|
العدالة في عالم الحيوان
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 10:38
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
كذبوا علينا عندما قالوا لنا ان الذئب أكل ليلى في كوخ جدتها، ثم تبين لنا فيما بعد ان جدتها المصابة بالزهايمر هي التي تركت الباب مفتوحاً فتسللت منه الذئاب الرمادية. . وكذبوا علينا عندما قالوا ان طائر البوم يبعث على الشؤم، وان نعيق الغربان يجلب الأحزان والمآسي، وان الضباع انتهازية ومتطفلة على طعام غيرها، والافاعي غادرة، والفيلة ساذجة، والقطط خبيثة، والثيران غبية، والثعالب مراوغة، والقرود مشاكسة، والعقارب عدوانية. وقالوا لنا: ان الأسماك الكبيرة تبتلع الأسماك الصغيرة. ثم اكتشفنا بعد فوات الأوان أن بعض الآدميين هم الذين حملوا تلك الخصال المذمومة وعرفوا بها. وهم الذين تمادوا في ممارستها، وتفننوا في أكل أموال الغير بالباطل، وتلذذوا بالغدر والخيانة، وتظاهروا بالورع والتقوى، ولديهم وجوه متعددة وضمائر معطوبة، ومنهم من يستأسد في الليل ويتأرنب في النهار، ولدينا حكايات واقعية يطول سردها عن الحيوانات البشرية وأفعالها الدنيئة، وهناك من يحاول التستر عليهم. والتغافل عن جرائمهم ما يعطيهم القوة على ارتكابها مرات ومرات. . لا يوجد في الغابة فصيل حيواني واحد يؤمن بالواسطة، أو يقدم الرشوة للغير من اجل الاستحواذ على الفرص بغير حق، فالبقاء في المملكة الحيوانيه للأفضل والأقوى. . ولا يوجد في الغابة حيوان واحد يسعى بين جماعته بالنميمة التي تسبب العداوة والبغضاء. ولا يوجد حيوان واحد يتزلف لملك الغابة ويسعى لكسب مودته باساليب مبتذلة مثلما يفعل المنافقون والوصوليون. ولن تجد في الغابة أي نظام لمكافأة المقصرين، وتشجيع الفاشلين، ودعم الغشاشين، وتعظيم الخونة. وليس فيها من يحتال على ابناء سلالته، أو يتآمر عليهم. . صدر عام 2010 كتاب من تأليف: مارك بيكوف، وجيسيكا بيرس. بعنوان: العدالة في عالم الحيوان (Wild Justice)، تجدون فيه ان العدالة والتآزر والتقمص العاطف، وغيرها من السلوكيات تمارسها الحيوانات في ما بينها، وقد نفتقدها نحن البشر في كثير من المعاملات مع بني جنسنا على الرغم من المبادئ والمثل والشعارات الجمة والكثيرة التي يرددها بني الإنسان صباحاً ومساء، إلا أن العمل بها هو أقل من نزر يسير. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكاية من أعماق الاهوار
-
عمران: اعتقال تعسفي داخل المحكمة
-
آخر أحفاد جلجامش
-
استهدفوه لأنه من كوكب آخر
-
القيم النبيلة عند الدواب والبهائم
-
فرنكشاين في تونس
-
بحرٌ مات عطشاً
-
الليلة التي تسبق الإبحار
-
المتأسلفون وخرافة الأرض المسطحة
-
عندما يصبح التعسف منهجاً وقاعدة
-
نواقيس الخطر في البحر الاحمر
-
جهود فردية لتشجير سواحلنا
-
الفيلد مارشال فوزية فؤاد
-
لسنا على ما يرام يا سيدي
-
السودان: شركات الكولا تستغيث
-
القبطان جاسم ميتسوبيشي
-
ثور له أربعون ألف قرن
-
كلبشات صندوق النقد الدولي
-
تألق الشيخ احمد سلمان
-
التراحم في المملكة الحيوانيه
المزيد.....
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
-
روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد
...
-
واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا
...
-
المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم
...
-
الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات
...
-
روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-
-
العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المتحطمة في واشنطن وإر
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|