سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 17:51
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
تقوم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية منذ فترة بجهود لشمول العوائل الفقيرة والتي لا معيل لها برواتب الاعانة الاجتماعية. ولم يمكن لنا من الحصول من خلال البحث على الاعداد الحقيقية للعوائل والاشخاص المشمولين بهذه الاعانات حيث ولاسباب نجهلها تتعمد الوزارة اطلاق ارقاما متناقضة في الاعلام.
من خلال اطلاعنا على التحقيق الذي نشرته شبكة "نيريج" للصحافة الاستقصائية في العراق بخصوص الاطفال الايتام في العراق، قد رأينا عمل احد الناشطين وهو هشام الذهبي في الدار التي انشأها لمساعدة هؤلاء. إذ يجري في هذه الدار تهيئتهم للحياة العملية من بين اشياء اخرى من خلال تعليمهم مهنا لكسب الرزق في مجالات مثل الخياطة والحلاقة والعمل على الحاسوب، ومن ثَمّ متابعتهم حتى حصولهم على عمل.
ومع توقع تزايد وارتفاع اعداد المشمولين بالاعانات الاجتماعية نتساءل نحن لماذا لا تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى شاكلة دار الايتام الآنفة بتهيئة مثل هذه المهن المختلفة وعرضها على المستفيدين من مبالغ الاعانة من الراغبين منهم ومساعدتهم حتى حصولهم على عمل ؟ إذ انهم من خلال ممارسة مهنا لاحقا سيتمكنون من الحصول على مورد مالي واعالة انفسهم وعوائلهم إن كان لهم هذه. وهو ما سينفعهم في الخروج من نظام الاعانة لاحقا. بهذا يمكن للوزارة بعدها من شمول معوزين آخرين باعاناتها.
اننا نرى بهذه طريقة مثالية لاخراج المعوزين من دائرة الاعتماد على اعانات الوزارة ليعتمدوا على انفسهم في كسب رزقهم وليستطيعوا من خلالها من الدخول في سوق العمل بدلا من بقائهم في مستويات تحت خط الفقر. ولابد ان يكون الامر اختياريا لا اجباريا.
ايضا نرى بوجوب قيام الوزارة بشمول الايتام البالغين لسن الرشد من الذين لا مهنة لديهم ولا معيل ذكورا كانوا ام اناثا بالاعانة الاجتماعية، وشمولهم هم ايضا بعروض المهن الآنفة ومتابعتهم حتى حصولهم على مصدر للرزق. وذلك بدلا من تركهم يتشردون لتتلقفهم عصابات الجريمة المنظمة والتسول بعد خروجهم من دور الايتام. والاهتمام من قبل الدولة هو ما يطالب به الناشطون والمنظمات المدنية المعنية بحقوق هذه الشريحة من المجتمع. فمن غير المقبول اخلاقيا ترك هؤلاء في الشوارع بلا مورد مع إهمال الدولة لهم. اننا نعتقد بان هذه هي الطريقة الوحيدة لمنع رفد عصابات المهن المشبوهة ومافيات التسول وحتى الارهاب بهؤلاء الشباب والشابات.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان في العراق قد أصدرت في العام 2021 إعلانا اكدت فيه وجود خمسة ملايين يتيم في البلاد.
ننتظر نظر الوزارة بهذه المقترحات والاخذ بها.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟