رسالة مفتوحة إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة حول وضعية الأستاذ/الدكتور مصطفى معهود بالرشيدية..

حسن أحراث

الحوار المتمدن-العدد: 7611 - 2023 / 5 / 14 - 14:22
المحور: المجتمع المدني
    

السيد الوزير:
الكل يعلم أن عدم إنقاذ حياة شخص في خطر يُعد جريمة. والأمر في حالة الأستاذ/الدكتور مصطفى معهود يهمّكم. من جهة لأنه إطار تربوي ينتمي إلى الوزارة التي تديرون شؤونها، ومن جهة أخرى لأن مرؤوسيكم، محليا وإقليميا وجهويا، وراء خوض الأستاذ معهود للاعتصام والإضراب المفتوح عن الطعام (مُجبر وبطل). وتجاهلكم لمطالب الأستاذ/الدكتور التي تناقلتها عدة وسائل إعلامية لا يعفيكم من المسؤولية بمبرر أن الأستاذ قد اختار أسلوبه الاحتجاجي بنفسه.
لقد طرق الأستاذ/الدكتور معهود عدة أبواب توخيا للإنصاف والحقيقة، ومنها باب إدارتكم بالرباط. ومنذ اليوم الأول لانطلاق معاناته إلى الآن لم يُفتح أي تحقيق أو تقصي للوقوف على حقيقة الأمر!! فكيف والحال هذه ألا يتم اللجوء إلى الشكل النضالي الذي اعتمده الأستاذ/الدكتور؟!!
وكيف يسود الصمت أمام الكم الهائل من المناشدات من أجل النظر المسؤول في قضية الأستاذ معهود ثم إنقاذ حياته، باستثناء ترهيبه وتهديده الفجّ بالعزل، كأساليب انتقامية بائدة موروثة عن سنوات الرصاص المستمرة؟!! إن إدارتكم تمارس "حكمة" أقصر الطرق لإسكات وإخضاع أي "مُزعج" هو العزل و(أو) المحاكمة..
السيد الوزير:
إنكم أمام إنقاذ حياة إنسان في خطر، والمدخل لذلك ليس غير فتح تحقيق مركزي شفاف في كل الخروقات التي أربكت الحياة المهنية للأستاذ معهود وعرقلت سير الدراسة بالنسبة لتلاميذه وتلميذاته. وأي تجاهل أو الاستمرار في التعنت لا يعني غير المشاركة في أركان الجريمة. علما أنه لن يكلفكم متابعة القضية عن قرب ما قد يكلفكم خسارة إطار من عيار وقيمة دكتور مشهود له بالجدية والكفاءة..
السيد الوزير:
لقد تقلدتم عدة مسؤوليات بالمغرب وخارج المغرب، ومنها الإشراف على "النموذج التنموي"، ومن المفروض أن تكون لديكم بعض الجرأة لتسليط الضوء على التعفنات التي تنخر الشأن التربوي بمجموعة من الأكاديميات، وعلى رأسها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، جهة درعة تافيلالت..
أما عجزكم عن إيجاد حل عادل ومنصف لقضية الأستاذ معهود (يحفظ ماء وجهكم) فيكشف أكذوبة نموذجكم التنموي ويؤكد القاعدة، أي لا تنمية ولا ديمقراطية ولا احترام لحقوق الإنسان في ظل الانتهاكات الصارخة والمتكررة والتردي المستفحل في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية؛ ويعبر بالتالي أمام شغيلة القطاع والنقابات التعليمية أن إنجاز نظام أساسي يخدم نساء ورجال التربية التكوين والقطع مع تجاوزات الماضي والحوارات الشكلية، بل المغشوشة، ليس غير صيغة أخرى مُنقحة للوعود الكاذبة كما دائما..؟!!
إن صمتكم بشأن حالة لا غبار عليها يفضح ليس فقط شعارات وزارتكم، بل شعارات النظام القائم برمتها..
السيد الوزير:
لقد خبرتم دهاليز وزارة الداخلية وآليات اشتغالها، ألا ترون الآن، وأنتم على رأس وزارة "ناعمة" تدّعي "التخليق" و"الجودة" والسهر على الناشئة، أن كل الوزارات متشابهة في تعاطيها مع مواردها البشرية، وأن المسؤوليات والمناصب شكليات وفزاعات لا غير، وأن من يدير فعلا دواليب الإدارة من مختلف المواقع جهات معلومة، آمرة فعلا وناهية فعلا..؟!!
إنكم تكرسون التسلط والطمس للحقيقة وتمارسون الإفلات من العقاب من خلال الهروب إلى الصمت..
إن قضية الأستاذ/الدكتور معهود قد فجّرت المسكوت عنه وعرت "الفساد" الذي يدعي الجميع محاربته..
تقول القاعدة القانونية "لا يعذر أحد بجهله القانون"، وأنتم لا تجهلون الممارسات الفظيعة التي تُدمّر مستقبل بناتنا وأبنائنا، بل تتجاهلونها!!
كما أنكم لا تجهلون ملابسات الجريمة التي أودت بحياة الشهيد مصطفى مزياني بفاس (التعليم العالي)!!
إنكم أمام الملأ، تعيدون/تكررون فصولها ببشاعة مع الأستاذ/الدكتور مصطفى معهود..
السيد الوزير:
تذكّر يوما، أن "أحدا" (نكرة) ساءلك..
تذكر أن لشعبنا ذاكرة قوية..
تذكر "وفاء" النظام لخُدّامه، قبل البصري وبعده وإلى زيان ومبدع وما بعدهما..
وتأكد أنك من موقع مسؤوليتك تساهم في قتل أستاذ/دكتور لا يطالب بغير التقصي في حالة زكمت نتانتها الأنوف، وبالتالي إعلان نتائجها بالحجة والدليل..؟!!
وللعلم، فلستُ حزبا سياسيا ولا نقابة ولا جمعية ولا مُتاجر بمعاناة وعرق المضطهدين من بنات وأبناء شعبي..
أخاطبك بصفتي إطار تربوي سابق (متقاعد) ليس غريبا عن ألاعيب المتلاعبين بميدانكم، ومواطن غيور على الشأن التربوي وخاصة "المصلحة الفضلى" للأطفال ومناضل أدى ضريبة الاعتقال السياسي من أجل قضية شعبه ويدرك جيدا خطورة الإضراب عن الطعام وما قد يترتب عنه من مضاعفات..
السيد الوزير:
إنكم تشرعون للقتل "المُباح"، من مصطفى إلى مصطفى..
إنكم تقتلون أنفسكم أولا وأخيرا..
أما الشهداء فلا يموتون...

#حسن_أحراث (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات