أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - أقيموا ٱلصَّلوٰة وءاتوا ٱلزَّكوٰة وٱركعوا مع ٱلرَّاكعين















المزيد.....

أقيموا ٱلصَّلوٰة وءاتوا ٱلزَّكوٰة وٱركعوا مع ٱلرَّاكعين


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1717 - 2006 / 10 / 28 - 09:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أقيموا ٱلصَّلوٰة وءاتوا ٱلزَّكوٰة وٱركعوا مع ٱلرَّاكعين

وردت هذه ٱلأوامر فى بلاغ عربىّ واحد:
"وَأقِيمُوا ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا ٱلزَّكَوٰةَ وَٱركَعُوا مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ" 43 ٱلبقرة.
فما هى تلك ٱلأوامر وكيف يكون ٱلسبيل إلى طاعتها؟
لم يترك ٱلذين كفروا هذه ٱلأوامر من دون تحريف ٱلكلمات ٱلحاملة لها عن مواضعها. فحرف ٱلزاعمون بتفسير وشرح لكتاب ٱللّه من أصحاب ٱللّغة ٱلفصحىۤ كلمة "صلوٰة" إلى موضع كلمة "نسك". وكلمة "زكوٰة" إلى موضع كلمة "مكوس". وجعلوا كلمة "ركع" بدليل واحد مع كلمة "سجد". وبهذا ٱلتحريف ضاعت ٱلهداية إلى طاعة هذه ٱلأوامر على جميع ٱلذين يتبعون لسان ومنهاج ٱلمحرفين.
لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربى أنّ ضياع ٱلصّلوٰة يسوق إلى ٱتباع ٱلشهوات وٱلغىّ:
"فَخَلَفَ من بعدِهِم خَلف أضَاعُوا ٱلصَّلوٰة وٱتَّبَعوا ٱلشَّهَوات فسوفَ يَلقَونَ غيًّا" 59 مريم.
وفى دليل "ٱلغىّ" دليل كلٍّ من ٱلجهل وٱلكذب وٱلضَّلال وٱلخيبة وٱلمرض وٱلضّعف وٱلهون وٱلذِّلّ وٱلشَّرّ. وهٰذا هو شأن ٱلذين "أضاعوا ٱلصَّلوٰة وٱتَّبَعوا ٱلشَّهَوات". وهم جميع ٱلشعوب ٱلضعيفة ومنهم ٱلذين يزعمون ٱلإسلام. وسبب ٱلضعف فى ٱلامتناع عن ٱلمسئولية ٱلفردية فى ٱلاكتساب "كلُّ نفسٍ بما كَسَبَت رَهينة". وفى ٱتباع لغو لسان ومنهاج ٱلأبآء ٱلمحرفين.
فى مقال "ٱلصّلوٰة منهاج وقاية فى ٱلتكوين" عرض لمفهومى عن دليل ٱلفعل صلَّى. وجآء فيه قولى عن ٱلحاجة إلى تنزيل ٱلقرءان فى قلب كل واحد من ٱلبشر وتثبيته فى فؤاده وٱلخبرة فى ٱلعمل عليه وفى فقه قوله ليكون قادرا على فعل ٱلصّلوٰة وفعل ٱلزّكوٰة وأفعال ٱلوقاية وٱلعقل وٱلذكر وٱلوصول بهاۤ إلى رتبة خليفة للخالق ٱلعليم ٱلسميع ٱلبصير ٱلرقيب ٱلشهيد ٱلقوى ٱلعزيز ٱلرّحيم ٱللّطيف ٱلرّؤوف ٱلخبير إلىۤ أخر أسمآئه ٱلحسنى.
لقد بيّن ٱلبلاغ ٱلعربىّ أنّ ٱلذين أضاعوا ٱلصّلوٰة هم ٱلذين يلقون غيًّا. أما ٱلَّذين يصلِّون فهم ٱلذين يتبعون ٱلإنسان ٱلمثل عيسى فيتفوقون "وجاعِلُ ٱلَّذينَ ٱتَّبَعُوكَ فوقَ ٱلَّذينَ كَفَرُوۤا إلى يومِ ٱلقِيٰمةِ" ويخلفون بأسمآء ٱللّه ٱلحسنى. وهم ٱلذين يقيمون ٱلصّلوٰة (جميع أبنية ووسآئل ٱلرّصد وٱلرقابة وٱلنظر) وينيرون بنظرهم وعملهم فعل سنّت ٱلرَّبِّ (ناموس ٱلحقِّ) substantive law (ٱلقوانين ٱلموضوعية فى ٱللّغة ٱلفصحى). وهم ٱلذين يستطيعون أن يأتوا بٱلزكوٰة ويركعون مع ٱلرّاكعين من بعد عقلهم بَينَ ما كشفوا عنه وعَلِمَوا به وبَينَ بيان ٱللّه ٱلعربى.
لقد بيّن ٱللّه ٱستنكاره ٱلمساواة بين ٱلعالم وٱلجاهل:
"قُل هل يَستَوِى ٱلَّذين يعلمون وٱلَّذين لا يعلمون إنَّما يَتَذكَّرُ أُولوا ٱلألبٰبِ" 9ٱلزمر.
فٱلذين يعلمون يتذكرون ويخشون ٱللّهَ بعلم:
"إنّما يخشى ٱللَّهَ مِن عِبَادِهِ ٱلعُلَمَمٰۤؤُا" 28 فاطر.
وٱلعلمآء هم ٱلذين يسيرون فى ٱلأرض ينظرون كيف بدأ ٱلخلق. وأولهم علمآء ٱلفيزيآء وٱلبيولوجيا. وهم ٱلذين يخاطبهم ٱلبلاغ ٱلعربىّ موكّدا حتميّة علمهم بٱلنشأة ٱلأولى:
"ولقد علمتم ٱلنَّشأَة ٱلأولى فلولا تذكّرون" 62 ٱلواقعة.
فٱلعلمآء ليس ٱسمًا لرجال ٱلكهنوت ٱلذين يحرفون ٱسم عالم عن موضعه ويعلِّقوه على غطآء رأس جاهل. بل هو ٱسم للذين يسيرون فى ٱلأرض ينظرون ويعلِّمون أشيآء ٱلحقِّ ٱلمنظور. وٱلعلمآء هم ٱلذين يصلّون وهم ٱلذين لا يغفلون عن صلاتهم. ولهم يتوجّه ٱلبلاغ منذرا:
"فَوَيل لِّلمُصَلِّينَ/4/ ٱلَّذين هُم عن صَلاتِهم سَاهُونَ/5/" ٱلماعون.
سَهَوَ فى ٱلشىء ومنه. تَرَكَهُ. وهٰذا للذين أقاموا ٱلصَّلوٰة ثم سهوا عنها. وبسهوهم يُسبَقُون فى ٱلتنافس ٱلجارى بين ٱلناس وٱلمبيّن فى ٱلبلاغ ٱلعربى:
"ولولا دَفعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَّهُدِّمَت صَوَٰمِعُ وَبِيَع وصَلَوَٰت ومَسَـٰجِدُ يُذكَر فيها ٱسمُ ٱللَّهِ كثيرًا ولينصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن ينصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِى عزيز(40) ٱلَّذين إِن مَّكَّنٰهم فى ٱلأرض أّقامُوا ٱلصَّلوٰة وءَاتَوا ٱلزَّكوٰة وأَمَرُوا بٱلمَعرُوفِ وَنَهوا عَنِ ٱلمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأُمُورِ(41)" ٱلحج.
فى ٱلتنافس عوامل قوَّة وعزٍّ ونصر لِّلَّذين يقيمون ٱلصَّلوٰة بكلِّ ألوانها. كٱلمراصد ٱلتى يراقبون بها ٱلسَّمآء وما فيها. وحركة وأعمال ٱلناس فى كلِّ مكان من دون ٱعتدآء. وما يغيب عن بصر ٱلعين فى ٱلأشيآء وصولا إلى ٱلأزواج ٱلشهريّة (ٱلميزونية). فيعلمون بعدّة ٱلتكوين وٱلأفعال ٱلجارية عليها. وبعملهم ٱلمصلِّى يعلمون ٱلنَّشأة ٱلأولى. وهم ٱلذين يجيبون على سؤال قديم "ٱلدجاجة أولا أم ٱلبيضة"؟
وإذا عقلوا ما خرجت به صلاتهم مع بيان ٱللَّه ٱلعربىّ:
"إنَّهُ يَبدَؤُا ٱلخلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ" 4 يونس.
"قُل ٱللَّهُ يَبدَؤُا ٱلخلقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ" 34 يونس.
"كَمَا بَدَأنَآ أَوَّلَ خَلقٍ نُّعِيدُهُ" 104 ٱلأنبيآء.
سيعلمون أنّ ٱلدجاجة وٱلبيضة يتبادلان ٱلموقع "أولا". وسيعلمون أنّ بيان ٱللّه ٱلعربىّ يدحض مَن يلغو فى ٱلجواب على ٱلسؤال بكلمة "عدم". وهو بلغوه لا يذكر ما عَلِمَ به من أنّ زوجية "مادة- طاقة" باقية محفوظة. وأنّه لا سبيل لمفهوم ٱللّغو "عدم" لا فى ٱلحقِّ ولا فى بيان ٱللّه ٱلعربىّ.
ٱلمصلّون هم ٱلذين يأتون بٱلزّكوٰة. فكلمة "زكوٰة" تدلّ على ٱلبّر وٱلصَّالح وٱلحسن وٱلصّادق فى ٱلقول وٱلعمل. وهو نقيض ٱلطّغيان وٱلكفر. وٱلنفس ٱلزكيَّة خالية مّن مناهج ٱلطغيان وٱلكذب وٱلكفر. أما ٱلجاهلون فلا يعلمون ولا يأتون بٱلزكوٰة وهم ٱلذين يَلقَونَ غيًّا.
لقد حرف ٱللّغو كلمة زكوٰة عن موضعها ٱلدليلىّ وجعلها فى موضع كلمة "مكوس" (ٱلضرآئب وٱلرسوم). فأضاع دليل ٱلكلمة وٱلهداية إليه. وفعل مثلَ ذلك مع دليل كلمة "ركع" ودليل كلمة "سجد". وقد جعل للكلمتين دليلا واحدا هو فى ٱلنزول بٱلجسم إلى ٱلركبتين. وهذا ليس من دليل سجد ولا من دليل ركع. فٱلسجود هو ٱلخضوع لمنهاج من دون علم وإرادة ٱلخاضع كما يبين ٱلبلاغ ٱلعربىّ:
"وٱلنَّجمُ وٱلشَّجَرُ يَسجُدَانِ" 6 ٱلرَّحمٰن.
فٱلنَّجمُ وٱلشَّجرُ لا ينظران ولا يتفكران ولا يعلمان ولا يريدان. فهما يسجدان فىۤ أفعالهما من دون علم ولاۤ إرادة لهما بسنّة تكوينهما وموتهما.
أمَّا ٱلفعل "ركع" فهو فعل إنسانٍ ينظر ويتفكر فيعلم بسنَّة ٱلسّجود. وبعلمه بها يخضع لها بفعل علمه وتطوعه:
"وأَقيموا ٱلصَّلوَٰةَ وءَاتوا ٱلزَّكوَٰةَ وٱركعوا مَعَ ٱلرَّٰٰكعينَ" 43 ٱلبقرة.
هٰذا ٱلطلب يتوجَّه إلى ٱلَّذين ينظرون ويعلمون. وبإقامة ٱلصّلوٰة وٱلتجديد بها من دون بخل وسهو يكمل ٱلنظر ويحدث ٱلعلم بسنّة ٱلسجود. ٱلأمر ٱلذى يدفع بٱلعالم للركوع مع أمثاله من ٱلعلمآء ٱلذين يسجدون لسنّة ٱلتكوين بعلم ودراية بها فيكون سجودهم لها ركوعا. وهؤلآء يفعلون ذلك بقلوبهم وليس بأجسامهم. وهم بما وعت قلوبهم من ٱلسنّة ٱلجارية فى ٱلتكوين تركع نفوسهم فيخرّون إلى ٱلأذقان معلنين تصديقهم وطاعتهم للبيان ٱلعربىّ.





#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير ٱلقرءان
- ٱلبشر وٱلإنسان
- هل -ٱلقرءان- هو كتاب ٱللَّه؟
- ٱلديمقراطية وٱلفيدرالية وحقوق ٱلإنسان
- ٱلبابا بندكتوس وٱلمسلمون ٱلبخاريون!
- هل أنّ ٱللّه ربّ ٱلسّمٰوٰت وٱل ...
- جدلية وحش إنسان
- ٱلعمل ٱلسياسىّ بهداية كتاب ٱللّه
- عام 2050 على ٱلأبواب
- مَن نحن؟
- أيها ٱلديمقراطيون لا تلوموا ٱلرئيس على عبد ¤ ...
- ٱلعلمانية مفهوم يحرف ٱلإدراك ويلغو فيه
- ما هى حاجتناۤ إلى ٱلميثاق؟
- ٱلجميع سيقبل ٱلفيدرالية!
- ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ٱلديمقراطية و ...
- بيان ٱلحىّ حىّ
- ٱلديمقراطية مستغربة
- ٱلخليفة
- ٱلأول من أيَّار
- حوار كهنوت لا حوار أديان


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - أقيموا ٱلصَّلوٰة وءاتوا ٱلزَّكوٰة وٱركعوا مع ٱلرَّاكعين