|
-في حيثيّات وسياق تسريب فديو- مجزرة التضامن - ، وماهي طبيعة الردّ الوطني الديمقراطي !-
نزار فجر بعريني
الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 14:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أن ندين ، ونجرّم ، ونتبرّأ من كافة المجازر التي ارتكبتها "قوى الثورة المضادة" ، في سياق تحويل الحراك السلمي الى حرب طائفية ، ولمنع حدوث انتقال سياسي وتغيير ديمقراطي ،هو موقف وطنيّ وإنسانيّ وسياسيّ واخلاقيّ ، ودينيّ ،و من مصلحة سوريا الموحّدة والسوريين أن يتبنّاه الجميع ، بكل انتماءاتهم المذهبية والقومية والسياسية! فالمجرم يمثّل نفسه ، والجريمة بكل اشكالها ووسائلها وسياقها ، هي جريمة سياسية بامتياز ، وليست طائفية أو قومية ، طالما كان الهدف الاساسي من ارتكابها تحقيق أهداف سياسية، ومن البديهي ، وفي منطق القانون ، أن لا يحمل وزر جرائم الحروب السياسية ، التي ينفّذها طائفيون او متعصّبون قوميّا ، الطوائف والقوميات التي ينتمون اليها !! التساؤل الذي يطرح نفسه: في ايّ سياق يأتي توقيت تسريب فديو مجزرة التضامن ؟ هل يسعى الذي يقفون خلفه إلى تعزيز أو توفير شروط " العدالة الانتقالية " في إطار جهود حل سياسي وطني، أم من أجل تعميق خنادق الصراع الطائفي ؟ في السياق العام، إذا كان الهدف الرئيسي لتحويل الحراك الثوري السلمي للشعب السوري الى حرب طائفية هو بالجوهر سياسيّ وليس طائفيا ، رغم استخدامه الوسائل الطائفية- تمحور منذ ٢٠١١ حول تفتيت وحدة السوريين ، وبما يمنع حدوث انتقال سياسي وتحوّل ديمقراطي- فإنّ الهدف الأوّل للتسريب هو أيضا سياسيّ بامتياز ، ويسعى لتعميق الخنادق الطائفية التي حفرتها الحرب الميليشياوية بين السوريين ، وإيصالها إلى مرحلة اللاعودة ، مرحلة" الطلاق" الوطني النهائي بين الطائفتين الرئيسيتين ، اللتين يشكّل عدم " تهميش " أيّ منهماللأخرى ، في إطار وحدة الشعب السوري ، إحدى اهمّ مقوّمات وحدة الدولة السورية! في الحيثيات والتوقيت ، يأتي في إطار جهود تعميق الخنادق الطائفية بين السوريين في سياق سياسي ، تشكّل محطّته الراهنة اخطر مراحل صيرورة الحرب ، وتتمثّل في العمل على تحقيق أهداف" صفقة سياسية "- ينفذها جميع اطراف الخيار العسكري-بقواه الخارجية وأذرعه السورية ،وأدواته السياسية المعارضة ، وتحت مظلّة توافق روسي أمريكي - حول ما صنعته المرحلة الثانيه من الخيار العسكري، حروب تقاسم الحصص بين ٢٠١٥ ٢٠٢٠ ،وهي بالجوهر خلاصة مشروع أمريكي ، تهدف إلى إعادة تأهيل سلطات الأمر الواقع المرتبطة بأدوات وآليات السيطرة التشاركية للولايات المتحدّة والنظام الايراني ، سلطة النظام السوري وسلطة قسد ، وبما يُضفي عليها الشرعية السورية والإقليمية والدولية، بما يحوّل" حصصها" الى "كانتونات" شبه منفصلة ؛ خدمة لمصالح القائمين عليها ، وبما يحقق مصالح وسياسات حماتهم الإقليميين والدوليين ، على حساب وحدة سوريا، ومصالح جميع السوريين المشتركة في الحفاظ على مقوّمات الدولة السورية الموحّدة ، وبناء نظام ديمقراطي. يبدو جليّا أن الظرف السياسي الأمثل لتمرير اهداف وإجراءات صفقة التسوية السياسية " اللاوطنية " هي تعزيز عوامل تفتيت السوريين ، خاصّة على المستوى الطائفي ،وأنّ آخر ما يعني القائمين عليها هو ما يلحقه هذا السلوك من أضرار على روابط الوحدة الوطنية !! إنّه سلوك براغماتي ، نفعي ، يتناقض مع مصالح سوريا الموحّدة ، ويصب في خدمة أعداء المشروع الديمقراطي للشعب السوري ، على جميع الصُعد والمستويات !. في ردّات فعل السوريين ، من المؤسف ما يحصل من تركيز بعض " نخب المعارضة " على الخلفية الطائفية ، وتجاهل المسؤولية السياسية المحدّدة، و طبيعة السياق السياسي العام، والهدف المشترك ؛حيث اُرتكبت المجازر الطائفية من قبل جميع أذرع قوى "الثورة المضادة " ، التي انتهجت التطييف والميلشة وسيلتها ، وتقاطعت اهدافها السوريّة والإقليمية والإمبريالية ، في دفع الحراك السياسي المطلبي ، الديمقراطي ، السلمي، على مسارات حروب طائفية وقومية ، بما يحقق هدف مشترك ، يتناقض مع مصالح جميع السوريين، ويقطع مسارات الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي! الحقيقة التي يغيّبها ، ويتجاهل وقائعها بعض تيارت وشخصيات " النخب المعارضة "، هي أنّه في سياق تحقيق هدف استراتيجي مشترك يرتبط بمنع حصول انتقال سياسي بين ٢٠١١ ٢٠١٤ ، وفي إطار معاركها التناحرية على اقتسام الجسد السوري بين ٢٠١٥ ٢٠٢٠ ، استخدمت جميع قوى" الثورة المضادة للتغييرالديمقراطي" التطييف كوسيلة ، وارتكاب المجازر كنهج، لتفتيت السوريين وطنيّا وتحشيدهم طائفيا ، وترويعهم !! نقطة مركزية أخرى يُغيّبها الوعي الطائفي ! في خضم هذا المستنقع الدموي الطائفي التقسيمي الذي دُفع اليه السوريون، عقابا لتوقهم الى الحياة والحريّة ، أنّ جريمة تبنّي "الخيار العسكري الطائفي"، في مواجهة استحقاقات ديمقراطية وطنية مشروعة في ربيع ٢٠١١ ،وما نتج عنه من تدمير وجرائم، هي جريمة إقليمية ودولية ، شارك في التخطيط لها وتنفيذها ، وتهيئة مسرحها السياسي والعسكري ، حكومات جميع سلطات الأنظمة الإقليمية التي تورّطت في الصراع ، والمسؤولين في الإدارتين الأمريكية والروسية، وفي ظل تواطؤ حكومات أوروبا الديمقراطية؛ وهو ما حوّلها الى مقتلة كبيرة ؛ وهذا لايقلّل بالطبع من مسؤولية أيّ من المتورطين السوريين، الشركاء ، في السلطة وفي " أذرع الثورة المضادة الميليشياوية" !! من المؤلم الاعتراف بقدرة اعداء وحدة السوريين ، وقيام دولتهم الوطنية الديمقراطية، على تحقيق اهدافهم بيسر ، ليس فقط بسبب نجاحهم التاريخي في تحويل الثورة الى مجزرة طائفية ، والى حروب تقاسم سوريا الى حصص ومناطق نفوذ ، بل لانّهم حققوا اهدافهم تلك بتحويل السوريين ، من جميع الطوائف والقوميّات( وليس فقط من طائفة محددة ، كما يعتقد الطائفيون !) ، الى أذرع ميليشياوية، تقاتل في سبيل تحقيق اهدافهم ، المتناقضة مع مصالح جميع السوريين !! بخلاف ذلك ، أعتقد أنّه من واجب النخب السياسيّة والثقافيّة السورية الوطنية أنّ تبتعد عن التحريض والتجييش الطائفي، وتكشف طبيعة الرسائل والاهداف السياسية التي يسعى مسرّبو الفيديو لتحقيقها ، وطبيعة سياق العنف الطائفي العام . فليرفع جميع الوطنيين الشرفاء ، من جميع الطوائف والقوميات، الصوت عاليا، لإدانة جميع الجرائم ، والتمسّك بهدف التعايش السلمي، الإنساني والقومي والطائفي ، بين جميع السوريين، في إطار دولة المواطنة الموحّدة، وليقف الجميع في وجه الاصوات الطائفية " النخبوية "،التي وجدت بالفيديو ضالّتها المنشودة لتعزيز زعاماتها الطائفية !! نعم للوحدة الوطنية ، بين جميع الطوائف والأقوام ، وفي ظل دولة العدالة السورية ، التي تصون كرامة الإنسان ، وتحمي حقوقه الفردية والقومية والدينية ، على قاعدة دستور وطني ديمقراطي. ▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لقاء عمّان التشاوري، بين حقائق الصراع المرّة ، وأحابيل التضل
...
-
صفحات نضالية من تجربة حياة المناضلة السياسية - لينا الوفائي
...
-
في قضية التطبيع بين الأنظمة العربية وحكومة الإحتلال، ومقوّما
...
-
- مبادرة مسد للحل السياسي -، في السياق والحيثيات والأهداف!
-
حيثيات وسياق - التسوية السياسية الأمريكية - !
-
في- لقاء جدة التشاوري -، وإجراءات التسوية السياسية!
-
قيس سعيّد ، إنقلاب أم حركة تصحيحيّة؟
-
في ذكرى الثورة المغدورة ، تساؤلات في المشهد السياسي!
-
في الذكرى السنويّة ليوم الأرض- حقائق واستنتاجات!
-
في الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية المغدورة- حقائق ودروس
...
-
في قيم - النيروز -، وطبيعة الوعي السياسي النخبوي المعارض!
-
الحراك السياسي المدني في السويداء، دروس وتحدّيات.
-
مسارات -آستنة / جنيف- ، وتقويض شروط حل سياسي وطني!
-
آستنة / جنيف ، وطبيعة شروط الحل السياسي!
-
الأتفاق السعودي الإيراني- سياقات ودلائل.
-
في بعض سمات التسوية السياسيةالأمريكية في ضوء إجراءات مواجهة
...
-
التسوية السياسية الأمريكية- سياقات وأهداف !
-
في طبيعة مستجدّات السياسات السعودية !
-
في الذكرى السنوية لإنقلاب ٢٣ شباط ، دروس التجربة.
-
٢٠٢٢، وأهمّ سمات المشهد السياسي السو
...
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|