كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7604 - 2023 / 5 / 7 - 11:45
المحور:
المجتمع المدني
مرّت علينا أعوام ونحن نراقب المشهد العراقي عن كثب، ونرى كيف تغيرت قواعد اللعبة. . كنا نأمل ان يقطف الناس ثمار التعددية الحزبية في فضاءات العدل والمساواة والحرية والديمقراطية، لكننا كلما أمعنا النظر في تداعيات العملية السياسية، نرى آثارها الخطيرة التي طرأت على سيناريوهات الولاءات الحزبية، فالشيء الوحيد الذي نجحت فيه معظم الكيانات السياسية يكمن في ممارستها شتى أنواع التعسف ضد الناشطين في المجتمع. وتخصصت بعض الكيانات في الاستهداف، والتشويش، والاضطهاد، والتلفيق، والافتراء، وتحريك الدعاوى الكيدية، والمطاردة، والاستبعاد، والتهميش، وغالباً ما تنتهي هذه الممارسات بالتهجير القسري من العراق أو القتل والاغتيال. .
يرى البعض ان التَّعسُّف في استعمال الحقِّ تعبيرٌ واردٌ في الاعراف والقوانين، من دون ان يعلموا ان فكرة التعسف في استعمال الحق قائمة على الموازنة بين السلطات التي يقرها القانون لصاحب الحق، وبين حقوق ومصالح المنظمات والجماعات، بحيث لا يجوز لصاحب أي حق أن يستعمل حقه على نحو يضر بمصالح أي فرد آخر من أفراد المجتمع، وهكذا غدت حقوق الفرد تتقيد بحقوق الأفراد الآخرين في المجتمع. .
لكن واقع الحال يختلف تماما حيث وقع الظلم على شريحة كبيرة من السياسيين، الذين اختاروا السير في المسالك الوطنية الحرة. فكانوا ضحية للابواق المأجورة والفضائيات المسعورة. وصارت لبعض الاحزاب جيوش الكترونية متخصصة في القذف والطعن والتسقيط. الأمر الذي اضطر البعض الى التواري والابتعاد، وتركوا الساحة صاغرين للقوى المستبدة. .
مشكلتنا في الجنوب اننا نتلقى الوخزات منذ عقود من الكيانات التي ماانفكت تتهجم علينا لأسباب عرقية ومناطقية، بينما نتعرض في الوقت نفسه للتعسف والاضطهاد على يد الكيانات السياسية المحسوبة على الجنوب، أو التي تتظاهر بانتمائها إلى الجنوب، فوقعنا بين سندان التعسف ومطرقة ذوي القربى. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟