أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - أيتام بلا مأوى ! تحذير شديد اللهجة من حتمية دورة الزمن ..














المزيد.....

أيتام بلا مأوى ! تحذير شديد اللهجة من حتمية دورة الزمن ..


رياض الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 509 - 2003 / 6 / 5 - 14:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 إعلامي عراقي
www.geocities.com/riyadalhusaini


ربما تُعد حسنة لم يكن قد سعى اليها النظام البعثي البائد في العراق، الا وهي رعاية دور الايتام التي ضمت بين جوانحها مئات من المشردين والايتام من فتيان وفتيات بعمر الزهور. وفي ذات الوقت فهي احدى اكبر جرائم النظام حينما يتسنى لنا معرفة سبب تيتم هؤلاء الصبية في زمن الحرب وتقليد انواط الخزي والعار.
في الوقت الراهن وبعد سقوط النظام البعثي الفاشيست في العراق، بات هؤلاء المحرومين في زمن الحرب والسلام بلا رعاية حقيقية. باتوا يفترشون ارصفة طرقات بغداد السلام ويلتحفون السماء، ولا يجدون الا القمامة لسد الرمق (ان وجدوا شيئا منها يؤكل) ؟! وفي الوقت الذي تردد فيه حناجرهم البريئة المفعمة بروح الامل اغاني الحرية والمستقبل المشرق، فانهم لايجدون غير المياه الاسنة للاستحمام ! وفي الوقت الذي لايجدون فيه تفسيرا لما يحدث حولهم وما سيئول اليه مآلهم، فانهم لا يجدون بدا من ترديد شعارات الحزن ومواويل بكائية. فالحدث ضخم بكل المقاييس ويمكن تحسسه، كما ان للأبرياء حاسة لا يمتلكها الملوثين والمرضى والمعوجّين.
ربما يكون لهم عالمهم الخاص لبعض الوقت، لكن ما ان يُدركوا هول الخطب والمصاب الجلل حتى تتقلب بهم الدنيا وتاخذهم رحاها في دورة الزمن المرعب ليعود الزمن من حيث بدء وكأن الدنيا لم تتحرك قيد انملة. واذا كانوا اليوم لا يملكون سوى حناجر رقيقة فانهم حتما سيصحون يوما وقد تخشنت تلك الاوتار الصوتية لتتحول الى اصوات غوريلات مرعبة! واذا كانوا لا يملكون اليوم سوى اصابع ناعمة، فانها ستتحول يوما ما بفعل فاعل الى اطراف اشبه باطراف الكواسر والوحوش التي لا تفرق بين الحرث والنسل ؟! واذا كان اليوم يوم لعب واغاني وهزل، فهل سيبقى الامر كما هو عليه حينما يشب حملة اليتم ليصحوا يوما على حقيقة الحرمان والعقد الاجتماعية من قبيل الانانية، وحب الذات، والصراع من اجل البقاء ؟!
ما يزيد من معاناة اولئك الايتام فضلا عن اليتم البيولوجي هو اليتم السياسي والتجاهل الاجتماعي الذي يضج به الشارع العراقي في تلك الفترة الحرجة من حاضر ومستقبل الامة. ولان كل حزب بما لديهم فرحون، فقد تجاهلت كل التيارات العراقية تلك المسألة الانسانية فلم تثر مراكز الايتام وبيوتاتهم الخاوية شهية أي طرف بما فيهم قوات التحالف، اصحاب الانسانية ودعاة الديمقراطية والتحضر واحترام الانسان ! وفي الوقت الذي كان يتأمل اولئك الاطفال رعاية افضل وحنان اصدق، الا انهم لم يجدوا حتى من يسأل عن حالهم ويدبّر امورهم. واستطيع القول جازما انهم كانوا يتمنون ان تزين بيوتاتهم الممزقة كملابسهم واشلائهم البريئة لافتات الاحزاب وشعارات التيارات من مختلف الملل والنحل. فعلى الاقل كانوا سيحسون بانهم مهمون وانهم جزءا من هذا المجتمع. لكن يبدو ان تياراتنا قد آثرت السلامة كعادتها وسلّمت لجلادها طمعا في فتات ربما يأتي موعد حصاده او لا يأتي ؟! كانوا يتطلعون الى غسيل حزبي مماثل كالذي طرأ فجأة على اغلب المؤسسات الحكومية والمراكز الفخمة التي احتلتها الاحزاب القادمة من وراء البحار. كانوا يتوقعون ان يلتقي اليتيم باخيه اليتيم الاخر في عناق بعد طول فراق، ففهمهم للحياة يؤكد ان اليتم واحد اذ لا فرق بين اليتيم السياسي واليتيم البيولوجي !
لا استنكر على احد بدءأ من دعاة الثقافة ودعاة الحرية والديمقراطية، ودعاة فلسفة التوازن الطائفي، ومرورا بالاحزاب اليمينية واليسارية والوسطية، وليس انتهاءا باقصى اليمين واقصى اليسار، ولا بدعاة العهر القبلي. لا استنكر على كل هؤلاء واولئك فعلهم في السعي الحثيث الى السلطة وطلب العافية، بقدر ما استطيع الجزم ان بناء نفسية وعقلية يتيم وتربية انسان لا معيل له انما تفوق ما يحلم به الحالمون ويطلبه المطبّلون. ان الالتفات الى تربية وتنشئة الجيل اولى بالاهتمام من تفريخ الاحزاب والتيارات. واذا كانت الادارة الامريكية قد آثرت الاهتمام بعقود النفط والاستثمارات وعقود الاعمار، فانه يتوجب علينا نحن ابناء البلد الذين عانينا لسنوات عديدة ظلم وقهر سلطة جائرة مستبدة ان نعي ان ترك هؤلاء الزهور في الشوارع والازقة يعني ايجاد المناخ المناسب لعودة دورة الزمن من جديد. وان افتقاد الايتام للرعاية المطلوبة والحنان والعطف والشفقة انما ينذر بكوارث اجتماعية لا آخر لها، خصوصا اذا ادركنا ان التسيب يولّد الشواذ، والاخير بدوره يصنع المجرمين الذين لا رادع لاحدهم من اعتلاء السلطة والتحكم في رقاب الجميع. وقتها فقط ندرك اننا كنا مقصرين لنعود الى زمن الثكالى والبكاء والعويل، بينما قد اتم الزمن دورته ونحن لازلنا نراوح في مكاننا الاول وكأننا موتى بلا حراك.

 



#رياض_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوافع انسحاب القوات الأمريكية من المملكة السعودية ! عشرة عصا ...
- لو كانت إسرائيل بعثيـة !
- الى نادية محمود: الافلاس يقود الى الانتحار، وحبل الكذب قصير
- لا للحرب .. لا للديكتاتورية ! نحن منشغلون بتقسيم مناصب وهمية ...
- كيف نصلح ما افسد مؤتمر لندن !
- ماهية الديمقراطية ..!
- تقرير المصير لا يشمل الاخوة الكورد وسنضرب بيد من حديد !
- حكومة المنفى .. بين الواقعية والنرجسية ؟!
- الموصل تبعية تركية وساعة البرلمان التركي كوبنهاجية!
- من قتل أبو نضال وما مصير مجاهدي خلق ؟!
- من فمك أُدينك ؟!
- دكاكين ستُشمَّع قريبا !!
- طائفية اكسباير وحكومة في المنفى ... !
- سيناريوهات أربع لتسلم مقاليد الحكم في عراق الغد ..!
- مَلكيات وجمهوريات ...!
- عرفات وصدام في الامتحان .. !
- الأمور بخواتيمها !!
- الحريـة .. اساس الحياة!
- العمليات الإستشهادية بين التنظير العربي والأجرام الإسرائيلي


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رياض الحسيني - أيتام بلا مأوى ! تحذير شديد اللهجة من حتمية دورة الزمن ..