أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - السلام عليكم ورحمة الله














المزيد.....


السلام عليكم ورحمة الله


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 19:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في حمى أسلمة الحياة العامة صرنا حين نلقي تحيات مثل: مرحبا، أو صباح الخير أو يسعد صباحك، أو نهارك سعيد، أو مساء الخير، نصادف من يرد التحية بالقول وعليكم السلام ورحمة الله. ويحمل هذا الرد تنبيها ضمنيا لنا بوجوب التخلي عن التحيات التي تحمل الأماني الطيبة، والأستعاضة عنها بجملة "السلام عليكم"!

فما معنى الإستعاضة عن رد التحية بإعلان السلام؟

هل يعني ذلك ان السلام قائم بين من يتبادلون التحية، ام انهم في حالة إحتراب، تضطرهم الى تطمين بعضهم بعضاً عبر إعلان السلام؟

جملة "السلام عليكم" ليست تحية، ولاتحمل أمنيات طيبة لمن نلقيها عليهم، وهي أقرب الى تطمينهم بأننا لا نضمر لهم شراً. واستخدامها يشبه، على نحو ما، رفع الشخص راية بيضاء لتجنب شرور الآخرين. وربما صادفنا بعض الغاضبين يردون: "لا عليكم السلام". أي انهم ما زالوا في نزاع مع من يبادرهم بتلك الجملة. ولا شك انه حين يكون السلام حالة سائدة بين البشر، فانهم لن يجدوا حاجة الى رفع راية بيضاء لإزالة الخوف والريبة لدى من يصادفونهم باستخدام جملة "السلام عليكم".

هذا التحول يرتبط بفكر ديني متحجر، يقود معتنقيه الى قطيعة مع ما سبقته وما تلته من أفكار وأنماط سلوك وتعامل بين البشر، ويقولبهم بقوالبه الخاصة، لقطع أي صلة لهم بالآخر، فردا أو جماعة أو فكرة: لنا رسولنا، كتابنا، طقوسنا أزياءنا حلالنا وحرامنا، الذي يشمل عبارات التحية والتواصل مع الآخر.

وشيوع هذا الفكر صار يؤثر حتى على غير معتنقيه، ليس فقط داخل المجتمعات العربية، بل حتى في بلدان المهجر العربي، فخلال مناقشة هذا الموضوع ذكرت صديقة تعيش في أمريكا إنها ذات مرة وفي فترة أنتظارها الرد على إتصال لها مع العيادة الطبية لأطفالها، وطبيبها والعاملين معه في العيادة عربا، عزمت على أن تستخدم اللغة العربية، وجريا على العادة كانت ستقول: ((صباح الخير)) لكنها تذكرت أن التحية السائدة حاليا هي: ((السلام عليكم)) وأن عليها أن تستخدم لغة المتلقي، طالما أنها صاحبة المكالمة. ولم يسعفها الوقت كثيرا للتفكير أكثر من جزء من الثانية، وحين فتح الخط ألقت الجملة السائدة حاليا في التحية: ((السلام عليكم)). ناسية بشكل كامل أن الطبيب ومن يشتغل معه، جميعهم مسيحيون، فأحست بسخف الموقف، وتساءلت في نفسها عن سر إستسلامها لأمر لا يتوافق مع ميولها وفكرها، ولماذا يجب أن تكون التحية عنصرية تؤطر المتكلم بعنوان معين؟

المثير في الأمر أن المتأسلمين وفي ردهم على التهم التي تلصق الإسلام بالعنف، يتوهمون أنه يفحمون أصحاب الإتهام بالقول: أن التحية في الإسلام هي السلام. مموهين على حقيقة أن السلام هو فقط حالة تخلو من الآحتراب،أو وضع فض أو يفض فيه المتنازعون نزاعاتهم، وليس تحية تلقى على الصحب والأحباب، وأن السلام هو الحالة التي ينبغي أن تكون عادية في حياة البشر، وعكسها هوالشاذ، فيما ينبغي للتحية أن تتجاوز ذلك الى المبادرة بتمني الأمنيات الطيبة لم نحييهم في ظروف السلام وحتى في ظروف الحرب.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأشرار يغنون أيضا
- هل ستتكرر مأساة السودان في العراق؟
- عن (( الديمقراطية العراقية )) العتيدة!
- الغطرسة مكون أصيل في الشخصية الأوربية المعاصرة
- رحيل الفتى المتمرد
- حول الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن
- علمانيونا يتهيبون الإجهار بعلمانيتهم
- الحنين الى (( زمن الدولة المدنية ))
- مشاعرنا
- رؤية بعد الستين .. عن أسباب سقوط قاسم
- السويد تتخلى عن غصن الزيتون
- حين يزيح العراقيون الغبار عن عراقيتهم
- السلاح النووي أداة ردع لا أداة أنتصار
- في السادس من كانون .. نحتفل أم نقيم مراسم للعزاء
- الفقر والنظافة
- من المسؤول عن تخلف اللغة العربية؟
- نظرة مكثفة لخريطة الصراع العالمي
- ((الصوابية)) القيمية تقترب من التحول إلى دين
- السدة ـ راغبة خاتون
- الشقيقان اللدودان .. سوريا والعراق


المزيد.....




- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
- بالصور.. الزاوية الرفاعية في المسجد الأقصى
- جماعة -الإخوان المسلمون- تنعى الداعية يوسف ندا
- قائد الثورة الاسلامية: اثارة الشبهات من نشاطات الاعداء الاسا ...
- قائد الثورة الاسلامية يلتقي منشدي المنبر الحسيني وشعراء اهل ...
- هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س ...
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطية شناوة - السلام عليكم ورحمة الله