أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - قيم الأسرة المصرية ومحاكم التفتيش














المزيد.....

قيم الأسرة المصرية ومحاكم التفتيش


مصطفى عبداللاه
باحث

(Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 7603 - 2023 / 5 / 6 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ظهرت في الآونة الأخيرة تهمة جديدة يمكن أن تضاف إلى مجموع التهم التي لا يمكن نسبها إلا للعصور الوسطى ومحاكم التفتيش، وهي تهمة الاعتداء على مبادئ القيم الأسرية، وللاسف تم محاكمة العديد من الأشخاص تحت مسمى تلك التهمة كفتيات التيك توك وأخرهم كانت الموديل سلمى الشيمي، ولتحليل تلك الظاهرة علينا في البدء تعريف مفهوم القيم ونخص بالذكر القيم الاجتماعية لأنها مبعث المشكلة ومن ثم نمر على تطور مفهوم القيم لنعرف أصل المشكلة، تعرف القيم بأنها مجموعة المعايير التي تحدد الخير من الشر والصواب من الخطأ وهي ترتبط بمجموعة من البشر يعيشون في حيز جغرافي ما، والتجربة الإنسانية توحي لنا بأنه لا يوجد ثمة قيمة مطلقة بل إن القيم دائما ما تتغير وتتبدل من مكان إلى آخر ومن زمن إلى زمن آخر غيره، لأن الظروف والأحوال تتبدل وبالتالي تتغير القيم لتواكب مجتمعها، فالمجتمعات القديمة سيطرت عليها أخلاق وقيم الآلهة فكان الخير والشر مربوط بمعايير دينية واستمر ذلك المعيار منذ بدء تأسيس الحضارة الإنسانية و أكتشاف الزراعة وظهور المجتمعات حتى عصر الأنوار الأوروبي اللهم إلا بعض الطفرات التي ظهرت في اليونان وروما التي سرعان ما تلاشت بأعتناق الدولة الرومانية الديانة المسيحية، غير أن عصر الأنوار الأوروبي بدأ في تغيير مصدر القيم التي كما ذكرنا أنفاً كانت تعتمد على تعليمات الدين و لابد الا ننسى الخلفية التاريخية لتلك الحركة الأصلاحية التي خرجت من عباءة العصور الوسطى التي ساد فيها الاحتكام الى القيم الدينية وقيم اعلاء راية الامة والتي أدت الى حروب أستمرت لقرون و قرون كالحملات الصليبية والغزوات الاسلامية فكلاً منهم كان يريد أعلاء القيم التي يرأها صواب وما عدها شر مطلق، الا ان ما حدث في عصر الانوار هو تغيير بوصلة تلك القيم فبدلاً من أن تكون تعليمات الدين ورجاله أو قيم أستبدادية تتعلق بمفاهيم حول الأمة و الجماعة أصبح الأنسان هو هدف تلك القيم و هو البوصلة التي تهتدي به، أصبحت الانسانية هي الهدف فالقيم موجودة من أجل الانسان وليس العكس، وبالتالي تعلقت معايير القيم بمفاهيم كالالم واللذة والسعادة وتحقيق الصالح لجميع أفراد المجتمع وما عدا ذلك أصبحت قيم نسبية متعلقة بالفرد نفسه ومعتقداته أمر شخصي لا يجوز له فرضها على غيره حتى لا يأتي أخرين ويفرضون عليه ما لا يتقبل وندخل في دائرة جديدة من الصراع، وتأسيس على ما سبق نجد أن تلك القضية المعروفة بالاعتداء على مبادئ القيم الأسرية هي عودة لما كان يحدث في العصور المظلمة ومحاكم التفتيش من فرض للقيم الشخصية النسبية ومعاقبة كل من يتجرأ ويخرج من عباءتها، ونحن في ذلك نضرب بعرض الحائط ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بل وحتى ما نص عليه الدستور المصري لسنة 2014 في مادته 65 التي تنص على حرية الرأي والتعبير وحرية استخدام وسائل النشر في ذلك، فلكل إنسان حق التعبير عن نفسه طالما لم يشمل هذا تحريضاً ضد فئة ما، فما يحدث ماهو الا أستخدام لنفس منطق الجماعات المتطرفة في فرض القيم والآراء التي تراها صحيحة، فكيف نحارب تلك الجماعات ونحن نستخدم نفس منطقهم!، واذا تكلمنا عن المواد القانونية المأصلة لذلك سنجد أن المادة 25 من قانون 175 لسنة 2018 التي تنص على ان يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أى من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصرى و المادة المادة 178 عقوبات لسنة 2018 التي تنص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وبغرامة لا تزيد عن 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين لكل من نشر صورًا بقصد العرض إذا كانت خادشة للحياء العام، واذا تكلمنا عن المادة الاولى فلأبد أن نسال ماهي معايير قيم الأسرة المصرية وهل تلك القيم ثابته أم متغيره من شخص الى أخر ومن أعطى الدولة الحق في الدفاع عن تلك القيم لانها لو كانت قيم صالحة ما أحتاجت الدفاع عنها وكانت هي أولى بالدفاع عن نفسها، بل وكما ذكرنا فيما سبق أن القيم لابد ان تستند على معايير ماهو صواب وهو خطأ وما هو متعلق بسعادة الأفراد بداخل المتجمع ومعدا ذلك تصبح قيم شخصية نسبية لا يحق للدولة التدخل فيها، وبالنسبة للمادة الثانية في تطرح نفس أشكاليات التي طرحتها المادة السابقة، فكيف أن نحدد أن تلك الصورة خادشة للحياء فهو بالأمر النسبي والمتغيير من فرد الى أخر وهنا نريد ان نسأل ايضاً من عين الدولة رقيب على حياء المواطنين والحفاظ عليه! هل من المتفرض أن يكون هذا من واجبات الدولة أصلا! أم من المفترض أن تكون واجبات الدولة هو زيادة رفاهية المواطنين و أن تكون هيكل تنظيمي بين الأفراد وليس فزاعة للأخلاق؟ ونحن نرى ان تلك المواد هي مواد غير دستورية لانها تقف حائل بين الفرد و رائيه والتعبير عنه الحق الأساسي الذي كفله الدستور فكيف تأتي مواد قانونية أخرى و تسلب ذلك الحق! ولابد ان لا ننسى التصريح الكارثي الذي قاله المستشار محمد خفاجي في قضية دكتورة منى برنيس التي أنتهت فيها المحاكمة بعزل الدكتورة منى من منصبها التعليمي فعندما قال أن حرية الأعتقاد مكفولة طالما ظلت حبيسة النفس! فهو بما قاله يضرب بعرض الحائط بالدستور المصري الذي يكفل حرية التعبير بكل الوسائل الممكنة وايضاً يتجاهل المواثيق العالمية لحقوق الأنسان، وفي الحقيقة ما يحدث وما حدث لا يخدم الا التيارات الاصولية كالسلفيين ومن هم على شاكلتهم من الأخوان ومؤسسة الأزهر، فكيف لنا أن ندعي بأننا نبني جمهورية جديدة ونحن مازلنا نعيش في جلباب العصور المظلمة !



#مصطفى_عبداللاه (هاشتاغ)       Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهر رمضان وجذوره التاريخية
- الجذور التاريخية لشهر رمضان
- الغزو الإسلامي لمصر ( هل كان غزواً سعيد )
- موسى و التوراة
- المسكوت عنه في الموروث الإسلامي ( الحديث و الرواية)
- حوار مع الراهب
- مصر من التنوير إلى البداوة !
- الرواية والحديث في زمن الصحابة
- ميثرا و يسوع و الأسطورة
- في البدء كانت الأنثى ( الأنقلاب اليهودي)
- مشكلة الثورة
- مصر و العرب ( صراع الفاتحين )
- في البدء كانت الأنثى ( الثقافة والكتابة )
- نحن و التراث
- تابو الجنس الأنثوي
- أخلاق الدنيا و أخلاق الدين


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبداللاه - قيم الأسرة المصرية ومحاكم التفتيش