أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - تفسير ٱلقرءان















المزيد.....

تفسير ٱلقرءان


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 10:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت بماۤ أستطيعه من إدراك وعلم قد بيّنت فى مقال "هل ٱلقرءان هو كتاب ٱللَّه؟" أنّ ٱسم كتاب ٱللّه "قرءان". وأنّ فاعل ٱلبيان وٱلتبيان هو ٱلخالق ٱلعليم ٱلقدير.
ٱللّه ٱلعظيم هو نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض وهو ٱلذى يحيط بعلمه كلّ شىء. وكتاب ٱللّه عظيم بما فيه من بيان وتبيان لكلِّ شىء وفيه أحسن حديث وأحسن تفسير.
هذا ٱلكتاب ٱلعظيم ٱلبيان وٱلحديث وٱلتفسير أنزله ٱللّه على قلب رسوله محمد لينذر ببيانه ٱلذين ظلموا وبشرى للمحسنين. فهو كتاب عربىّ بيانه ميسّر مفسّر فلا حاجة لبشر أن يعمل فى تفسير بيانه. وقد عمل ٱلرسول محمد بهدايته وببيانه وأحسن حديثه وأحسن تفسيره فىۤ إقامة ٱلمثل على ٱلحكم ٱلرسولىّ ٱلمدينىّ فى يثرب حتى كمل ٱلمثل ثمّ مات ٱلرّسول. وللناس من بعده أن يهتدوا ببيان حديث وتفسير كتاب ٱللّه ٱلعظيم وٱلمثل ٱلرسولىّ ٱلمدينىّ. ولهم أن يضلّوا عن ٱلسبيل فلاۤ إكراه فى ٱلدِّين.
أما ما جآء من بعد ٱلرسول فكان سلطة طاغوت قومٍ هم قريش. زعمت بظنِّ جاهلين متابعة ٱلمثل ٱلرّسولى ٱلمدينىّ وزعمت علمها بٱلبيان. فٱستبدلت بظنِّها ٱلبيانَ "لآ إكراه فى ٱلدِّين" بقول طاغوتٍ "لا يجتمع فى جزيرة ٱلعرب دينان". وعملت عليه موسعة أرض سلطتها وعدد عبيدها.
ثمّ جآء بعدها فى ٱلسلطة قوم أخرون هم ٱلفرس. زعم رجالها بحديث وتفسير للقرءان ٱلعظيم وهو بيان وتبيان لكلِّ شىء وأحسن حديث وأحسن تفسيرا. وظنّوا بزعمهم أنّهم يعلمون بعلومه جميعها ووزعوها بزعمهم إلى "ناسخ ومنسوخ وأسباب نزول ومكىّ ومدنىّ ومبهمات" وغيرها من ٱلظنون.
لقد عمل هؤلآء على صناعة تحريف ولغو جاهلين. فكانت صناعتهم فى ٱلِّسان تستند على ماۤ أدركه وٱستعمله فى قوله شاعر أو خطيب أو غيرهما من ٱلبشر ٱلذين يعجمون فى بيان ٱلحقِّ. وهم فى صناعتهم كانوا يظنون أنّ علمهم ببيان ٱللّه ولسانه ٱلعربىّ يطابق علم ٱللّه. فكانت صناعتهم ٱللاغية فى لسان ٱلبيان ٱلعربى تخضع لما وضعه ٱلفارسىّ سيبويه وما وضعه ٱلفارسىّ ٱلأخر ٱبن برزويه ٱلبخارىّ. فصارت صناعتهم هى وسيلة ٱلإدراك وٱلفهم وٱلفقه. وبدأت هذه ٱلصناعة تنتشر فى تعليم ٱلناس وهى تكفر وتمَنع تنزيل ٱلِّسان ٱلعربى ٱلمبين فى قلوب أبنآء ٱلشَّام جميعهم. وجعلت من إدراكهم يتبع لغو ٱلفارسىّ ٱبن برزويه ٱلبخارى فى حديث ٱلرسول ولغو ٱلفارسىّ سيبويه فى لسان ٱلقرءان ٱلعربىّ. فكان تحريف وظنون هؤلآء ولغوهم سببًا فى تعطيل أفعال ٱلإدراك وسببا فىۤ أمراض ٱلتَّعريب وفهم ٱلبيان ٱلعربىّ عند جميع ٱلتابعين ٱلعابدين لتعليم ٱلظنون.
وأرى فى هذه ٱلصناعة ٱللاغية شبها بصناعة مناهج ٱلفيروسات وغيرها من صناعة تخريب ٱلويندوز على ٱلانترنيت وصناعة كَفر مواقعه. وهو ما تظهره قلوب ٱلناس إلى ٱليوم فى بلاد ٱلشام من عطل وكسل عن ٱلحقِّ وبيانه. ومن أعمال مأجوجين يرجفون فى ٱلأرض قتلا وتخريبًا. فيعظمون بأعمالهم ٱلباطلَ وٱلطغوى وٱلهزل وٱلسخرية من شرعة حقوقهم كبشر نفخ ٱللّه فيهم من روحه ليكونوا خليفة فى ٱلأرض يعملون ويعلمون ويُسألون.
فى ٱلقول ٱلظَّنون "ناسخ ومنسوخ" لغوُ وتحريفُ جاهلٍ كافرٍ عمل بجهله وظنونه وكفره علىۤ إلغآء كتاب ٱللّه. فقد حرف دليل كلمة "نسخ" ٱلتى تدل علىۤ إرجاع ٱلشىء ذاته وجعلها بتحريفه تدل على (زال يزول وأبطل يبطل). وبهذا ٱلتحريف جعل من ٱللّه مترددا فى قوله وفعله وبيانه.
أما قول ٱللّه ٱلعربىّ "ما ننسخ من ءاية" فيبيّن فعل نسخٍ للأية كأصلها من دون أىّ تغيير فى ٱلنسخ. وهو ما يبيّنه فعل ٱلنسخ فى قول عربىّ أخر للّه:
"هذا كتٰبُنا يَنطِقُ عليكم بٱلحقّ إِنّا كُنَّا نَستَنسِخُ ما كُنتُم تَعملون" 29 ٱلجاثية.
وفيه بيان عن فعل ٱلنّسخ لأعمالنا. ومَثَلُهُ فىۤ أعمالِ ٱلنّسخ للكتب ٱلجارية على قرطاسٍ أوۤ ألواحٍ ليزريةٍ. ومثله ٱلأخر فى تكاثر ٱلنّفس ٱلواحدة (وحيدات ٱلخلايا). ونسخ أعمالنا يجرى بأخذ نسخة عنها فى كتاب ينطق بٱلحقّ وبه يجرى حساب كلّ مِنَّا.

بيّن كتاب ٱللّه أنّ ٱلَّذين يصنعون مثل هذا ٱلتَّحريف هم يهود وهم مِنَ ٱلَّذين هادوا:
"مِنَ ٱلَّذين هَادوا يُحرِّفُونَ ٱلكَلِمَ عن مَواضِعِهِ" 46 ٱلنسآء.
وهم ٱلذين كفروا ويلغون فى ٱلقرءان:
"وقالَ ٱلَّذين كفروا لا تَسمَعُوا لِهٰذا ٱلقرءانِ وٱلغوا فيه لَعلَّكم تَغلِبونَ" 26 فصلت.
وقد زعم ٱلسّلف من أهل سلطة ٱلعباسيين وحلفآئهم ٱلبرامكة ٱلفرس حديثا وتفسيرا لكتاب ٱللّه. وٱنتشر تعليم زعمهم فى جميع أرض سلطة ٱلعباسيين. وكان تعليم هذا ٱلتحالف من ٱلسلف ٱلجاهل ٱلكافر يصنع ٱلتحريف وٱللّغو فى كتاب ٱللّه. وجعل أتباعه لا يقبلون بأىّ قول فى كتاب ٱللّه يخالف ظنون مَن زعم علمًا به. وصار موقف ٱلأتباع موقوف عند ظنّ جاهلين يكفرون بٱلأمر ٱلعربىّ:
"ولا يلتفت منكم أحد"81هود.
وأضرب أمثلة على تخريص هؤلآء من أحاديثهم "ٱلصحيحة" ٱلتى تلغو فى كتاب ٱللّه وتعمل علىۤ إلغآئه بزعم تفسير:
(عن ابن عمر أنه قال: "لا يقولن أحدكم أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله، ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل أخذت منه ما ظهر"؟).
(عن عائشة قالت: كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي مائتي آية فلما كتب عثمان لم نقدر منها إلا ما هو الآن).
و(أخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر قال: "قرأ رجلان سورة اقرأهما رسول الله فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله فذكروا ذلك فقال إنها مما نسخ فألهوا عنها")!!.
وقد أظهر هؤلآء (وهم يزعمون أنهم أمنآء حفظ وعلمآء حديث وتفسير) ريبا فى كتاب ٱللّه فى قولهم عنه "ذهب منه قرآن كثير.
وأضرب مثلا عن تخريصهم ولغوهم فى تفسير دليل كلمة "ٱلفلق". حيث قالوا هو: "ٱلصبح" وهو "ٱلخلق" وهو "بيت فى جهنّم" وهو "جبّ في قعر جهنّم عليه غطاء.." وهو "من أسماء جهنّم" وهو "فلق الصبح".
فأىّ من هذه ٱلتخريصات وٱلرّجم بٱلغيب هو دليل ٱلكلمة؟ وعن أىِّ علم يدل هذا ٱلتخريص وٱلرّجم؟
ومثل ذلك كان تخريصهم ورجمهم بٱلغيب فى ٱلكتاب "الۤمۤ" فيقول ٱبن كثير:
"اختلف المفسرون فيها، فمنهم من قال هى مما استأثر اللَّه بعلمه، ومنهم من قال عنها فواتح افتتح اللَّه بها القرءان، وقال آخرون "الم" اسم من أسماء القرءان، واسم من أسماء السورة وقيل هي اسم من أسماء اللَّه، ومنهم من قال أنها كل ذلك".
جميع هٰذا ٱلأقوال هى رجم بٱلغيب وتخريص وضياع وجهل ولّده جهل وتحريف ولغو قوم ٱلكافرين. فقد جآء فى ٱلقرءان عن كلمة "الۤمۤ" أنّها "كتٰب لا ريب فيه". أما ما قاله هؤلآء عن هذا ٱلكتاب فهو ريب صنعه جهلهم وتخريصهم.
وكنت فى كتابى ٱلثانى "منهاج ٱلعلوم" قد عملت على دليل ٱلأبجدية وتوصلت إلىۤ إدراكٍ وفهمٍ لدليل ٱلكتاب "الۤـﻤۤ". حيث رأيت أنه يضم ٱلسّور ٱلتى يتكون منها واحد ٱلمآء H2g2O. وتبيَّن لىۤ أنّ ٱلكتاب "الۤـﻤۤ" هو أول كلمة فى كتاب ٱلحياة وقد جعله ٱللَّه أساسًا لِّكتاب ٱلحياة جميعه:
"وجعلنا مِنَ ٱلمآء كُلَّ شىءٍ حَىٍّ" 30 ٱلأنبياء.
ما بيّنه ٱلقرءان أنَّ كتاب ٱلمآء "الۤـﻤۤ" لا ريب فيه. وهذا ٱلأمر لا يستطيع توكيده أو تكذيبه إلا مَن يسير فى ٱلأرض وينظر كيف بدأ ٱلخلق. وهو ما فعله علمآء ٱلفيزيآء وليس علمآء ٱلتحريف وٱلجهل وٱلتخريص. وقد وكّد علمآء ٱلفيزيآء أنّ ٱلرّيب يبقى قآئم فىۤ أقسام هٰذا ٱلكتاب قبل ٱجتماعها فيه. وهو ما بيّنه "هيزنبرغ" فى مسألة ٱلرّيب. حيث رأىۤ أنَّ علمنا بموضع ٱلسّورة (ذرة فى ٱللغة ٱلفصحى) وسرعتهاۤ أمران لا يمكن ٱلعلم بهما معا. فإذا كان عملنا يجرى على ٱلعلم بسرعة ٱلسورة فقدنا ٱلعلم بموضعها. وإذا كان على ٱلعلم بموضعها فقدنا ٱلعلم بسرعتها.
وما بيّنه "هيزنبرغ" أنّ ٱلرّيب قآئم فيما نعلمه عن ٱلسورة ٱلمفردة وكذلك عن أجزآئها "بروتون ونيوترون وإلكترون" وأقسامها. وهىۤ أشيآء مقدارية Quantum كما بيّن ٱلقرءان:
"وكلُّ شىءٍٍ عِندَهُ بمِقدَارٍ" 8 ٱلرعد.
فٱلرّيب كما بيّن "هيزنبرغ" قآئم فىۤ أقسام كلمة "الۤمۤـ" وهى:
ٱلثور "ا ءَالِف" وهو ox ثور فى ٱللاتينية وأوكسجين فى ٱلفيزيآء.
عصا راعى ٱلبقر "ل لامَد" وهو gene مورثة فى ٱللاتينية ومولد حركة موجّهة بمنهاج فى ٱلفيزيآء.
ٱلمآء ٱلدخانىّ (غاز) "م مِم" وهو hydra فى ٱللاتينية (ٱلهدرة: حيوان مائى متعدد ٱلرؤوس) وهيدروجين فى ٱلفيزيآء. وللهيدروجين ستة رؤوس هى رؤوس لمثلثين متزاوجين كما فى نجمة داود.
ٱلرَّيب فى هٰذه ٱلأشيآء قآئم كما بيّن علم ٱلفيزيآء. أمّا ٱلكتاب "الۤـﻤۤ H2g2O" ٱلمكوّن من ٱلسّور (ءَالِف لامَد مِم) فبيّن علم ٱلفيزيآء توقّف ٱلرّيب فيه. وعلمنا به ٱليوم هو حقّ ثابت وموكّد كما بيّن علمآء ٱلفيزيآء. وهو ما بيّنه أحسن ٱلحديث وأحسن ٱلتفسير وأحسن ٱلتأويل فى ٱلقرءان:
"الۤـﻤۤ(1) ذٰلك ٱلكتـٰب لا ريب فيه(2)" ٱلبقرة.
هذا بعض ما جآء عندى من إدراك وفهم لحديث وبيان ذلك ٱلكتاب ٱلذى لا ريب فيه وٱلذى زرع ٱلمفسرون فيه ريبهم وجهلهم وتخريصهم فيما زعموا به من علم.
وأتابع مع تخريض هؤلآء فأضرب مثلا من زعمهم ٱلعلم فىۤ "أسباب ٱلنزول" فيما قالوه فى ٱلبيان ٱلعربىّ ٱلتالى:
"وَإِن طَاۤۤئِفَتَانِ مِنَ ٱلمُؤمِنِينَ ٱقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا فَإِن بَغَت إِحدَـٰهُمَا عَلَى ٱلأُخرَىٰ فَقَاتِلُوا ٱلَّتِى تَبغِى حَتَّى تَفِىۤءَ إِلَىٰۤ أَمرِ ٱللَّهِ فَإِن فَاۤءَت فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا بِٱلعَدلِ وَأَقسِطُوۤا إنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلمُقسِطِينَ" 9 ٱلحجرات.
ما فى هذا ٱلحديث وٱلبيان وٱلتفسير هو ٱلحكم فى مسألة ٱقتتال طوآئف ٱلبلد ٱلواحد. وكذلك فى ٱلحكم بين دول تقتتل فيما بينها. وكان ٱلرسول محمد قد جعل بعض هذا ٱلبيان بندا من بنود دستور دولة ٱلمدينة ٱلمنوّرة ٱلمنشور فى "ٱلصحيفة":
"ٱلبند ٱلثالث عشر: وَإِنّ المُؤمِنِينَ المُتّقِينَ عَلَى مَن بَغَى مِنهُم أَو ابتَغَى تَسيعَة ظُلمٍ أَو إثمٍ أَو عُدوَانٍ أَو فَسَادٍ بَينَ المُؤمِنِينَ وَإِنّ أَيدِيَهُم عَلَيهِ جَمِيعًا وَلَو كَانَ وَلَدَ أَحَدِهِم".
أما ما زعم به ٱلمفسرون فأنسخ ما جآء منه فى تفسير ٱلجلالين:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا، ومر على ابن أبي، فبال الحمار فسد ابن أبي أنفه، فقال ابن رواحة: والله لبول حماره أطيب ريحا من مسكك فكان بين قوميهما ضرب بالأيدي والنعال والسعف".
وما يريده صاحب هذا ٱلقول ٱلساخر وٱلهازئ من ٱللّه وكتابه ورسوله هو ٱلنيل من عبد ٱللّه ٱبن أبىّ ٱبن سلول بزعم تفسير وعلم.
وأنسخ ما جآء لهم فى تفسير ٱبن كثير:
(يقول تعالى آمرا بالإصلاح بين الفئتين الباغين بعضهم على بعض: "وَإِن طَاۤۤئِفَتَانِ مِنَ ٱلمُؤمِنِينَ ٱقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا" فسماهم مؤمنين مع الاقتتال، وبهذا استدل البخاري وغيره على أنه لا يخرج عن الإيمان بالمعصية وإن عظمت، لا كما يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحوهم، وهكذا ثبت في صحيح البخاري من حديث الحسن عن أبي بكر رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما، ومعه على المنبر الحسن بن علي رضي الله عنهما، فجعل ينظر إليه مرة، وإلى الناس أخرى ويقول: "إن ابني هذا سيد ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين". فكان كما قال صلى الله عليه وسلم، أصلح الله به بين أهل الشام وأهل العراق بعد الحروب الطويلة، والواقعات المهولة. وقوله تعالى: "فَإِن بَغَت إِحدَـٰهُمَا عَلَى ٱلأُخرَىٰ فَقَاتِلُوا ٱلَّتِى تَبغِى حَتَّى تَفِىۤءَ إِلَىٰۤ أَمرِ ٱللَّهِ" أي حتى ترجع إلى أمر الله ورسوله، وتسمع للحق وتطيعه، كما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" قلت: يا رسول الله، هذا نصرته مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟ قال صلى الله عليه وسلم: "تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه".
وقال الإمام أحمد: حدثنا عارم، حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يحدث أن أنسا رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم، لو أتيت عبد الله بن أبي، فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم، وركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون، وهي أرض سبخة، فلما انطلق النبي صلى الله عليه وسلم إليه قال: "إليك عنى فوالله لقد آذاني ريح حمارك" فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك. قال: فغضب لعبد الله رجال من قومه، فغضب لكل واحد منهما أصحابه، قال: فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فبلغنا أنه أنزلت فيهم "وَإِن طَاۤۤئِفَتَانِ مِنَ ٱلمُؤمِنِينَ ٱقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا" ورواه البخاري في الصلح عن مسدد ومسلم في المغازي عن محمد بن عبد الأعلى كلاهما عن المعتمر بن سليمان عن أبيه به نحوه).
ويتابع ٱبن كثير فى عرض علمه وعلم ٱلذين يقصّ عنهم بأسباب ٱلنزول فيقول:
(وذكر سعيد بن جبير أن الأوس والخزرج كان بينهما قتال بالسعف والنعال، فأنزل الله تعالى هذه الآية فأمر بالصلح بينهما، وقال السدي: كان رجل من الأنصار يقال له عمران، كانت له امرأة تدعى أم زيد، وإن المرأة أرادت أن تزور أهلها، فحبسها زوجها وجعلها في علية له لا يدخل عليها أحد من أهلها. وإن المرأة بعثت إلى أهلها، فجاء قومها وأنزلوها لينطلقوا بها، وإن الرجل كان قد خرج، فاستعان أهل الرجل، فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها، فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت الآية، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصلح بينهم وفاؤوا إلى أمر الله تعالى).
وجآء عند ٱلطبرى تخريص مثله. ولاۤ أرى حاجة لعرض ما ذكره هو ٱلأخر من ٱلقصص ٱلمختلفة ٱلتى تمثل هزءا بٱللّه ورسالته ورسوله.

تخريص هؤلآء قآئم إلى ٱليوم عند ٱلمسلمين ٱلبخاريين وكهنوتهم فلا يسمح بخروج عنه. وكل خارج عنه كافر يلاحقه حراس دين ٱلأبآء من كهنوتٍ بخارىٍّ يأجوجٍ ومن عبادهم ٱلمأجوجين.
وأرى فيما ٱستدلّ عليه ٱلبخارى بقوله: "أنه لا يخرج عن الإيمان بالمعصية وإن عظمت". أنّه يغرى عباده ٱلجاهلين بٱلمعصية وفى رأسها ٱلزعم بسنّة للنبىّ تجيز لهم ٱلمعصية فيما يحدّثهم عنه ٱبن برزويه وأصحابه من ٱلكافرين.
وأقول بما توصلت إليه من ٱلنظر فى كتب ٱلتفسير (ٱلطبرى وٱلقرطبى وٱبن كثير وٱلجلالين) وفى كتب ٱلحديث وما كُتب ويكتب عنهاۤ أنّهاۤ أسست وتؤسس إسلاما وعبادة للفارسىّ ٱبن برزويه ٱلبخارى وليس للّه ربِّ ٱلعالمين. وما زلت أسمع عباد ٱلبخارى يقولون: (إننا لا نستطيع فهم ٱلقرءان من دون هذه ٱلأحاديث وٱلتفاسير. ومن دون ٱلعلم بٱلناسخ وٱلمنسوخ وأسباب ٱلنزول. ولا نعلم كيف صلى النبي وكيف توضّأ وكيف حجّ وما هو مقدار الزكاة).
وهم لا يعلمون أنهم يقولون عن كتاب ٱللّه أنّه ناقص ٱلبيان وقاصر عن ٱلبلاغ ٱلمبين وقوله أعجمىّ مبهم. وهم يقولون قولهم هذا فيجعلون ٱبن برزويه إلٰه للّه ومكمّل لما نقص وقصر عند ٱللّه!
وما يقوله هؤلآء هو ما قاله وأراده قوم ٱلرّسول وعملوا عليه بٱنقلابهم فى سقيفة بنى ساعدة. ثمّ تابعهم فى عملهم قوم فارس فى سلطة ٱلبرامكة بٱسم ٱلعباسيين. ثمّ تابعهم ٱلعثمانيون. وما زال قولهم هو ٱلذى يتبعه ٱلمسلمون ٱلبخاريون إلى يومنا هذا.
لن أضرب أمثلة أكثر عن علم هؤلآء. ومن يريد ٱلمزيد فهو كثير فى صحيح ٱبن برزويه وفى كتب عباده ٱلمفسرين.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلبشر وٱلإنسان
- هل -ٱلقرءان- هو كتاب ٱللَّه؟
- ٱلديمقراطية وٱلفيدرالية وحقوق ٱلإنسان
- ٱلبابا بندكتوس وٱلمسلمون ٱلبخاريون!
- هل أنّ ٱللّه ربّ ٱلسّمٰوٰت وٱل ...
- جدلية وحش إنسان
- ٱلعمل ٱلسياسىّ بهداية كتاب ٱللّه
- عام 2050 على ٱلأبواب
- مَن نحن؟
- أيها ٱلديمقراطيون لا تلوموا ٱلرئيس على عبد ¤ ...
- ٱلعلمانية مفهوم يحرف ٱلإدراك ويلغو فيه
- ما هى حاجتناۤ إلى ٱلميثاق؟
- ٱلجميع سيقبل ٱلفيدرالية!
- ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ٱلديمقراطية و ...
- بيان ٱلحىّ حىّ
- ٱلديمقراطية مستغربة
- ٱلخليفة
- ٱلأول من أيَّار
- حوار كهنوت لا حوار أديان
- بداية طيبة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - تفسير ٱلقرءان