أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كرم نعمة - جوانا تقربنا من الوعد الزائف














المزيد.....

جوانا تقربنا من الوعد الزائف


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 15:56
المحور: الصحافة والاعلام
    


أدهشتني كعادتها، من دون أي مفاجأة، جوانا ستيرن في عمودها الأسبوع الماضي في صحيفة "وول ستريت جورنال" عندما جعلت القراء وأنا من بينهم، أمام حقيقة الوعد الزائف للذكاء الاصطناعي، وحولت الكتابة في عمودها إلى سلسلة مقاطع فيديو استنسخت فيها نفسها من أجل تجربة خداع حسابها البنكي وأسرتها. لتقول لهم إن من تتحدث معكم جوانا ليست من أمها وأبيها، بل من تلك التكنولوجيا المخيفة.
صنعت نسخة منها عبر نظام طورته شركة "Synthesia" يقوم بتحويل الصوت والنص المكتوب وصورة الوجه إلى فيديو لشخصيتها قدمتها إلى أهلها وإدارة المصرف في تجربة أولى. لم ترد لها أن تذهب أبعد!
في النهاية نجحت جوانا ستيرن إلى حد ما مع بعض أفراد أسرتها وإلى حد أكبر مع مصرفها في التعامل مع حسابها البنكي عبر شخصيتها المستنسخة بالذكاء الاصطناعي.
كان أحد أهدافها هو تحديد تأثيرها المستنسخ منها (…) على نوعية إنتاجيتها الصحافية، بالإضافة إلى رؤية مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يكون بشريا ويمكن أن يصنع رؤى تعبّر عن كوامنها كما تفعل في العادة في مقالها الأسبوعي. ويمكن أن يحل محلها، ويستخدم اللغة التي تميزت بها خلال تجربتها الصحافية والتلفزيونية على مدار سنوات، وربما يحصل على جوائز، كما سبق وأن حصلت جوانا على جائزة “إيمي”.
لكنها في تلك اللعبة المدهشة وغير المضللة أرادت أن تسلط الضوء على سيف ذي حدين، وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح بشريا بدرجة مخيفة.
حل الفيديو محل المقال المكتوب في صحيفة “وول ستريت جورنال” وإلى حد وقت كتابة هذا المقال هناك تسعة ملايين مستخدم تابع الفيديو.
لست متأكدا مما إذا كانت جوانا قد اطلعت على مقال "الوعد الزائف" الذي كتبه عالم اللسانيات نعوم تشومسكي مع اثنين من علماء اللغة والذكاء الاصطناعي هما إيان روبرتس وجي واتومول، المنشور في صحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي. مع أن أهمية الأفكار الواردة في ذلك المقال ترجح اطلاعها عليه مثل كل المهتمين، وهم يطلقون حشدا من الأسئلة عما ينتظرنا من تلك التكنولوجيا.
لقد استعان كاتبو المقال بالحكمة التي تركها لنا خورخي لويس بورخس من أنّ العيش في زمن المخاطر الكبرى والوعد هو معايشة وتجربة للمأساة والملهاة في آن واحد، مع دنو واقتراب كشف وتجلّ يتعلق بفهم أنفسنا والعالم. بينما أرادت جوانا أن تحقق نبوءة بورخس ليس بحكمة اللغة ودلالتها في التعبير عن المكامن الإنسانية، مع أن اللغة نفسها أداة هذه الصحافية الناجحة، لكنها عرضت على قرائها فيديو يقدم نسخة منها صنعها الذكاء الاصطناعي. لتصل إلى السيف ذي الحدين، وهو نفس الكلام الذي كتب في مقال “الوعد الزائف”، فما حققناه اليوم من تقدم ثوري مزعوم في مجال الذكاء الاصطناعي بالتأكيد سبب لكل من القلق والتفاؤل.
سبب التفاؤل، وفق الكتّاب الثلاثة، هو أن الذكاء وسيلة يمكننا حل مشاكلنا من خلالها، أما القلق فمبعثه خوفنا من أن يمتهن النوع الأكثر شهرة ورواجا من الذكاء الاصطناعي، وهو تعليم الآلة علمنا، وتشويه أخلاقنا من خلال دمج مفهوم معيب بشكل أساسي للغة والمعرفة في التكنولوجيا التي نستخدمها.
لم تذهب جوانا بعيدا في المعضلة الأخلاقية التي تنتظرنا من الذكاء الاصطناعي، في تجربتها المشوقة، عندما اقتصر الأمر عند محاذير السيف ذي الحدين، بينما تشومسكي ورفيقاه توصلوا إلى أن تلك الثورة غير قادرة على تحقيق التوازن بين الإبداع والتقييد، فهي إما تبالغ في تضمين حقائق أو أكاذيب، أو دعم قرارات أخلاقية ولا أخلاقية على حد سواء، من دون مبالاة بالعواقب. وكأنهم يذكرون بشخصية هوفمان في “رجل المطر” الخارق في حفظ الأرقام بدماغ مصاب بالتوحد!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أصدّق ماسك، ومتى كذب!
- التكرلي فضّل وينترسون على بالدوين
- وزيرة تهوي إلى الحضيض
- الصرافية سيد الجسور
- هل الغرب نظيف أخلاقياً بما يكفي بشأن العراق
- إجحاف بحق الأغنية الوطنية العراقية
- كرسي مخزي للسوداني في قمة الديمقراطية
- التبضع من سوق الغبار السياسي في العراق
- الأغاني كلها تخذل كاظم السعدي
- استرضاء من أُرغم على تجرع السم
- عن أيام ابتسام وغادة
- المدونة العمياء عن المحتوى الهابط في العراق
- دروس الكراهية من بن غفير إلى المالكي
- الوقت يقيس جودة حياتنا
- حرب الحمقى على الموتى
- ومتى كان غير حديث التصدع في العراق؟
- قبو شاهق للفساد في بغداد
- من يشعر بوجع زكية جورج؟
- الهادي الجويني في المشرق العربي
- السوداني لا يظهر ذيله إلا خنوعا


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - كرم نعمة - جوانا تقربنا من الوعد الزائف