أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها. !














المزيد.....

ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها. !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7610 - 2023 / 5 / 13 - 22:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الظواهر التي عرفت انتشارا واسعا في الآونة الأخيرة، والتي ليس لإهمالها من مسوغات ظاهرة ديوع حالات مرض تورم المفاصل وأسفل الظهر والتهاب الرقبة والكتف والركبة ،وباقي الأنواع الروماتيزمية - التي لم أرى لها أثرا بالغا في مصر خلال زيارتي بعد رمضان لها - التي يشكل عجز السيطرة على آلامها الحادة ، تحديا كبيرًا للأطباء ، الذين وحتى إذا ما حدث وتمكنت بعض وصفاتهم المتنوعة من إخمادها ، فلا يكون ذلك إلا مؤقتا ، ما يجعل معاناة المرضى مضاعفا ، كما هو الحال الذي اضطرني للخضوع لمختلف العلاجات الطبية مند ثلاثة أشهر ، مدة إصابتي المفاجئة ، والتي تجرعت خلالها الكثير العقاقير والأدوية المُسكنة التي لم يَنُبني منها ، -رغم تنوعها وارتفاع تكلفتها - غير الآثار الجانبية المزعجة التي أرغمتني ، كما الكثيرين مثلي ،لاعتماد "العكازة" في المشي ، و دفعت بي اللبحث عن وسائل غيرها، تكون قادرة على تخليصي من معاناتي مع آلام المفاصل وأسفل الظهر والرقبة والكتف والركبة، ومعالجة كلَّ متاعبي النفسية التي راكمتها ، حتى لو كانت من خارج الخياراتِ العلاجية المعتادة ، كالعلاجات التكميلية البديلة التي لا تعترف بها الجهات الصحية الرسمية ، والمبنية على الشعوذة والخرافة المرتكزة على المعتقدات الدينية الخاطئة ، والتي شرعت في تسقط أخبارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والتقاط وصفاتها وتركيباتها العلاجية معلوماتها من الكتب ومواقع التواصل الاجتماعي الزاخرة بمقاطع الفيديوهات المنوهة بفعاليتها وخبرات ممارسيها ، وغير ذلك من المعلومات المغرية بتجريبها ، ما يخلق لدي الباحثين مثلي عن الصحة والعافية والشفاء ، شغف وفضول تجريب تلك الوصفات العلاجية ،التي لم تكن في يوم من الأيام مطلباً أكثر إلحاحية من اليوم ، والتي من بينها على وجه الخصوص " الرقية الشرعية والحجامة"، والتي زادت الدعاية من عادة ارتياد المغاربة ، لمراكز الرقية والحجامة طلبا للشفاء، بدل ارتيادهم الأطباء للغاية نفسها ، ما ساهم في تكاثر عدد الحجامين والرقاة في النسيج المجتمعي المغربي بصفة ملفتة ومنفلتة ، وانتشار مراكزهم بشكل سرطاني مخيف بجوار المساجد المتواجدة بالأحياء الشعبية لجل المدن المغربية ، ما حول الرقية والحجامة المبنية على الشعوذة والخرافة ، ليس إلى مهنة دارّة للدخل وحسب ، بل إلى اقتصاد قائم بذاته وسوق مزدهرة، فتح الباب مشرعا أمام أعداد العاطلين للانخراط في نشاطاتها التي لا تخضع لشروط معينة ، ولا تتطلب شواهد أو خبرات طبية عالية ، ويكفي للراغب في امتهانها إلا أن يلبس جبة قصيرة ، ويطلق لحية أفغانية، ويحفظ ما تيسر من كتاب الله وبعض أحاديث نبيه صلى الله عليه وسلم ، و"هاك يا معالجة "مس الجن وإبطال السحر والحسد وجميع الأمراض الروماتزمية ، في مراكز علاجية اجتماعية كانت إلى المس القريب معشبات ، أدخلت عليها بعض الترتيبات والتنظيمات الهيكلية الداخلية ، باعتماد مساعدين للرقاة وسكرتيرات وتقنيين إعلاميين مؤهلين في تسويق قدرات الحجام أو الراقي الخارقة ، والترويج لأسلوبه في العلاج ، واستعراض كل ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أعطت لهذه الحرفة الطابع الاحترافي الذي انتقل بها من النهج البدائي الذي كان يتم فيه علاج المرضى "المسحورين" أو "الممسوسين" في عقر مساكنهم أو في بيوت سرية ، إلى وضعية المراكز/المعشبات التي أصبح وضعها الأكثر تنظيما يحتم على الراغبين في العلاج الانتقال إلى فضاءاتها بيافطات اشهارية كبيرة، بدل انتقال الرقاة إليهم ، كما كان متعارفا عليه قبل هذا الانتشار السرطاني المهول ، ودون تدخل للجهات المعنية بالصحة العامة الرسمية التي اعتادت على النحيب والولولة والصراخ والعويل واللطم والندب بدل مواجهة الواقع كجزء من مهمة تصحيح الأوضاع ومواجهة ما يمكن أن يتسبب فيها هؤلاء المعالجين الذين لا يملكون لا الخبرة ولا التخصص إلا في باب المتاجرة بمآسي المرضى وهشاشة أحوالهم النفسية والجسدية، من أضرار خطيرة التي يتسبب فيها الكثير من المحتالين الذين لا يكتفي العديد منهم فقط بالنصب والاحتيال على أموال الناس ، ويتعدون ذلك إلى القيام بسلوكيات مخلة بالقانون والأخلاق، وعلى رأسه الاستغلال جنسي للمرضى. .
[email protected]حميد طولست
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان لا يعيش حاضره منفصلاً عن ماضيه.
- ليس المغاربة وحدهم هم من وينتقدون الأعمال الدرامية الرمضانية ...
- في انتظار تظاهرة فاتح ماي في مصر.
- -كاينة ظروف-والمعلومات المغلوطة المفسدة لعقول.
- مسلسل -كاينة ظروف- والتبرع بالأعضاء !
- ما قدهم المذاهب الموجودة زيدهم المذهب المغامسي !
- مسلسلات رمضانية بنكهة نسائية
- من الطقوس الرمضانية الكرنفالية !
- حملة مدفوعة بأسباب طائفية !
- الفوز الذي لم يكن صدفة ولا ضربة حظ !
- ترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم لسنة 2030
- حتى لا تتراجع وضعية -الواف- ويخفت بريقه أكثر !
- أخبار السوق على وجوه السواقة !
- الواقع يُفرز الحقيقة من الْوَهم !
- لماذا كل هذا التحامل على الموتى من الفنانين؟ المغفور له الفق ...
- المغرب يحتضن الموندياليتو في انتظار كأس إفريقيا للأمم.
- لا للتغاضي عن الأوضاع الصعبة التي تستوجب التصحيح !
- السيف لا تقارن بالعصا!
- من المفارقات المضحكة المبكية والمؤلمة؟
- رولندو من أسطورة رياضية إلى ماركة تجارية!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ليس المشكل في التعرف على الظواهر، لكن في معالجتها. !