النظام الاقتصادي الجديد وحقوق العمال

ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)

الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 01:40
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي 2024: تأثير الحروب والصراعات المسلحة على العمال والكادحين، والحركة النقابية
    

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد،
نوهت في مقالي السابق عن ملامح نظام اقتصادى جديد يتلاشى عيوب الانظمة السابقة وعلى رأسها ما يعرف شعبيا بالنظام الراسمالي الذي يدوس على الرقاب مقابل المادية البشعة فيستبيح لنفسه كل شئ ويشترى بنقوده كل شئ حتى السلطة والشهادات والدرجات العلمية والأعضاء البشرية مستغلا ظروف الناس والاوضاع الاقتصادية للبلاد.

وأتناول في هذا المقال نقطة واحدة من عناصر الاقتصاد وهي العمالة، ثم نوالى باذن الله تعالى شرح جميع أبعاد وملامح النظام الاقتصادى الجديد

ان الفقر والاتجار في البشر وجهان لعملة واحدة؛ ويتم في عدة أشكال سواء في الاعمال المنافية للاداب العامة كالافلام الاباحية او ببيعهم للعمل في الدعارة والشذوذ او حتى استخدامهم في الرقيق الابيض وفي الاعمال غير المشروعة ثم اخيرا وليس آخرا بيعهم كقع غيار بشرية قطعة قطعة فيما يعرف بتجارة الاعضاء.

ولا نحمل أجهزة الامن فوق طاقتها فأغلب تلك الحالات تتم بالتراضي نتيجة الفقر والحاجة والعوز، وكم صادفنا من حالات كثيرة كهذه وتجد نفسك غير قادر على فعل اي شئ فتنزوي في احد اركان منزلك داعيا الله عز وجل أن يهلك من سرق من قوت الوطن.

وحان الان أوان الاصطففاف وأخذ الحقوق وأتمنى أن تكون بالطرق السلمية وتحت مظلة الامم المتحدة ومجلس الامن والجهات والمنظمات العالمية ذات الصلة.

اتطلع ان تنتشر الحركة العمالية لتطال كل الدول وان نستطيع الوصول الى الثمانون بالمائة من هذا العالم(المستغلين) لنعيش جميعا متمتعين بالحرية ورغد العيش؛ ورجاء لاصحاب السلطة والنفوذ ولاصحاب الاموال الكثيرة ان يفكروا بايجابية في مقاسمة ارباحهم مع عمالهم وموظفيهم وسيجنون من الارباح اضعاف ما يتحصلون عليه الان نتيجة الرواج الاقتصادي الذي سيتحقق نتيجة ضخ اموال في قطاع متعطش للانفاق نتيجة حرمانه ومنذ فترة بعيدة من الحصول على حقوقه في وطنه من مسكن وملبس وغذاء ودواء وأن يتزوج وينجب بل ويدخر.

لقد خلق الله تعالى لنا الارض لتسعنا جميعا ووزع الارزاق وقسمها لينال كل فرد حصته ونصيبه، ان وجود جائع أو محروم خطر داهم على السلم المجتمعى لانه من المرجح ان يرتكب احد الجرائم بدافع السرقة فقد يقتل وقد يرتكب احد الجرائم المتعلقة بالاعراض فقد يغتصب وقد يزني.
وليست الطبقة الفقيرة وحدها هى المعرضة للمخاطر فطبقة الاثرياء معرضة هي الاخرى للآثار السيئة للنظم الراسمالية؛ فباالتالي يجب أن تتكاتف الجهود للنهوض بهذا العالم ولننعم جميعا بالحرية ورغد العيش.

وفي معرض الحديث أنوه أن النظام الاقتصادى قائم على الانتاج والاستهلاك (سلع وخدمات) وكذلك، هناك سياسات مالية وسياسات نقدية و التضخم والناتج المحلي الإجمالي والبطالة.

.وللسيطرة على معدلات البطالة في المجتمعات، و مستويات التضخم في الأسواق، ولتحقيق معدلات نمو متزايدة في مستوى المعيشة لابد من زيادة الانفاق في القطاع العائلي فزيادة الانفاق الحكومي مهما كان يظل محدودا.

ولزيادة الانفاق في القطاع العائلي لابد من زيادة الدخول على مستوى الافراد وهو ما لن يتحقق الا بدخول العاملين كشركاء في الشركات والمؤسسات التى يعملون بها ولعلي اطرح هنا نظاما استرشاديا لما يمكن ان يتم في هذا الاطار:

- تخصيص نسبة 49 % كحد أقصي من اسهم الشركات والمؤسسات والمنظمات للعاملين وتكون هذه النسبة متزايدة من تاريخ عمل الموظف.

- استحقاق العامل بعد 10 سنوات معاش وحصة في الاسهم

- بجانب الامتيازات والحقوق الاخرى التى كفلتها قوانين العمل كالرعاية الصحية وتأمين البطالة وغيرها من الحقوق.

- عند تمام العشرة أعوام سيكون هناك معدل نمو في أصول المؤسسة بما يمكن من تخصيص اسهم أخرى لعمال جدد وهكذا

من شأن ضخ أموال في القطاع العائلي تحقق رواج اقتصادي وزيادة معدل النمو على مستوى الدولة وعلى مستوى الدول بزيادة التبادل التجاري بين الدول وبعضها البعض وصولا الي اقتصاد حقيقي قائم على انتاج وبيع السلع والخدمات وبعيدا عن الزيادات الوهمية في النقود.
والي المقال القادم أستودع الله تعالى دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم
طنطا في 11 مايو 2023 م.

#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات