أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - النبي محمد خارج المراجع الاسلامية















المزيد.....

النبي محمد خارج المراجع الاسلامية


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7606 - 2023 / 5 / 9 - 07:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتابه تاريخ الخلفاء يتتبع جلال الدين السيوطي تاريخ الخلافة الاسلامية منذ وفاة النبي محمد الى سقوط أخر خليفة عباسي في مصر. ما يميز أسلوب الكاتب هو سرده المكاني و الزماني الدقيق و المسترسل لأهم الأحداث و المحطات التي ميزت حكم كل خليفة على حدة.
في الصفحة 208 ينقل الكاتب عن المؤرخ الاسلامي الذهبي أبرز ما ميز سنة 143 هجرية زمن الخليفة المنصور أبو جعفر عبد الله. كان أهم ما ميز تلك السنة تدوين كتب الحديث و الفقه و التفسير و المغازي. هذه الأخيرة شملت بداية مسار التأريخ الاسلامي مع أول مؤرخ له، ابن اسحاق. كل ما يرتبط بالتاريخ الاسلامي و علم التراجم قد دون بناءا على مرويات و أسانيد المسلمين أنفسهم، و بعد موت الأشخاص المعنيين بسنين طويلة. لكن يبقى السؤال الأهم هو هل يوجد مصادر تاريخية أخرى خارجية واكبت أبرز محطات المسلمين، خصوصا في مرحلة النشأة و التأسيس؟

الفصل الثلاثين من كتاب تاريخ هرقل للمؤرّخ الارميني سيبيوس ( الجزء الاول )
سيبيوس هو أسقف أرميني ومؤرخ عاش في النصف الثاني من القرن السابع.

اليهود يستنجدون بالعرب - محمد مبشر توراتي - تحالف سياسي و عسكري - بيت المقدس كهدف نهائي
يكتب سيبيوس: ( اليهود ) طلبوا مساعدة ( العرب) وعرّفوهم بصلة العلاقة بينهم خلال كتب العهد ( القديم ).على الرغم من انهم ( العرب ) كانوا على قناعة بصلة القرابة الحميمة، إلا ان اعدادهم الغفيرة لم تكن متعاونة، لان الدين فرّق بعضهم عن بعض .ظهر شخص في تلك الحقبة، رجل من ابناء اسماعيل اسمه محمد، تاجر، برز للعلن. خطب خطابات عن طريق الحق، مفترضاً باوامر الهية، بيّن/كشف لهم، ووعظهم بالاعتراف بإله ابراهيم، خاصة ولانه تم اعلامه وتعريفه حول التاريخ الفسيفسائي ( قد يكون المقصود تاريخ موسى ). لأن الامر جاء من عالي . امرهم ان يجتمعوا جميعاً ويتّحدوا بالايمان. نبذ تبجيل الاشياء العبثيّة عنهم. فاتجهوا الى الاله الحي، الذي ظهر لابيهم، ابراهيم.
محمد شرّع تحريم اكل الجيفة، عدم شرب النبيذ، عدم النطق بالكذب، وعدم ايتاء الزنى.
قال :” الاله وعد هذا البلد لابراهيم وابنه ( نسبه ) من بعده، الى الابد. وهذا الوعد تم ايفائه خلال الفترة التي احب فيها الاله اسرائيل. لكن الآن، انتم ابناء ابراهيم، والاله سيوفي بوعده لابراهيم وابنائه اليكم، احبوا فقط اله ابراهيم، واذهبوا فخذوا البلد الذي اعطاه الاله لابيكم، ابراهيم. لا احد سيستطيع ان يقاومكم في الحرب، لأن الاله معكم “.

الحرب تستمر - توسع عربي
يضيف سيبيوس: هؤلاء ابناء اسماعيل، وصلوا الى مدينة الربّة في منطقة مؤاب (اقليم البتراء) على حدود اراضي قبيلة روبن. الجيش البيزنطي كان معسكراً في اقليم البتراء العربية. (العرب) باغتوهم بالهجوم. واجروا فيهم السيف فقاتلوهم الى حدود الامبراطورية الهرقلية، ثبودوسيوس. بعدها عادوا ادراجهم وعسكروا في اقليم البتراء العربية. اجتمعت كل بقايا ابناء اسماعيل واتحدوا، مكونين قوة كبيرة. بعد هذا ارسلوا رسالة للامبراطور البيزنطي، تقول:
"اعطى الاله هذه الارض كورث لابراهيم وابنائه من بعده. نحن ابناء ابراهيم. من غير المقبول احتفاظك بهذه الارض. ارحل بسلام ونطالبك باعادة ما استوليت عليه مع الفائدة المضافة ". الامبراطور رفض ذلك، ولم يقدّم جواباً لائقاً بل قال "الارض لي. ارثكم الصحراء. لذا اذهبوا الى ارضكم" وقام بتنظيم الالوية. ما يصل الى سبعين الفاً واضعاً على راسهم قائداً مخصياً يواليه ويخلص له. امرهم بالذهاب الى اقليم العربية (البتراء). مشدداً عليهم عدم الاشتباك معهم في الحرب، وانما البقاء هلى اهبّة الاستعداد لحين قيامه بتجميع قوات اخرى وارسالها اليهم للمساعدة. وصلت الالوية البيزنطية الى الأُردن فعبروه الى اقليم البتراء. تاركين معسكرهم على ضفّة النهر (نهر الاردن). فتقدّمت على الاقدام لمهاجمة المعسكر. لكن (العرب) كانوا قد نصبوا كمائن بجزء من قواتهم. واضعين العديد من المساكن حول معسكرهم. ووضعوا القطعان من الجمال فثبتوهم وشدوا ارجلهم حول المعسكر والخيم. هكذا كانت تحصيناتهم للمعسكر. الحيوانات كانت مرهقة من الرحلة. لذا قطع البيزنطيين خلال التحصينات واعملوا قتلاً بهم. لكن فاجئهم الرجال من الكمائن وخرجوا من مخابئهم واشتبكوا معهم. فاصاب البيزنطيين رعب من الاله. فاستداروا لهروب منهم. لكنهم لم يفلحوا في ذلك بسبب الرمال المتحرّكة التي غرزت ارجلهم فيها. ساد جزع عظيم بسبب حر الشمس وسيوف الاعداء التي دارت عليهم. جميع القادة سقطوا وابيدوا. ذبح اكثر من الفي رجل. حفنة من الناجين هربوا للجوء لمكان آمن. العرب عبروا الاردن وعسكروا في اريحا. بعدها اصاب سكان البلد بالهلع، فخضع الجميع. في تلك الليلة اخذ نفر من القدسيون (اهل القدس) صليب الرب وكل الاوعية من كنائس الاله، وهربوا باستخدام الزوارق الى قصر القسطنطينية، وطلب الباقون في القدس عهداً (من الاسماعيليين) فاستسلموا لهم.
امبراطور البيزنطة لم يعد قادراً على تحشيد القوات ضدهم. فقام الاسماعيليين بتقسيم جيشهم الى ثلاث اقسام، قسم اتجه الى مصر مستحوذاً على الاراضي لحد الاسكندرية. القسم الثاني اتجه شمالاً نحو الامبراطورية البيزنطية. وبلمح البصر استحوذوا على المناطق من البحر الى ضفاف نهر الفرات العظيم، وكذلك مدينة اورفا وجميع المدن في بلاد الرافدين. وفي الجانب الآخر للنهر، القسم الثالث تم ارساله للشرق، لتواجه مملكة ايران.

عقيدة يعقوب Doctrina Jacobi
انها سنة 634 ميلادية و محمد لايزال يقاتل في فلسطين. هكذا تؤكد رسالة أرسلها شخص يهودي يدعى إبراهيم يعيش في فلسطين لأخيه جوستس الذي يعيد إرسالها ليعقوب، لتدخل ضمن ما يسمى بعقيدة يعقوب.
نقرأ في الرسالة ما يلي:
فذهبت أنا ابراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وأحلت إليه المسألة.
وسألته: «ما رأيك، أيها السيّد والمعلم، بالنبي الذي ظهر بين السرسانيين؟
أجاب، وهو يتأوه للغاية: «إنه دجال. وهل يأتي الأنبياء بالسيف ؟ إن هذه الأحداث اليوم هي حقاً أعمال فوضى... لكن اذهب، يا سيد ابراهيم، واستعلم عن النبي الذي ظهر». وهكذا، قمت أنا، ابراهيم، بتحرياتي، وأخبرني أولئك الذين التقوه «ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عند النبي المزعوم، سوى إراقة الدماء؛ إما ما تقوله حول امتلاكه لمفاتيح الجنة، فهو أمر غير قابل للتصديق».

تطرح هذه المصادر التاريخية علامات استفهام كبيرة و تكشف حقائق صادمة، لاسيما و أنها مصادر عاصرت فترة نشأة الدين الاسلامي و أرخت لأحداث مبكرة و هامة جدا. هذه الأحداث تضع الروايات الاسلامية في موضع الشك و الحيطة، خاصة و أنها دونت بعد أكثر من قرن من موت نبي الاسلام، و الأكثر أهمية من ذلك أنها نتاج رقابة فكرية و سياسية لأنظمة حكم أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها الأعنف و الأشد بطشا على مر التاريخ الاسلامي.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما باع السلطان حفيظ المغرب للاستعمار الفرنسي ب40000 فرنكا
- عيد العمال: إجابات صغيرة على الأسئلة الكبيرة
- عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر
- الجوانب السياسية لرمضان
- الاختلافات بين الطوائف المسيحية
- صلاة التراويح: بدعة عمر بن الخطاب
- العدالة البيئية Environmental Justice
- الفلسفة المثالية لأفلاطون
- من هرطقات البخاري: حديث إن أحدكم يُجمع خلقه
- من يحكم العالم
- المرأة و أصل العائلة
- رواية الطاعون: عبثية الإله و الوجود
- معاهدة واد راس: وصمة عار في تاريخ المغرب
- الفكر النسوي Feminism: مقدمة قصيرة
- بيان سايبورغ: مجتمع المدينة الفاضلة
- ما بعد الإنسانية Posthumanism: مقدمة قصيرة
- النسوية الإيكولوجية Ecofeminism: مقدمة قصيرة
- عقلي هو كنيستي
- التطور الفكري والديني للبشرية على الأرض
- حكم الرِّدة في الإسلام: بين حرية الفكر وإرهاب الدولة


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - النبي محمد خارج المراجع الاسلامية