رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 07:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على الحكومة العراقية السعي بانتهاج "دبلوماسية المياه" وإتقان " فن التفاوض" للوصول الى توقيع إتفاقيات ملزمة تضمن حلول عادلة ومنصفة لقضايا المياه المشتركة والعابرة للحدود مع تركيا وايران وسوريا. كون الموارد المائية اليوم تلعب دوراً محورياً في العلاقات الدولية بين البلدان المتشاطئة. وعليه لخطورة الموقف وحجم التحديات يتطلب من الحكومة العراقية تسخير كافة إمكانيات الدولة العراقية المالية والبشرية وعلى كافة المستويات لمواجهة المخاطر المتأتية من قلة المياه وتوسع دائرة التصحروزيادة احتمالات النزاعات وموجات النزوح وفقدان الاراضي والثروة الحيوانية التي لمست بوادرها منذ فترة لسيت بالقصيرة وبشكل مباشر، لذا فان وضع الموارد المائية على رأس اجندة الدولة والحكومة العراقية يعدُ واجب وطني لا يعلى عليه والاخذ بجدية هذه التحذيرات قبل أن تصبح الأمور اكثر تعقيدا، وضرورة تفعيل العلاقة بين أصحاب القرار وأصحاب المصلحة لضمان زيادة الوعي بمخاطر قلة المياه والعمل على حسن إستخدامها، حيث أن خيار العراقيين هو وضع التصريحات كتنفيذ على أرض الوقع ،وهذا اعلى حالات الحيطة والحذر . وخاصة وان العراق مصنف دولياً كخامس دولة هشاشة ومواسم الجفاف بدأت بحالة من ظروف جفاف شديدة إلى حالات جفاف أشد قسوة بسبب النقص المستمر في هطول الأمطار ودرجات الحرارة فوق المتوسط، حيث شهدت المنطقة فصول شتاء أكثر دفئًا من المتوسط ، مما أدى إلى تفاقم تأثير انخفاض هطول الأمطار على محتوى رطوبة التربة، نظرًا للجمع بين انخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة ، وهذا أيضا أثر بشكل كبير
على مستويات المياه الجوفية والتي تأثرت أيضا بقلة تدفقات مياه الأنهار من تركيا وايران، وسيكون من المثير للاهتمام هو أن نرى كيف سيحدث قلة المياه في الصيف المقبل على معيشة سكان المدن الكبيرة ، ناهيك عن تاثير ذلك على سكان الريف والمزارعين - وما إذا كان يتعين على العراقيين الآن أيضًا التفكير في التكيف مع مناخ أكثر جفافاً. الحلول متاحة لحسن الحظ ، لكن الانتقال الى حالة أفضل يتطلب إرادة سياسية للبدء والتحول من الأنظمة التقليدية الى النظم الحديثة والمتطورة وانتهاج نهج جديد للتعامل مع الموارد المائية.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟