كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 11:14
المحور:
سيرة ذاتية
حاربوه لأنه مستقل، وناصبوه العداء لأنه كان يحمل العراق في قلبه، ولأنه كان نصيراً للفقراء، ولأنه لم يتخل عن وطنيته. .
ربما كان السيد (X) مختلفاً عنهم، أو مختلفاً معهم، أو يخالفهم الرأي جملة وتفصيلاً. . ربما لأن عروقه تحمل الجينات السومرية النقية، جينات تختلف عن جيناتهم الهجينة. فهو بالنسبة لهم من كوكب آخر، فكوكب الجنوب هو الكوكب الأبعد في حساباتهم الفلكية، فتوحدوا كلهم ضده على الرغم من تناحرهم وتنافرهم، استهدفوه واشتركوا معاً في توظيف مضخاتهم الإعلامية للنيل منه وتشويه صورته، ثم لجأوا لتلفيق الاتهامات له، وتحريك الدعاوى الكيدية. وطاردوه بلا هوادة. لكن الحقيقة تبقى هي الحقيقة حتى لو كانوا كلهم ضد رجل واحد، وحتى لو كان يقف الآن وحده تبقى الحقيقة حقيقة. لا شك انهم يخشونه ويخافون منه، ويحسبون له ألف حساب، وذلك على الرغم من كثرتهم، وعلى الرغم من نفوذهم وتسلطهم وضراوتهم، فهو بين قطيع الثعالب كما الأسد. كانت شجاعته ترتفع في كل محاولة لتخويفه، لكنه كان يشعر بالحزن والخذلان والإحباط. احيانا تخيم عليه سحب الكآبة، فيردد ترنيمة الحمداني (أبنيتي لاتحزني) يقرأها كلها، فتجيبه ابنته الكبرى: لا تبتئس يا أبي، ولا تنسى ان اخوة يوسف ارادوا ان يقتلوه فلم يمت، ثم أرادوا ان يمحى ذكره فارتفع شأنه، ثم بيع ليكون مملوكاً فأصبح ملكاً، فلا تقلق من مؤامراتهم، فإرادة الله فوق إرادتهم. .
أشعر ان حكاية السيد (X) تشبه حكاية الفهد الذي ارغموه على التنافس مع الكلاب في سباق السرعة، وما ان صدحت صافرة الانطلاق حتى فوجئ الجميع بأن الفهد لم يتحرك من مكانه، فسألوا منسق السباق ما الذي حدث ؟، فأجاب: أحيانا محاولة اثبات أنك الأفضل تعتبر إهانة. .
فإذا فشل السيد (X) في رفعهم لمستواه، فينبغي ان يتركهم وشأنهم. لأنه من الصعب ان تقنع الذباب بأن الزهور أجمل من القمامة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟