|
عن ( النعاس والنوم / حق الموالى / صلاة الغائب / القصص القرآنى / الشيعة )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 20:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : هل هناك فرق بين النعاس والنوم لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ ) فى سورة الأنفال ، ولم يقل إذ يغشيكم النوم .؟ الاجابة 1 ـ ( النعاس ) هو مقدمة النوم وليس نوما . النوم فيه السُبات أى فقدان الوعى . ومن الإعجاز فى قوله جل وعلا : ( إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ ) (11) الانفال ) ، لم يقل يغشيكم النوم لأن النوم هنا فقدان للوعى لا يصح معه الانتباه للحرب الوشيكة . 2 ـ والنعاس جاء مرة أخرة مرتبطا بالأمنة أيضا فى قوله جل وعلا عن موقعة ( أُحُد ) ( ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ ) (154) آل عمران ). 3 ـ النعاس فيه قدر من اليقظة والوعى ، أما النوم فهو غياب الوعى ، أو ( السُبات ) . وجاء وصف النوم بهذا مرتين . قال جل وعلا : 3 / 1 ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً (47) الفرقان ) 3 / 2 : ( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) النبأ ) 4 ـ ولأن السبات فقدان الوعى فى النوم فهو يعنى أن النفس كانت تتأهب لدوخول برزخ النوم ، ثم دخلته بالنوم ، وبهذا يتم قفل كتاب أعمالها مؤقتا ، او يتم توفية عملها مؤقتا فيما سبق من يقظتها . أما عند الموت فتكون التوفية الكاملة لعمل من مات وقفل كتاب أعماله نهائيا ، فلا يُزاد فيه ولا يُنقص منه . قال جل وعلا : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر )
السؤال الثانى : ما معنى الموالى وما هو نصيبهم فى قوله جل وعلا : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (33) النساء ).؟ الاجابة : المقصود بالموالى هنا هم الأتباع والأقارب المنتمين اليك . هناك أقارب مستقلون عنك لا يحتاجون اليك ، وهناك أقارب يلتفون حولك محتاجين لك . إذا عقدت العزم على إعطائهم شيئا فلا بد من تنفيذ هذا ، لأن الله جل وعلا سيكون عليك شهيدا .
السؤال الثالث : هل فى الاسلام ( صلاة الغائب )؟ الإجابة : 1 ـ الصلاة على الميت هى دعاء له بعد دفنه ، وهو المفهوم من قوله جل وعلا : ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84) التوبة ). مع التأكيد أن من مات قد تم توفية عمله ، وغلق كتاب اعماله ، ولم يعد له إلا سعيه وسوف يرى سعيه يوم الدين. قال جل وعلا فى القرآن الكريم وفى صحف ابراهيم وموسى : ( وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) النجم ) . الذى يدعو ينال ثواب الدعاء لنفسه ضمن عمله الدنيوى . 2 ـ ولأنه مجرد عاء لمن مات فهو عام يشمل من غاب ومن مات ، يدعو به المؤمنون ، قال جل وعلا عن دعائهم لمن مات مؤمنا ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) الحشر ) .
السؤال الرابع : هل القصص القرآنى للمؤمنين فقط لأن الله تعالى يقول : ( نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) القصص 3 ). الإجابة : 1 ـ القصص القرآنى هو إخبار عن غيب حدث فى الماضى ، وهو يشمل أحداثا منها الظاهر ومنها الخفى ، ومنها حوارات وأحاسيس نفسية . وكل ذلك حق . 2 ـ من يؤمن بهذا الحق لا ينتهك الغيب الالهى ويصنع أكاذيب وخرافات ، كما يفعل المفسراتية . من يؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا يجتهد متدبرا فى داخل القرآن الكريم باحثا عن الهداية ، عالما أن تدبره وإجتهاده هو رأى شخصى قد يصح وقد يخطىء . 3 ـ هكذا هم القوم المؤمنون المقصودون فى الآية الكريمة .
السؤال الخامس : أنا شيعى متمسك بمذهبى ولكن معجب بما تكتبه ، وسؤالى لك : هل المذهب الشيعى مذكور فى القرآن بنفس ما نقوله نحن الشيعة ؟ أى كلمة مذهب وكلمة شيعة ؟ الاجابة أولا : نحن نحترم حرية كل فرد فى إختيار دينه وملّته ، ونرى أن التشيع دين أرضى يخالف الاسلام . وموعدنا أمام الرحمن جل وعلا يوم الدين ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون . ثانيا : ليس فى القرآن الكريم مطلقا كلمة ( مذهب )، مع إنه تكرر فيه الفعل ( ذهب ) . قال جل وعلا مثلا : ( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) البقرة ). ثالثا : ( شيعة / شيع ) تعنى : 1 ـ طوائف وفرق ( جمع فرقة ) . قال جل وعلا : 1 / 1 : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص ) 1 / 2 : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) القصص ). 2 ـ هناك شيعة مؤمنة فى مختلف الأزمنة . بعد أن ذكر الله جل والنبى نوحا عليه السلام قال : ( وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإٍبْرَاهِيمَ (83) الصافات ). 3 ـ هناك شيعة كافرة فى مختلف الأزمنة قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) الحجر ) 4 ـ بالنسبة لنا : 4 / 1 : المفروض إتّباع القرآن الكريم وحده طبقا لما جاء فى الوصية العاشرة . قال جل وعلا : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الانعام ) 4 / 2 : ألا نقع فى التفرق فى الدين ونتحول الى شيع وأحزاب . قال جل وعلا : 4 / 2 / 1 : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (103) آل عمران ) 4 / 2 / 2 : ( وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم ) 4 / 2 / 3 : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الانعام ) 5 ـ الذى حدث هو التفرق الى أحزاب ، وصل إختلافها وتفرقها الى درجة الاقتتال منذ الفتنة الكبرى ، ولا يزال المحمديون فى نفس النفق يسيرون . وقد أنبأ الله جل وعلا بهذا سلفا . قال جل وعلا : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الانعام ) 5 ـ عن يوم القيامة قال جل وعلا : ( فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً (69) مريم ).
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العضل فى تحريم الزواج من أهل الكتاب فى الدين السُّنّى : ( ال
...
-
عن ( المحمديون كافرون / عوام السيوشيال ميديا )
-
الزواج من أهل الكتاب إسلاميا : طبقا للاسلام السلوكى بمعنى ال
...
-
عن ( الزنا والقتل / البطش )
-
حلال الزواج بين المُسالمين بغض النظرعن إختلاف الدين
-
عن ( طفولة موسى / واجب / سائل لا يوجب الغسل )
-
الخطاب القرأنى للمؤمنين سلوكيا والكافرين سلوكيا
-
عن ( قتل الأنبياء / ألحد ملتحد )
-
عن ( وضع المدينة إقتصاديا / خبت أخبت / يدرك )
-
العضل فى منع الزواج من المشركين المُسالمين : ( 1 ) معنى الاي
...
-
( منكر للقرآن الكريم / سليمان والجن / زى المرأة )
-
خزعبلات الدين السنى : العضل فى الزواج ( 1 )
-
عن ( البخّاخة / الاعتكاف / لا يستأخرون ولا يستقدمون / العوض
...
-
عن ( زكاة الفطر / الصلاة بالموبايل / رسل من الجن / حيرة ديني
...
-
المحرمات فى الزواج فى الاسلام
-
( دين ابن سلمان / القراءة فى العهد القديم والجديد / الاصطفاء
...
-
تمهيد : بين النكاح والزواج
-
( عبادات رمضان / البنات فى الميراث / ضياع التعليم /تحويل الذ
...
-
مدخل عن تشريعات الأحوال الشخصية بين الاسلام ودين السُنّة الذ
...
-
عن ( ميراث / سرقة المشركين / البورصة و الصوم نائما / التهجد
...
المزيد.....
-
بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما
...
-
-ليس المسلمون فقط-.. نجيب ساويرس يثير تفاعلا عن رفضه مخططات
...
-
الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي
-
صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازي
...
-
“الأرنب والثعلب”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor
...
-
“فرحي أولادك طوال 24 ساعة” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة
...
-
بزشكيان: منظمة التعاون الاقتصادي تساهم في تعزيز التنسيق بين
...
-
قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو و تخفيف عقوبة اكثر من 3
...
-
قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو وتخفيف عقوبة أكثر من 3 آ
...
-
الإخوان في سوريا.. بين محاولات التسلل وحتمية الإقصاء
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|