متظاهرون فرنسيون يتفرقون بعد أن رشقتهم الشرطة بقنابل مسيلة للدموع في منطقة سان دوني في باريس أمس (أ ف ب
شملت حركة الإضراب التي بدأت في فرنسا قبل حوالى ثلاثة أسابيع أمس ثلاث دول أوروبية أخرى أعلنت عزمها على انتهاج خطة <<إصلاح>> مماثلة لما أعلنته باريس بشأن تعديل أنظمة معاشات التقاعد وزيادة سنوات العمل للحصول على معاش كامل.
وبرغم الشلل الذي أصاب قطاعات النقل العام والحركة الجوية في ألمانيا وفرنسا وايطاليا والنمسا أمس أصرت حكومات الدول الاعضاء في <<مجموعة الثماني>>، وهي تشمل الدول المذكورة عدا النمسا، على مواصلة خطط <<الإصلاح>>. وضمن هذا التعهد في البيان الختامي لقمة افيان إذ أكد <<التزامنا من اجل تطبيق الاصلاحات الهيكلية في اسواق العمل والمنتوجات والرساميل، وإصلاح انظمة التقاعد والصحة لمواجهة التحدي المشترك الكامن في تزايد نسبة المسنين بين السكان، وتعزيز ثقة المستثمرين>>.
وتكدس الفرنسيون المتوجهون إلى أعمالهم أمس في الحافلات والقطارت المزدحمة وشلت الحركة في المطارات بعد ان بدأ العاملون في القطاع العام اضرابا جديدا ما أدى الى خفض حركة القطارات والحافلات الى النصف في باريس وأسفر اضراب مراقبي حركة الطيران عن تعطيل 80 في المئة من الرحلات من فرنسا وإليها. وبرغم ان إضراب الأمس كان اقل ضراوة من إضراب 13 ايار الماضي الذي سمي <<الثلاثاء الاسود>> الا انه تسبب في تكدس حركة مرور السيارات على امتداد 150 كيلومترا حول باريس.
وأغلق العديد من المدارس أبوابه كذلك في عاشر إضراب خلال عشرة اشهر يقوم به المدرسون احتجاجا على خطط زيادة اللامركزية في إدارة المدارس ما يهدد آلاف الموظفين بخسارة وظائفهم. وشمل الاضراب كذلك عمال البريد وسائقي سيارات الاسعاف والعاملين بالموانئ ومحصلي رسوم الطرق. ولم يطبع سوى عدد محدود من الصحف الفرنسية الرئيسية. وجاءت الاضرابات لتعيد الى الاذهان احتجاجات العام 1995 التي اطاحت بالحكومة المحافظة السابقة.
وقال ألان جوبيه، حليف شيراك ورئيس الوزراء في العام 1995 الذي وضع خطة اصلاح المعاشات في حينه، انه لا يتفهم اسباب الاضطرابات الراهنة. وقال لإذاعة <<ار.تي.ال>> انه <<يتعين على الناس التفكير مرارا قبل الخروج الى الشوارع>>.
وكذلك الأمر في النمسا حيث توقفت وسائل النقل العام وحركة المطارات أمس في أكبر إضراب في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وتهدف الاحتجاجات إلى تعطيل مشاريع الحكومة لتعديل نظام معاشات التقاعد السخي في النمسا ويقضي التعديل بخفض المعاشات بقيمة 11 في المئة. غير ان الحكومة قررت التراجع عن خطتها فيما بقيت الاضرابات في الدول الاخرى عقيمة حتى اللحظة.
وفي إيطاليا، اضطرت شركة الطيران <<اليطاليا>> إلى إلغاء 200 رحلة جوية بسبب الإضراب فيما أصاب الشلل قطاع النقل والبريد في النمسا وتوقف العمل في مصانع المعادن وشركات الهندسة في ألمانيا الشرقية التي يسعى عمالها، بعد 13 عاما على توحيد برلين، إلى الحصول على عدد ساعات عمل متساو مع مواطنيهم في ألمانيا الغربية. (رويترز، أ ف ب)
جريدة السفير