أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - رسالة حب من سحالي اليابان














المزيد.....

رسالة حب من سحالي اليابان


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 509 - 2003 / 6 / 5 - 14:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قلت مرة في مقالة من مقالاتي العديدة التي عنونتها بعجائب وغرائب،أن الانترنت نعمة ونقمة،فهو نعمة لأنه يجعل الدنيا الكروية كالكرة بين أيدينا، لا بين أرجل لاعبي كرة القدم. ونقمة لأنه يسرق الوقت، وقد يخرب حياة حبيبان بعد طول حب وعيش بوئام وسلام. لكن هذا كله في جهة، وما أريد الحديث عنه في جهة أخرى. إذ أن القصة التي أنوي التحدث عنها ،تعتبر أكبر بكثير من مجرد حب عادي،وهو ليس حب بين ناطق وناطقة،ولا وفاء بين إنسان وإنسان،ولا حتى من مغامرات بني آدم. إنها قصة سحليتان من اليابان يجب أن تعتبرا مثالا حيا للحب الحقيقي وللتفاني والوفاء.

وصلتني قبل أيام قليلة رسالة الكترونية عبر مجموعة فلسطين عربية،هذه المجموعة المثابرة،والتي أسسها زميلنا الكاتب الصحافي الفلسطيني عادل سالم،رئيس تحرير شهريات فلسطين الإلكترونية وديوان العرب بالعربية،وأحبك يا قدس بالإنكليزية.وهذا العادل لا يكل ولا يتعب،مثابر وعملي وفعال،عرفته عبر نعمة الإنترنت،ثم التقينا في صيدا في الجنوب اللبناني،مع أنه يعيش في أمريكا،وأنا أعيش في النرويج. في صيدا عرفته بصديق طفولتي عامر أبو رامي،هذا الأخير صاحب نكتة،والجلسة معه مثيرة دوما وشيقة أبدا. كان عادل يقوم بزيارة خاصة للبنان. وكنت أنا بدوري أقوم بزيارة أهلي هناك. ندمت فقط على حاجة واحدة،هي أن الوقت لم يسعفني للقيام بجولة في مخيم عين الحلوة مع عادل المقدسي الفلسطيني الأمريكي. ولكني لم أندم أبدا على لقاءي بعادل سالم وجها لوجه..

 وصلت الرسالة الالكترونية من مجموعة فلسطين عربية،كان مرسل الرسالة العجيبة والغريبة والمثيرة، شخص من أعضاء المجموعة المذكورة. في الرسالة قصة مثيرة لسحليتين يابانيتين، جار الزمن عليهما، فكانت مصيبتهما صعبة وتثير الإعجاب والتضامن،وبنفس الوقت يتمنى كل إنسان أن يكون مخلصا وحبيبا مثلما كانتا ولازالتا.اكتشفت مأساة السحليتان بالصدفة، وذلك يوم قرر و قام أحد أصحاب المنازل في اليابان،بتفكيك جدران منزله الخشبية بغية إصلاح المنزل وترميمه.حيث تفاجئ الرجل الياباني بوجود سحلية عالقة بالخشب من أرجلها. تقول الرسالة التي وصلتني أنه انتابت الرجل الياباني رعشة الشفقة على السحلية. ولكن الفضول كان أقوى من العدول عن متابعة مصير السحلية العالقة. خاصة أن صاحبنا الياباني، أي صاحب البيت الخشبي،تذكر أنه رأى مسمارا مغروزا في رجل السحلية،وهذا يعني أن السحلية موجودة هناك، وعالقة بالخشب منذ عشرة أعوام مضت. وهذا بحد ذاته الشيء الذي حير الرجل،إذ كيف عاشت هذه السحلية كل تلك السنوات؟ أخذ صاحبنا الياباني يراقب السحلية،وكانت دهشته الكبيرة،عندما رأى سحلية أخرى قادمة،وتحمل في فمها طعاما للسحلية العالقة. إذن كانت السحلية العالقة تعيش بفضل وفاء ومحبة السحلية الأخرى. فلولا الوفاء الذي أبدته السحلية الثانية،لكان الموت جوعا من نصيب السحلية الأولى ،أي العالقة بالخشب.

هذه القصة تعتبر من روائع قصص الحب والوفاء،في عالم الحيوانات الناطقة والأخرى غير الناطقة. ويجب أن تكون عبرة ومثالا لنا نحن البشر. فالوفاء مثل الحب ضروري ويمنع الناس من السقوط إلى الهاوية.ولا يمكن لإنسان صاحب أحاسيس ومشاعر صادقة،أن يعيش بلا وفاء ومحبة. لكن يمكن للآخر الذي لا وفاء لديه ولا محبة،أن يعيش في عالم خالٍ من القيم مادام هو نفسه بلا قيم ومبادئ.

أدعو كل البشر لكي يأخذوا العبرة من تلك السحالي التي تفوقت في أمانتها وحبها على البشر،مع أن البشر حيوانات ناطقة والسحالي من الحيوانات غير الناطقة. فإذا وصلت المواصيل بالبشر لتكون الحيوانات،أكثر منهم وفاءً وشيمة وحبا وأمانة،فما قيمة وجود بني البشر كبشر؟. أنها مناسبة لكي ندعو الناس للحب والوفاء والأمانة، ولتحكيم لغة العقل على لغة الحروب والهيمنة والاستعلاء، ولنبذ العنصرية والضغينة والحقد.لأننا نحيا بالحب مع الخبز والحرية،لكنا بالتأكيد لن نستطيع العيش سعداء مع الحقد والكراهية، وكذلك مع عدم الوفاء وقلة الحب وبلا أمانة وسلام وأمان.

عاش الحب يا سحالي اليابان ..

عاشت الأمانة وعاش الوفاء ..

هكذا حيوانات وفية، خير من بشر بلا وفاء ومحبة وقيم حقيقية..

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين مشكلة حتى أثناء غيابه
- مصائب بمصائب
- الضباع و الحمير وسفارة فلسطين في بغداد
- للطفولة يومها وللقتلة أيامهم
- الدنيا هيك
- وزراء غرب و وزراء شرق
- الدنيا هيك
- مبروك على الخريطة طريق شارون
- أنهم يحرفون العراق عن مساره الطبيعي
- أيار يوم الانتصار
- وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام
- الصمت على الجرائم مشاركة في الجريمة
- صحوة وصرخة الأهالي في عين الحلوة
- النرويج ليست أمريكا أو إسرائيل
- الرياضة والسياسة والعرب والإسرائيليين
- العربي نضال حمد فلسطيني عراقي
- عين الحلوة بين تزمت الإسلاميين وعنجهية الفتحاويين
- الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة
- الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - رسالة حب من سحالي اليابان