مهدي الطائي
الحوار المتمدن-العدد: 1715 - 2006 / 10 / 26 - 10:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليست مفارقة ان تقرأ تحت مشهد توقيع وثيقة مكة لتحريم الدم العراقي المنقول مباشرة من فضائيات عدة ، خبر اختطاف نجل احد المشاركين في ذلك الاجتماع ، انما المفارقة ان ترى الوجوم والكآبة على وجوه الطائفيون المجتمعون جنب الكعبة والتي يفترض لها ان تظهر بمنتهى البشاشة في مثل هذه المناسبة وفي هكذا مكان.
لقد افصح واعترف الطائفيون باجتماعهم هذا انهم مصدر البلاء والكوارث وانهار الدم التي سالت على ارض الوطن الحبيب بعد الخلاص من الطاغية، وان عصاباتهم هي وراء جرائم الخطف والقتل والتدمير.
كفى استخفافآ بعقول المواطنين، لقد تعددت مواثيق الشرف ولم يـخـجل "الشرفاء"الموقعون من خرقها قبل ان يجف حبرها، بالتالي لم تعد الجماهير تثق بمواثيقهم لكثرة مافيها من رياء وكذب، فهم يتقابلون على مائدة وفي قاعة واحدة يتبادلون القبلات الرخيصة والابتسامات الماكرة وفي خارج القاعة تمارس عصاباتهم ابشع الجرائم بحق المواطنين الابرياء، لذا فاجتماع مكة وما سيتمخض عنه من عبارات مغلفة بالعلب الوطنية والاسلامية هي كذبة جديدة يعتقدون انها ستنطلي على شعبنا الصابر على ظلمهم وريائهم، وماحاجتنا الى المواثيق ؟ اليس الشرف العراقي والوطنية الحقة كافيان لحقن الدم والتمسك بالوحدة الوطنية والاسلامية.
واذا سلمنا ان المجتمعين في مكة صادقين في مسعاهم ومخلصون لتعاليم دينهم ، فهل يمثلون فعلا كل فصائل طائفتهم ، أي هل يتمكن مثلاً جلال الدين الصغير او غيره من طائفته المشاركين في التوقيع على هذه الوثيقة ان يكبح جماح عصابة "الصدر" في القتل والخطف و"البدريون " المختصون بفنون الاغتيال والتصفيات وغيرهم من مجرمي ومجانين الطائفة ، ونفس السؤال يمكن ان يقال في امكانية عبدالغفور السامرائي في ان يلزم "الجيش الاسلامي" وغيره من فصائل القتل ايقاف نزيف الدم ووضع حد لقوافل الارامل والايتام من ابناء شعبنا.
ان وثيقة مكة كذبة جديدة وقعها الطائفيون في محاولة لخلط الاوراق على شعبنا الذى ضاق ذرعآ بهم وباسلامهم.
#مهدي_الطائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟