|
قراءة ... للآية 55 / سورة آل عمران – وجهة نظر أولية
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 09:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع : " صلب المسيح ، أم رفعه الله متوفيا أو نائما أو .. ، وموقف ومكانة أتباع المسيح حتى يوم القيامة .. " ، هذا ما تبحثه هذه الآية ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ / 55 سورة آل عمران ) ، وسأورد بعض التفاسير المختصرة لمحورين منها ، وذلك معتمدا على المراجع والمصادرالأسلامية ، ومن ثم سأعرض قراءتي العقلانية لها :
1 . المحور الاول : تأويل قوله : " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه : ومكر الله بالقوم الذين حاولوا قتلَ عيسى = مع كفرهم بالله ، وتكذيبهم عيسى فيما أتاهم به من عند ربهم = إذ قال الله جل ثناؤه " إني متوفيك "، فـ" إذ " صلةٌ من قوله : وَمَكَرَ اللَّهُ ، يعني : ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى إني متوفيك ورافعك إليّ ، فتوفاه ورفعه إليه . ثم اختلف أهل التأويل في معنى" لوفاة " التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية . فقال بعضهم " هي وفاة نَوْم "، وكان معنى الكلام على مذهبهم : إني مُنِيمك ورافعك في نومك . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال .. عن الربيع في قوله " إني متوفيك "، قال : يعني وفاةَ المنام ، رفعه الله في منامه = قال الحسن : قال رسول الله لليهود : إن عيسَى لم يمتْ ، وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة./ نقل من موقع القرآن . * في المحور الأول من هذا النص ، أختلف المفسرون كالعادة في كيفية موت المسيح ، فأبو جعفر - وغيره ، قال : أن الموت هي حالة وفاة " أني متوفيك ورافعك .. " / يعني لم يصلب ، وأهل التأويل أختلفوا في معنى " الوفاة " ، فقد قال أسحق - وغيره ، أن الوفاة هي حالة " وفاة النوم " .. وأني لأعجب من موضوعة وفاة النوم ! . أرى أن هذه التفاسير والآية ذاتها تخالف ، النص القرآني ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا / 157 سورة النساء ) ، هنا يقولون أنه قد شبه له ! وتساؤلي أن النصين غير تامين البنية ، وكان من المفروض أن يبنى النص ، كما يلي :" وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ، ولكننا توفيناه ورفعناه .." . أما وفق العقيدة المسيحية ، فأن " المسيح صلب ومات ودفن وقام " ، فقد جاء في موقع / لكل سؤال جواب ، (( يقول الرسول بولس" إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب ، أي كتب الأنبياء التي سبقت ، وإنه دفن ، وإنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب." (1 كورنثوس 15: 4,3) . ويقول أيضاً : لكن الله بين محبته لنا ، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا (روميه 5:8) . وقال عن المسيح أيضاً " الذي لنا فيه الفداء ، بدمه غفران الخطايا " (أفسس 1:7) . نعم صلب المسيح ومات . مات من أجل خطايانا وقام . وكل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا . (أعمال الرسل 10: 43) . )) .. والأشكالية : أن مفسري الأسلام جانبهم الصواب ، لأنهم أفتوا بموضوع سبقهم زمنيا بأكثر من 570 سنة ، والجانب الأخر ، أن الأمر لا يعنيهم ، حتى وأن ذكر بالقرآن ، وأرى لو يهتم رجال الفقه والتفسير والحديث بأحوال محمد وسيرته وغزواته وأزواجه ، خيرا لهم من أن يقعوا في تفسيرات أشكالية .. * بعض المفسرين / أبو جعفر ، أستخدم مفردة " ومكر الله " ، فأني أرى بأن هذه المفردة لا تليق بمقام الذات الألهية .
2 . المحور الثاني ، وهو " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " ، وسأورد التفسير التالي لها : (1) حدثنا بشر بن معاذ قال .. عن قتادة في قوله : " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " هم أهل الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسنته ، فلا يزالون ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة . (2) حدثني محمد بن سنان قال : حدثنا أبو بكر الحنفي .. عن الحسن " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ، قال : جعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة . قال : المسلمون من فوقهم ، وجعلهم أعلى ممن ترك الإسلام إلى يوم القيامة . وقال آخرون : معنى ذلك : وجاعل الذين اتبعوك من النصارى فوق اليهود . (3) حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله : " ومطهرك من الذين كفروا " قال : الذين كفروا من بني إسرائيل " وجاعل الذين اتبعوك " قال : الذين آمنوا به من بني إسرائيل وغيرهم " فوق الذين كفروا" ا لنصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة . قال : فليس بلد فيه أحد من النصارى،إلا وهم فوق يهود ، في شرق ولا غرب،هم في البلدان كلها مستذلون / نقل من أسلام ويب. * في هذا المقطع أيضا تتقاطع وتتضادد تأويلات المفسرين ، في " وجاعل الذين أتبعوك " ، فعن معاذ / يقول هم الأسلام ، وعن محمد بن سنان / يقول هم النصارى وهم فوق اليهود ، وعن يونس / يقول هم الذين أمنوا به من بني أسرائيل .. أضافة الى ذلك ، أن المفسرين ، أتبعوا الفوقية في التأويل بقولهم " : وجاعل الذين اتبعوك من النصارى فوق اليهود " ، وهذا الأمر غير مقبول بين المؤمنين . وأرى أنه من المنطق ، أن لكل رسول أو نبي أتباع ، فأتباع موسى هم اليهود ، وأتباع محمد هم المسلمين ، لذا يكون من العقلاني أن أتباع المسيح ، هم المسيحيين ، لذا أرى أن ماذهب أليه المفسرون من تأويلات لا تصب في جانب الصواب .
الخلاصة : خلاصة الأمر ، وأضافة لكل ماسبق من تأويلات ، أرى ومن جانب أخر ، عندنا مشكلة وهي : أن النص القرآني التالي يكفر المسيحيين ( لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ / 73 سورة المائدة ) ، وهنا يصبح تفسير الآية 55 / سورة آل عمران - موضوع المقال ، ذا تفسير جدلي ، فكيف لرب القرآن ، أن ينص على تطهير المسيح من الذين كفروا ، وجعل جماعته فوق الأخرين ( وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا .. / 55 سورة آل عمران ) ، وفي نص أخر ومن ذات النص القرآني - يكفر المعتقد المسيحي لقولهم بالتثليث ، وفق الآية 73 / من سورة المائدة - أعلاه ، .. وتساؤلي : ألم يلحظ كاتب ورب القرآن من هذا التقاطع والتضادد في البنية النصية للقرآن ، أم أن هذا حصل ، لوجود أكثر من كاتب للنص القرآني ، ودون أي تنسيق بينهم ! .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين أسلام محمد وأسلام ما بعد محمد .. أضاءة
-
التاريخ الأسلامي بين ما كتب .. وما كان يجب أن يكتب
-
- البارقليط - بين المسيحية والأسلام
-
أضاءة .. بين تجديد الخطاب الأسلامي و الأصلاح العقائدي
-
تعبد محمد في - غار حراء - بين الحقيقة والوهم
-
الخلاف السني الشيعي في رواية - المهدي المنتظر -
-
العرب المسلمون والأنعزال عن الركب الحضاري .. أضاءة
-
أضاءة .. هل الأسلام لا زال مسكونا بالماضي
-
نحو فقه أسلامي معاصر
-
دور المرجعيات والمؤسسات الدينية .. في مستقبل الأسلام
-
تساؤلات .. هل الحكم يستمد من شرع الله ؟
-
حور العين .. هلوسة في مخيلة المعتقد الأسلامي
-
تساؤلات .. هل رجال الأفتاء هم نواب الله على الأرض
-
الرسول الأمي بين المخفي والمستور
-
أضاءة .. بين الهوية الدينية و الهوية الوطنية
-
أضاءأت .. شيوخ الأسلام والأرهاب الفكري
-
تقاطعات شريعة الأسلام مع ظرفي الزمان والمكان
-
ولادة المسيح بين الأنجيل والقرآن .. وأنقلاب النصوص
-
المثلية الجنسية .. أضاءة
-
أضاءة حول تكفير الفكر الأخر
المزيد.....
-
هكذا أعادت المقاومة الإسلامية الوحش الصهيوني الى حظيرته
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة-إيفن مناحم-بصلية
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تعلن استهداف مستوطنة كتسرين بصلية
...
-
المواجهات الطائفية تتجدد في شمال غربي باكستان بعد انهيار اله
...
-
الإمارات تشكر دولة ساعدتها على توقيف -قتلة الحاخام اليهودي-
...
-
أحمد التوفيق: وزير الأوقاف المغربي يثير الجدل بتصريح حول الإ
...
-
-حباد- حركة يهودية نشأت بروسيا البيضاء وتحولت إلى حركة عالمي
...
-
شاهد.. جنود إسرائيليون يسخرون من تقاليد مسيحية داخل كنيسة بل
...
-
-المغرب بلد علماني-.. تصريح لوزير الشؤون الإسلامية يثير جدلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف حيفا ومحيطها برشقة صاروخي
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|