حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 20:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
البسطاء الذين يشجعون فرقهم وأنديتهم ويتلهفون على متابعة نتائج مبارياتها، ويبيتون سعداء هانئين عشية كل فوز يحققه النادى الذى يعشقون، هؤلاء البسطاء معذورون ولا عتب عليهم، ثقافة محدودة وقهر معيشي واقتصادى واجتماعي، وهزائم بالجملة يعانون منها على مدار الساعة ، وبالتالى عندما يتفاعلون بشدة مع كل انتصار ولو تحقق فى عالم كرة القدم فلهم العذر،
و لهم العذر أيضا أن انتقوا عدوا كرويا يمارسون عليه القهر والنقص وعقدة الإستعباد التى تلاحقهم، ولا لوم عليهم انصاتهم للكذب الممنهج وترديد ترهاته، فتلك الأمور تعينهم أيضا على تقبل الأضطهاد والقمع السياسى طويل الأمد، وتشعرهم زورا بأنهم أسياد البلد المميزين والمتميزين،
كما أن هناك من يصور لهم كذبا أن ( الآخر المنافس )هو عدوهم الأول لإنه الإبن المدلل للدولة التى تسحقهم، وبالتالى ينبغى تدميره بكل الوسائل باعتباره الهدف الأسهل الذى لن يجلب عليهم أية عواقب ، ومن هنا يرحب هؤلاء البسطاء بكل شيئ سيئ ضد ذلك( العدو المفترض ) ! ؟
ومع كل ذلك وكما أسلفنا ،لا ينبغى إلقاء اللوم على هؤلاء المساكين،فهذه هى قدراتهم الفكرية والذهنية وواقعهم الإجتماعي، لكن اللوم والمعضلة الكبرى تقع على عاتق المثقف المهتم بالشأن العام ، والذى رغم انه يعانى هو أيضا من القمع السياسى والإضطهاد الأقلوى، لكنه يرحب فى نفس الوقت بممارسة ذات الأمراض والعقد وتوجيهها ضد الآخرين !؟
وكثيرا ما تجد من يصدعك بالحديث عن احترام التعدد ورفض التمييز وحتمية توفير العدالة وتكافؤ الفرص للجميع ،حتى انه يهاجم فى ذلك بعض المسلمات الدينية، ويطالب بتعديلها منعا للتمييز وتحقيقا للمساواة ، لكنه مع هذا تجده يتحول مائة وثمانين درجة اذا تعلق الأمر بتغول ناديه على المنافسين وسطوه على حقوقهم، أو إذا امتد نقد المناخ العام ومس فساد المنظومة الرياضية التى وصل عهرها إلى اختيار بعض( المشبوهين ) (كرعاة) يدعمون الأندية بالمليارات للانفاق على لاعبين ومدربين أجانب، فى الوقت الذى تعانى فيه ملايين الناس من العجز عن توفير ثمن الطعام الآدمى لأسرهم !!
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟