيارة مدينة الموصل,عن طريق مطارأربيل,تجولت في كافة انحاءالساحل الايسر,وبرفقة صديق لي اخذني معه بسيارته الخاصة ليريني ماحل بالمدينة نتيجة المعارك التي اشتعلت على ارضها,وعندما وصل الى حافة نهردجلة,لم اتحمل النظرالى الجهة اليمنى لفضاعة ماحل بها من دمار,وشيئا فشيئا غابت عن عينيي الرؤية لكثافة ماصبته من دموع حارة,فادرت رأسي وطلبت من صديقي ان يعود مسرعا من حيث اتينا.
كانت صدمة كبيرة والم احرق حتى مفاصل جسمي ولم اعد اقوى على الحركة,وتبلد فكري
انها مسقط رأسي,ومرتع طفولتي,التي جمعتني بافضل الاصدقاء,ولي معهم اجمل الذكريات,المدينة التي طالما حلمت بأن اعود للعيش فيها يوما
,دمرت,وضاعت,وصهرت,وذابت وسط الركام,ودفنت تحته الاف الارواح البريئة التي اخذت على حين غرة,فدفعت اثمانا باهضة لذنوب لم ترتكبها
غادرت الموصل وقلبي يقطردما,لكني كنت واثقا من ان ماحصل فيها ليس الا كبوة,ولم تكن اول نكبة,بل طالما تعرضت الى اذى كبير,لكنها تداركت الامر,واعادت بناء مادمر,لذلك كنت واثقا من انها ستنهض,وتعيدمجدها,وعزها في اقرب وقت
واستمرت زياراتي,ولعدة مرات في السنة,لارى بام عيني بأن ماتمنيته يتحقق على ارض الواقع فعلا,كانت الحياة تعود يوما بعد يوم,و الدماء البريئة التي كانت ترقد مغدورة تحت الانقاض,اصبحت تنبت من بين الركام زهورا زاهية,وسنابل قمح شامخة,وتبث الحياة مرة اخرى فوق الارض التي ابتلعتها
عندما زرت المدينة بعد التحرير,كان اليأس وخيبة الامل هو السائد بين ابناء المدينة وخاصة الشباب منهم,لكن اليوم,وجدت في الاراء التي استمعت اليها ان,التفائل,والامل والايمان المطلق بحتمية عودة الحياة الطبيعية الى ارض ام الربيعين,هي السائدة بين الاغلبية العظمى من مواطني المدينة
وقد توج كل ذلك بحدثين هامين جدا,وهما,عودة مهرجان الربيع,وبأبهى حلة,وكذلك زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء,محمد شياع السوداني الى المحافظة للاطلاع عن كثب عن واقع الحال فيها,ما تحتاج اليه لاعادة اعمارها,فله الشكر ,وكل التقدير
المهم في الامر اني احب هنا ان انقل,بكل امانة ماسمعته من كل من تحدثت معهم عن سر نجاح وتقدم المحافظة وتحقيقها تلك الانجازات الكبيرة رغم عدم وجود الدعم الكافي من قبل حكومة المركز,حيث وحتى اليوم لم يعوضوا عن ماتسبب به الارهاب رغم الوعود
الكل اجمعوا على ان الحكومة المحلية,وعلى رأسها السيد نجم الجبوري,محافظ نينوى,يعملون بجد واخلاص ونكران ذات من اجل خدمة المواطنين
لذلك اود ان اوجه لهم جميعا التحيات المفعمة بالشكر والتقدير,
كما اتمنى على حكومات باقي المحافظات العزيزة على قلبي,بأن يحذو حذو ادارة نينوى
ليعود العراق,
من كردستانه الجميلة البهية,الى بصرته الفيحاء,ثغرألعراق الباسم
قويا شامخا عزيزا
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟