أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - شتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة... شهادة وليست رواية (الحلقة الرابعة)














المزيد.....

شتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة... شهادة وليست رواية (الحلقة الرابعة)


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 20:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الشهادة وقدسية الحياة
(الحلقة الرابعة)

لا تُدرك الحقيقة إلّا عندما تُفنى
محي الدين بن عربي

إذا كان الماضي أصبح ماضيًا والناس تعيش اليوم همومًا من نوع آخر، خصوصًا في ظلّ إغراءات المحتل الأمريكي للعراق منذ العام 2003 ومساعي إفساد الضمائر، "فمن يبالي بسبعين شيوعيًا قتلهم حليف في زمن منسي، على حدّ تعبير سهيل سامي نادر؟" لكن متى سيحين معرفة الحقيقة وأين قبور الشهداء أو رفاتهم أو معرفة الأسماء وصفاتهم وتدقيقها، فالكثير من الشهداء ظلّت أسماؤهم مجهولة أو مكنّاة "أبو فلان" بسبب ظروف العمل السرّي، وهل سيكون فتح الملفات فتحًا للجروح، أم أن هناك ضرورة لعدم التأجيل، وسيكون ذلك مقدمةً للمعالجة؟
لقد فات زمن طويل والضحايا وعوائلهم على ذمة التاريخ تنتظر كشف الحقيقة، ووضع الشواهد على القبور في معركة لا معنى لها وأوضاع غاية في الصعوبة وميزان قوى غير متكافئ، والأكثر من ذلك أن المعركة غير عادلة، بل لا مبرّر لها على الإطلاق مهما كانت المزاعم والذرائع، وهي استمرار لتلك النزاعات المسلّحة البدائية وغير العقلانية بين القوى التي تطلق على نفسها "الوطنية"، فالعنف ليس الوسيلة الفضلى لفض النزاعات وحسم الخلافات، وغالبًا ما يكون وسيلة بيد العاجز عن الإقناع، والهدف فرض نفوذه بقوّة السلاح والاستقواء به لإرغام خصمه على التراجع أو التنازل أو القبول بالأمر الواقع.
وإذا كانت المطالب الوطنية تاريخيًا تتحدّد بالكرامة والحريّة والمساواة والعدالة، ولاسيّما الاجتماعية، والمشاركة والشراكة وهي أسس المواطنة وأركانها، وهي مطالب طموحة، فهل ستكون المطالبة بحق الإنسان بأن يكون له قبر، وأن يعرف ذويه والعدالة معهم لماذا وأين وكيف قُتل؟ وأين جثمانه أو رفاته؟ لكي يقوموا بواجب العزاء طبقًا للأديان والشعائر والتقاليد الاجتماعية، أم أن ذلك مطلبًا صعب المنال وضربًا من الترف الفكري بالنسبة للضحايا، ونوع من الاستحالة بالنسبة للمرتكب؟
ذلك هو جانب آخر من مأساة بشتاشان، ومآسي العنف التي انتشرت ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق العام 2003 وضحايا العنف الطائفي والإثني 2006 و 2007 وما بعدها، وقبلها مآسي وارتكابات العهد الجمهوري الذي بدأ بالعنف المنفلت من عقاله وخارج نطاق القانون، ابتداءً بمجزرة قصر الرحاب ضدّ العائلة المالكة، ومرورًا بما حصل في الموصل وكركوك العام 1959، ثم ما حدث بعد انقلاب 8 شباط / فبراير 1963 من هستيريا عنفية، حيث ما زال العالم يجهل مكان قبر سلام عادل (أمين عام الحزب الشيوعي الذي استشهد تحت التعذيب)، وعدد من قيادات الحركة الشيوعية والوطنية، مثلما يجهل قبور ضحايا مجزرة قاعة الخلد العام 1979 ومجازر حزب البعث الداخلية، ناهيك عن ضحايا الحرب العراقية - الإيرانية، ومن ثم قبور ضحايا الإرهاب القاعدي والداعشي .
مثل هذه الشهادة تحاول التحرّر من ادّعاء الأفضليات أو احتكار الحقيقة أو الزعم بتمثيلها، لهذا سوف تتصرّف بحريّة باستخدام وسائل التحليل اعتمادًا على العقل وليس عبر بعض الشعارات الجاهزة أو العاطفية، خصوصًا بالسعي لتعظيم "الجوامع" وتقليص "الفوارق" والابتعاد عن كلّ ما من شأنه يستخف بقدسية الحياة الإنسانية في الماضي والحاضر والمستقبل. واستنادًا إلى هذا المنطق فإن الشهادة سوف لا تخلو من النقد لجميع الأطراف، وهو نقد ذاتي بالطبع، فلا شيء أهم من اكتشاف الحقيقة ومساءلة الآخر والنفس عمّا حصل.
يقولون أن الشيطان يكمن في التفاصيل، لكن الحدث دون تفاصيل سيكون تعميمًا ساذجًا، والتعميم هو "الصخرة التي يتّكأ عليها المتعبون"، لذلك فالقُبل والمجاملات والذكر الطيّب و"نسيان الماضي" و"قلب صفحة جديدة" لا تشفي غليل الضحايا وعوائلهم، التي لا بدّ لها من معرفة ما حصل ومن المسؤول وما هي أسبابه؟ وكيف وأين ولماذا؟ والهدف هو الاستفادة من الدروس والعبر التاريخية، والنظر إلى المستقبل في إطار علاقات نظيفة وسليمة وخالية من العنف، وذلك ﺑ "ترزين" الصراع و"توقير" الخلاف وليأخذ المتصارعون مداهم في المنافسة الشريفة للحصول على المواقع والترويج للأهداف التي يدعون إليها.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة - شهادة وليست رواية (ا ...
- بشتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة..شهادة وليست رواية (ال ...
- بشتاشان -خلف الطواحين-... وثمة ذاكرة..شهادة وليست رواية (الح ...
- السودان من الانقلاب إلى الانقلاب
- عن شيء اسمه -السيادة-
- نداء عاجل من مجموعة السلام العربي بشأن تطورات الوضع في السود ...
- منطق ويستفاليا
- -المبعوث- - عامان في العراق
- صورة الجواهري: الشاعر والشعر
- رسالة من د. شعبان إلى الأصدقاء في مؤتمر القمة الثقافي العربي
- ما الذي يُقلق واشنطن؟
- في ثقافة العنف واللّاعنف
- «دين العقل وفقه الواقع» لعبد الحسين شعبان (1) و (2)
- حوارة - غارنيكا
- الصحافة والعدالة
- العراق في الوثائق البريطانية
- لهذه الأسباب أُعدم فهد
- الجيل والهويّة
- عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية -الإسرائيلية- 4
- دردشة مع نوري عبد الرزاق (الحلقة الخامسة والأخيرة)


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الحسين شعبان - شتاشان -خلف الطواحين- ... وثمة ذاكرة... شهادة وليست رواية (الحلقة الرابعة)