أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - كيف يكتسي العقل والروح لونهما تحت تأثير الأفكار؟














المزيد.....

كيف يكتسي العقل والروح لونهما تحت تأثير الأفكار؟


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 18:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في بداية هذا المقال، اقترح التعليق على قولة الفيلسوف الرواقي ماركوس أوريليوس. لكن قبل ذلك، لابد من كلمة قصيرة عن الفلسفة.
هناك اتفاق بين الفلاسفة على أن الفلسفة تعلمنا كيف نعيش، كما أنها تعلمنا كيف نموت وفق مونتيني.
قال ماركوس أوريليوس، الفيلسوف الرواقي والإمبراطور الروماني: "كما تكون أفكارك في أغلب الأحيان، سيكون ذكاؤك، لأن الروح تكتسي لونها تحت تأثير الأفكار"
هكذا نرى اوريليوس يربط معا الكثير من الأفكار والجوانب الفكرية والروحية. من هنا، يحق لنا أن نتساءل إذن: ما هي الروح؟
الروح في كل اللغات هي مقر الوعي. ويمكننا أيضا أن نسميها الأنا.
لكن، هناك فرق بسيط بين العقل والروح. فعادة ما نميل إلى اعتبارهما كليهما مقرين للوعي. ولكن العقل يهتم أكثر بالذكاء والأشياء المنطقية والعقلانية، بينما تهتم الروح أكثر بالجوانب الأخلاقية والروحية.
ما يخبرنا به ماركوس أوريليوس عبر هذا الاقتباس الرائع هو أن الأفكار، والأشياء التي نفكر فيها، وتلك الموجودة في أدمغتنا، سوف تضفي لونا على روحنا، الحاملة لوعينا.
هذا يعني، وفقا له، أنه مهما كانت أفكارنا، فمن المهم ان يكون لها كلها تأثير على روحنا وعقلنا. لذلك، سوف نتأثر بشدة بأفكارنا، وذكائنا، وقراراتنا، وسلوكياتنا، وسوف تتأثر أفعالنا، وتتلون بأفكارنا.
وعليه، يكون ذلك منطقيا عندما تقوله على هذا النحو. ولكن ذلك في الواقع رائع وقوي للغاية لأنه يعني أن كل الأفكار مهمة. كل ما تفكر فيه مهم. لا توجد أفكار غير مهمة ومن المهم جدا وضع ذلك في الاعتبار.
أحيانا أقول في قرارة نفسي: حسنا، اليوم، ها أنا ذا، تراودني بعض الأفكار السلبية. أنا لست على ما يرام، لكن هذا ليس خطيرا، سوف يمر غدا بسلام. لكن ذلك أمر خطير، بدون شك. فكل فكرة سلبية تمارس تأثيرا كبيرا على روحك وعقلك . لذلك سيكون لكل فكرة سلبية تأثير كبير على حالتك المزاجية ونظرتك للأشياء وأفعالك.
إذا كان لديك الكثير من الأفكار السلبية، فستفكر حتما بشكل سلبي. سترى الشر في كل مكان. سوف تكون متشائما بحيث تنتابك أفكار سلبية. وبمجرد أن يتم إخبارك بشيء ما، سترى الجانب السلبي فقط. ستقول: آه، هذا لا يمكن إلا أن ينتهي على وجه اسوأ، ولا يمكن أن يسير على ما يرام..
وعلى العكس من ذلك، إذا كانت غالبية أفكارك إيجابية، فستفكر بطريقة إيجابية وسوف تكون متأثرا ما دام ان عقلك وروحك سيتلونان بأفكارك. سوف تصفي أفكارك الإيجابية لونا إيجابيًا على عقلك وذكائك وأخلاقك وروحانيتك.
لذا، فإن الكثير من الأفكار الإيجابية تلون عقلك وروحك بطريقة إيجابية، وكذلك الأفكار السلبية، تلون عقلك وروحك بطريقة سلبية.
لذلك ليس من السذاجة أن تقول إنه يجب أن تكون متفائلا، وأن تكون إيجابيا. عليك أن ترى الحياة من الجانب المشرق. عليك أن ترى أدق الأشياء في الحياة.
هذا لا يعني أن تكون ساذجا وتتجاهل السلبيات. هذا ليس هو بيت قصيدنا. من الواضح، إذا حدثت أشياء سلبية في حياتنا، اننا سنفكر تلقائيا وبالطبع في الأشياء السلبية. إنه أمر عادي، لكن الفكرة التي يتعين علينا الخروج بها هي توظيف ما تعلمناه للتو من هذا الاقتباس الرائع لماركوس أوريليوس، من أجل جعل الأشياء السلبية تبدو لنا إيجابية بعض الشيء؛ لأن كل حدث سلبي يمسنا ينطوي على شيء إيجابي. فهناك ما هو إيجابي في أحداث سلبية.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد راي نيتشه في الحب والمرأة
- مشروع الأنوار من وجهة نظر تزفتان تودوروف
- بنسليمان: المجلس الجهوي لحزب الشمعة يتضامن مع يوسف بنصباحية ...
- مقارنة فلسفية بين المعتقدات والمعارف
- فلسفةرتشارد رورتي وموقعها في الفكرالأمريكي
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء السادس و ...
- بيان جماهيري من المكتب السياسي للحزب الشيوعى السودانى
- أي مستقبل للحلم المغاربي؟
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الخامس)
- انخراط المغرب في الرأسمالية المتوحشة ضرب التضامن الاجتماعي ف ...
- الاجواء والظروف الحالية التي يمر في ظلها الاحتفال بعيد الشغل ...
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الرابع)
- إشكالية الأنا والأخر في -رواية السيد إبراهيم وأزهار القرآن- ...
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الثالث)
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الثاني)
- في السجال بين ديكارت وهوبز حول الانفعالات
- فلسفة رتشارد رورتي وموقعها في الفكر الأمريكي (الجزء الأول)
- هيئات سياسية ومدنية ونقابية تتضامن مع سكان دوار الجديد أمحيج ...
- هل حميد المهدوي صحافي كما يصف نفسه؟
- محللون وخبراء يتوقعون حربا مطولة في السودان مع تهديد بالتدخل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - كيف يكتسي العقل والروح لونهما تحت تأثير الأفكار؟