|
الى الشعب التركي لا تسمحوا للطاغية اردوغان ان يستمر في الحكم لترتقي دولة تركيا من دولة عنصرية الى دولة مساوات بين القوميات
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 15:01
المحور:
حقوق الانسان
تأسست دولة تركيا كدولة عنصرية وبدستورها العنصري الذي أعتبر العنصر التركي المغولي متفوقا على القوميات الأخرى على ارض الأناضول وأرمينا وما بقي من الشعوب في دولة تركيا الحالية، اعتبروهم عبيدا للترك، اود ان اُذكر القارئ بأن موطن قبيلة الترك يقع في جبال التاي في شمال غرب منغوليا على بعد اكثر من 6000 كم من انقرة، ونزحوا كقوات غازية لاستعمار المنطقة واتخذوا من الدين الإسلامي كراية تجارية لتوسعاتها واستعمارها للبلدان المنطقة، ولا ننسى خداع مصطفى كمال اتاتورك مؤسس دولة تركيا بعد سقوط الدولة العثمانية التركية المغولية للكرد والكذب على المجتمعين من ممثلي دول الحلفاء في مدينة لوزان السويسرية، حيث أدعى بأن تركيا دولة للترك والكرد بالتساوي واقنع النائب الكردي عن الديرسم حسن خيري بأن يرسل برقية الى المؤتمرين في لوزان في سنة 1923 بأن يدعي فيها ان تركيا دولة للترك والكرد بالتساوي، وبعد توقيع معاهدة لوزان حنث مصطفى كمال بوعوده للكرد ونفذ حكم الإعدام بالنائب في البرلمان التركي حسن خيري لأنه لبس لابس الكردي التقليدي، وكان لبس حسن خيري للباس الكردي التقليدي بناء على طلب مصطفى اتاتورك نفسه.
لا يصلح ان يكون للترك ان يكون له اباً كذاب ومخادع وحانث للعهد. على الشعب التركي ان يبرهن للعالم في عهدنا المعاصر بأن تركيا ليست الدولة العنصرية التي أنشأها مصطفى كمال وليس الشعب التركي شعب عنصري متفوق عرقيا على الشعوب الأخرى، وليس كل كردي يعيش في وطنه في الأناضول او في العراق وسوريا إرهابيا كما يدعي الطاغية المتاجر بالدين الاسلامي اردوغان ليكسب أصوات الناخبين الترك العنصريين.
على الشعب التركي ان يتخلى عن العباءة العنصرية التي البسها عليهم العنصري كمال مصطفى اتاتورك ويتحرروا من ثقافة وتراث مصطفى كمال اتاتورك العنصري الكذاب الذي خدع الشعب الكردي والدول التي شاركت في مؤتمر لوزان في سنة 1923، كما تخلى الشعب الألماني عن النازية.
ان مصطلح القومية لم تعد محفزا للشعوب الا في المطالبة بالحقوق المتساوية في اوطانهم او في البلدان التي استوطنوها في حالة شعورهم بالغبن في حقوقه، كما حدث للأمريكيين من أصول افريقية الى بعد منتصف القرن الماضي وشعب جنوب افريقيا تحت النظام الحكم العنصري APARTHEID، وكما حدث ويحدث للشعب الكردي والمسيحيين في العراق وسوريا وتركيا من قبل العرب والترك وما يحدث للشعب الفلسطيني في فلسطين من قبل المستعمرين اليهود، ان الحركة القومية العربية اُبتكرت من قبل القوى الاستعمارية الغربية في الحرب العالمية الأولى للقضاء على الخلافة الإسلامية ولفصل العرب عن المسلمين ليسهل عليهم تنفيذ وعد بلفور في إقامة دولة يهودية على ارض فلسطين. ان وعد بَلفُور أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى بناء على رسالة الوزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور لإعلان دعم الحكومة البريطانية بتأسيس «وطن قومي للشعب اليهودي» في فلسطين، التي كانت مستعمرة عثمانية.
ففي الزمن الحالي تغلبت قيمة الأنسان بما يقدمه للبشرية على أصلهِ وقومهِ، فنرى في الغرب قوميات مختلفة يتمتعون بحقوق متساوية ويرتقون في المناصب السياسية العالية وفي إدارة شركات تكنولوجية تصل دخولهم السنوية الى مئات الملايين الدولارات ويتصدرون كأبطال وطنيين في الرياضة في بلدان إقامتهم، ومنهم الترك، فتجد شوارع في مدن عديدة في المانيا وكأنك تسير في استنبول من كثرة المحلات والمطاعم التركية وهكذا تجد شوارع في فرنسا تعج بمواطنين من افريقيا وخاصة من دول شمال افريقيا من المغرب والجزائر وتونس، وفي مناطق ومدن في بريطانيا تعج بالمواطنين من أصول عربية، فأن رئيس وزراء بريطانيا ونائبة الرئيس الأمريكي من أصول هندية، ووزير العدل في الحكومة الهولندية السيدة ديلان من أصول تركية-كردية، وكان باراك اوباما اول رئيس لأكبر دولة في العالم الولايات المتحدة الأمريكية من اصول افريقية.
على الشعب التركي التخلي عن التعالي والتسلط على الشعوب الأصيلة في مواطنهم في حدود دولة تركية الحالية ويعترفوا بمجازر الدولة العثمانية وإبادتهم للأرمن ومجازرهم للشعب الكردي من قبل الحكومات التركية منذ أيام مصطفى كمال الى حكم الطاغية اردوغان، كما اعترفت المانيا النازية بالمحرقة للشعب اليهودي، واعتراف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته إلى الجزائر شهر ديسمبر/كانون الأول 2012، بأن الاستعمار كان جريمة وظلماً قاسياً على الشعب الجزائري، ولكن الشعب الجزائري مازالوا ينتظرون اعتراف الحكومة الفرنسية بمجازرهم في الجزائر والاعتذار عن تلك الجرائم وتعويضهم كما عوضت وتعوض الحكومة الألمانية اليهود، فقد التقيت بالجزائريين من ضحايا العهد الاستعماري الفرنسي، وابلغوني كيف كانت النساء تطلي وجوهها بالفحم الأسود كي لا تُغتصب من قبل الجندي الفرنسي، وزرت موقع استشهاد أخ لصديق جزائري، وكيف كانوا ابطال تحرير الجزائر يبنون بيوتا تحت الأرض لتمويه على أماكن وجودهم.
• ان الطاغية اردوغان سيحاول استخدام القوات العسكرية التركية كدعاية الانتخابية وذلك بضرب الكورد في العراق بالصواريخ والمدفعية والمسيرات، وضرب كردستان سوريا واعتقال الكورد في تركيا بتهمة الإرهاب، امامنا 4 إيام دموية قبل موعد الانتخابات نتيجة للضربات العسكرية الأردوغانية على الشعب الكردي في العراق وسوريا، ولكنه سيفشل في الانتخابات ويقضي بقية أيامه في السجن بسبب جرائمهم في حق الشعب التركي، والكردي وفساد ابنه بلال وصهره برات البيراق.
كلمة أخيرة: • ان عمر الطاغية اردوغان السياسي انتهى، فهو كالغريق يحاول ان يتشبث بريشة طافية على بحر هائج، وسيخلف بعده تاريخ مسطورة بالدماء الشهداء في تركيا والعراق وسوريا وتسببه في قتل المئات الآلاف من الحيوانات في سوريا والعراق بسبب قطعه للمياه الدجلة والفرات التي تروي عطشها. • عُرف عن الطاغية اردوغان نكران الجميل والنفاق: نكرانه لجميل استاذه الشيخ فتح الله غولن، ونفاقه السياسي بالتهجم على إسرائيل ومصر والسعودية في اللحظة التي يشعر بقوته ويتقرب إليهم في ساعة الضعف، دعم الاخوان المسلمين وتخلى عنهم عندما استمروا في معاداة مصر إعلاميا بعد ان تقرب الى عبد الفتاح السيسي. • إذا لم يتخل الشعب التركي عن العنصرية الاستعلائية، فسيبقى في نظر العالم الحر قبيلة تركية بربرية نزحت من جبال التاي من شمال غرب منغوليا وعبثوا ويعبثوا في الأرض فسادا.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ان رؤساء العصابات المافيا أشرف وارحم بالناس من البرهان ودقلو
...
-
جريمة شركة توتال النفطية في المشروع الغاز اليمني بحق اليمن و
...
-
فشلت محاولات اردوغان لابتزاز العراق بمشروعه -النفط مقابل الم
...
-
الكرد وكردستان بعد نفاذ صلاحية معاهدة لوزان في 24 تموز 2023
-
لملذا لا يستفيد العراق من الغاز المصاحب للنفط المستخرج ولو ب
...
-
ما اغبى والأكثر أجراما، الحكومات الإسرائيلية يتاجرون بدماء ا
...
-
عبدالله أوجلان علم وراية وثورة مستمرة ضد الاستعمار التركي ال
...
-
الشعب العراقي فاته الفرصة للتخلص من الفاسدين والعملاء المرتب
...
-
الى رئيس الوزراء العراقي الأخ محمد شياع السوداني
-
تهديدات بوتين بالنووي وحسن نصرالله بالفوضى العارمة هي صراخ ا
...
-
ان الحكومة التركية وأردوغان والسفاح الأحمق بشار الأسد يتحملو
...
-
منطقتنا تحتاج الى ثورة ثقافية وصحوة إسلامية لتستيقظ من غفوته
...
-
ان اي كردي يتعاون مع اردوغان سياسيا او تجاريا فهو خائن وابن
...
-
فرص فوز الطاغية اردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة
-
توقعاتي السياسية لسنة 2023
-
متى نحتفل بالعام الجديد ونطوي سنوات القهر والتخلف والفساد
-
الى الجمعية العامة للأمم المتحدة: اقطعوا العلاقات الدبلوماسي
...
-
ما اقذرك يا اردوغان، فلا انفجار استنبول ولا سجن رئيس بلديتها
...
-
الى الحكومات الاتحاد الأوربي حرروا الشعوب من طغيان الأنظمة ا
...
-
سقوط المتاجرين في الدين في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليم
...
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|