كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 10:29
المحور:
المجتمع المدني
كنا خير امة اخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونفاخر الدنيا بمكارمنا ودماثة اخلاقنا. لكن الأوضاع تبدلت الآن، واصبحنا نختلف عن بقية الشعوب والأمم. .
قبل بضعة أيام سمعت موظفة في احدى المؤسسات الحكومية تتهجم بصوت عال ضد وزير النفط الاسبق. وتنعته بابشع النعوت والأوصاف، فسألت الذين يعملون معها في القسم عن أسباب تهجمها على الوزير، الذي غادر منصبه منذ سنوات، فقالوا لي: هذه المرأة امرها عجيب فالوزير الذي تتهجم عليه هو الذي أمر بتعيينها وتعيين ابنها المعاق، وهو الذي خصص لها بيتاً من الدور التشغيلية بعدما كانت شبه مشردة، وهو الذي وفر لها الرعاية والعناية، لكنها تصب جام غضبها عليه، وتشتمه كل يوم من دون ان نعرف السبب. .
حقاً انه موقف يبعث على الدهشة والغرابة. هل نحن نختلف عن الاقوام البشرية في كوكب الأرض ؟، لأنه من غير المعقول ان يكون الناس من حولنا بهذه البشاعة من الجحود ونكران الجميل ؟. .
قرأت منذ أيام قصة واقعية قصيرة كتبها الشاعر الباكستاني (مرزا أديب) قبل وفاته عام 1999. يقول فيها: ذهبت إلى دلهي للبحث عن عمل. وما ان نزلت من الباص حتى فوجئت بفقدان محفظتي، وليس فيها سوى تسع روبيات، وفيها أيضاً رسالة كتبتها إلى أمي اخبرها انهم فصلوني من العمل، ولا أستطيع ارسال مصروفها الشهري (50 روبية). وبعد بضعة أيام وصلتني رسالة من أمي. تقول فيها: (وصلتني منك 50 روبية عبر حوالتك المالية، كم أنت رائع يا ولدي، ترسل لي المبلغ رغم أنهم فصلوك من عملك، أدعو لك بالتوفيق وسعة الرزق). . وتبين لي فيما بعد ان اللص الهندي الذي سرق الروبيات التسع هو الذي أكمل المبلغ، وهو الذي ارسله إلى امي، وهو الذي كتب لها الرساله. .
ليس هذا فيلماً هندياً من افلام بوليوود، لكنها الحقيقة، فنحن دائماً نسمع عن لصوص ونشّالة أشرف بكثير من أولئك الذين يرفعون شعارات في حقيقتها كاذبة ومزيفة، وأشرف من أولئك الجاحدين والجاحدات. .
كلمة اخيرة أقولها لمعالي وزير النفط الأسبق: الذين تنكروا لك ليسوا هنودا يا سيدي، والله لو كانوا هنودا أو يابانيين لكانوا اوفياء، ولم يغدروا بك لأنة تعاطفت معهم، وجبرت خواطرهم، ووفرت لهم العيش الرغيد. فالجحود بالنعمة لؤم، ومصاحبة البطر شؤم. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟