كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 09:07
المحور:
المجتمع المدني
استوقفتني لقطات كثيرة لبعض الحيوانات المتعاطفة مع حيوانات أخرى من غير فصيلتها. حصان ينثر الشعير في الاسطبل ليطعم الطيور. و وزة ترعى الأسماك في البحيرة، وجرو صغير يلهو مع سمكة كبيرة. ودب قطبي ينقذ عصفورا سقط في بركة ماء. وقطة تمرح مع أرنب. ونمر افريقي يتعاطف مع صغار الغزلان ويوفر لها الحماية. ومعزة تغط في نوم عميق فوق ظهر بقرة. وبطة صينية تتقاسم غذاءها مع قطة جائعة، وكلب منزلي يمنع طفلا من السقوط في بئر السلم. وشاهدت أيضاً حصاناً يقف على قارعة الطريق المؤدي إلى قرى قلقيلية في فلسطين ويمنع عجلات الاحتلال من المرور. وغراب غاضب يمزق العلم الاسرائيلي. .
تتكرر هذه اللقطات لتجسد تراحم الحيوانات، وانسجامها مع الكائنات المختلفة بصرف النظر عن نوعها وجنسها وفصيلتها. ومن المؤكد انكم شاهدتم لقطات مماثلة، وربما ربطتم تلك اللقطات بالسلوك الهمجي لدى النماذج البشرية المستذئبة و المستأسدة والمتنمرة على أبناء جلدتها داخل البلد الواحد، ومن نفس القومية والطائفة والنسب والانتماء. .
فالذي يجري أمام أعيننا في السودان ما هو إلا صورة من صور التوحش والهمجية، حيث يحتدم القتال الآن بين شقيقين انتزعت من قلبيهما الرحمة، ولم يكترثا لما آلت اليه احوال أهلنا هناك. .
من سوريا عرضت لنا الفضائيات مشهداً مقززاً لعناصر ما يسمى (جيش الاسلام) يمارسون هوايتهم باعدام 18 عنصرا من زملاءهم في تنظيم داعش. لذا ارى من الإجحاف بحق الحيوانات أن نصف بعض البشر بالضباع والتماسيح والقرود والخنازير. فالتماسيح لا تقتل المخلوقات الأخرى من أجل المتعة والابتهاج، والخنازير لا تفتك ببعضها من أجل كرسي أو منصب، والذئاب لا تدفن خصومها في مقابر جماعية، ولا تتفنن في تعذيب أبناء جنسها وتمزق أجسادهم. .
ختاماً: من الظلم ان نصف جرائم البشر بالحيوانية. فالحيوانات تعرف حدودها في شريعة الغاب، بينما يتجاوز الطغاة والبغاة والمستهترين كل الحدود والاعراف والمعايير. . .
ولله في خلقه شؤون. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟