كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7607 - 2023 / 5 / 10 - 00:00
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
بينما كنت معتكفا على قراءة كتاب: العدالة في عالم الحيوان (Wild Justice) وهو من تأليف كل من: مارك بيكوف - وجيسيكا بيرس، اللذان نجحا في رصد الجوانب الأخلاقية للدواب والأنعام. وتعمقا في البحث عن هذه تعاطف الحيوانات وتعاونها وتآزرها وانسجامها، فوجدت من المفيد استعراض بعض خصالها التي تخلت عنها القطعان البشرية الضالعة في افتعال الحروب وإشاعة الفوضى. وأصبحنا نفتقدها في تعاملنا اليومي مع بعضنا البعض، وقد سجل المؤلفان بعض اللقطات المذهلة في تعامل البهائم، شاهدت في اليوتيوب قطة جميلة تقدم الدعم والمساعدة لكلب لا يسمع ولا يبصر، فترشده إلى طعامه بكل لطف وإحترام. ولو راقبنا الطيور والثدييات، سنرى انها تستجيب للعالم الخارجي، وسنكتشف أنها تتفاعل مع محيطها. تلعب وتقاتل وتهرب وتشعر بالفضول والخوف والحب. فإناث الشمبانزي تشكّل مجموعات لحماية أنفسها من الذكور العدوانيين، مثلما تجتمع أسراب ضخمة من العصافير المغردة لمهاجمة الطفيليات. وتتبادل الحيوانات الأدوار بين تناول الطعام ومراقبة الحيوانات المفترسة. ويمكن أن تظهر الحيوانات شعورا بالاستياء والانتقام من المدربين العدوانيين. ففي عام 2016، غزا قطيع من الفيلة مدينة رانتشي، شرقي الهند، على نحو أجبر السكان على الفرار حفاظا على حياتهم. وكانت الحيوانات تبحث عن جثة فيل نفق بعد سقوطه في قناة للري. وقبل بضعة أعوام اندلعت النيران في غابات استراليا فهرعت الكوالا الأم لتحتضن صغيرها، وكأنها تقول له: لا تخف يا صغيري أنا بجانبك وسأحميك، وكنغران يحتضنان بعضهما البعض والخوف والحزن باديان بعيني أحدهما. مثل هذه الصور تجعلك تتساءل: إلى أي مدى من الممكن للحيوانات أن تُظهر التعاطف مع بعضها أو حتى مع البشر ؟، وهل تملك الحيوانات وعياً مثلنا ؟. وكتب بابلو هيريروس عن فيلة أم وصغيرها انفصلا بعد أن سُرق الصغير من قطيع، وجرى تدريبه للترفيه عن السياح في تايلاند. وبعد جهود بذلتها مجموعة الحفاظ على البيئة لتتبع الصغار استمرت ثلاث سنوات، جُمع شمل الأم والصغير في محمية للأفيال. ووقف الاثنان في حالة صمت لمدة ساعة، ثم بدأ الاثنان العناق. .
يعتقد البشر أنهم الحيوانات الوحيدة التي تتمتع بحس أخلاقي، بينما تدحض الوقائع نظرية انفرادنا في هذه الميزة التي كنا نحسبها تخصنا وحدنا. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟