أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في الإسلام، الديمقراطية حلال أم حرام؟














المزيد.....


في الإسلام، الديمقراطية حلال أم حرام؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 00:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الإسلام دين. وهو ليس ديناً فحسب، بل واحد من أعظم الأديان التي عرفتها البشرية على مر التاريخ، إن لم يكن نوعياً من حيث رقي وتقدم مضمونه، فبالتأكيد كمياً من حيث أعداد المنتسبين له وانتشاره العالمي. والدين، أي وكل دين عبر كل العصور ولدى الأمم كافة، يقوم على قاعدة أساسية: أن هناك قوة ما أعلى من البشر وليست منهم. هذه القوة العليا هي من خلقت الكون ومن ضمنه البشر، وتتدبر أحواله وأحوالهم، وإليها مآله ومآلهم. ولأنها التي خلقت، فهي بالضرورة الأعلم بخلقتها وصنعتها أكثر حتى من علمهم بأنفسهم. وبالنظر إلى هذه القوة المطلقة اللانهائية، لم تعدم القدرة لكي تتصل بهم، سواء عبر من تصطفيه منهم أو بوسائل أخرى. وتمكنت من خلال ذلك من تبليغهم برسالتها، التي تقول نصاً: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة: 44]

في المقابل، الديمقراطية تقوم على قاعدة أساسية مناقضة: أن يختار المواطنون من بينهم عدداً منهم لكي يضعوا باسمهم وبالنيابة عنهم "قوانين" تنظم وتحكم شتى نواحي حياتهم، حتى الدينية منها. وهذا معناه أن البشر يحكمون أنفسهم بأنفسهم ولا يتركون أمر حكمهم للقوة العليا التي قد خلقتهم في الأصل، والأعلم بهم من أنفسهم. هذا الأمر واضح بذاته ولا يحتاج لمزيد من التدليل. إذن الديمقراطية حرام، ليس في الإسلام وحده لكن في كل دين عرفته البشرية، حتى في الأديان الحية والمزدهرة لا تزال وسط أعرق ديمقراطيات هذا العصر.

* ماذا إذن عن حكم الدول الإسلامية التي اختارت الديمقراطية نظاماً لها، تجري انتخابات وتتخذ مجالس تشرع قوانين وأشياء من هذا القبيل، مثل تركيا التي كانت دار الخلافة الإسلامية بالأمس القريب، أو بعض من أكبر الدول الإسلامية تعداداً مثل ماليزيا واندونيسيا؟ هل هذه الدول تعيش في الحرام؟

- نعم، بكل تأكيد. هي تعيش في الحرام البيّن. لأن ما ينظم ويحكم حياة الشعوب في هذه الدول، ويعاقبون إذا ما خالفوه، هي القوانين التي يسنها مشرعون منتخبون من بينهم. وهذا معناه أنهم يحكمون أنفسهم وفق ’أهوائهم‘ الإنسانية المتغيرة والمتقلبة من حين لآخر بحسب مقتضى الحال، لا وفق المشيئة الإلهية الثابتة والخالدة، الصالحة لكل مكان وزمان، التي أنزلها وحفظها في كتابه الحكيم أو أي مما قد يُنسب إليه بطرق أخرى.

بل لا تقتصر العيشة الحرام على مثل هذه الدول الإسلامية الكبيرة التي تحاول مواكبة العصر والأخذ بنظمه الحديثة على مختلف الأصعدة ولو كان الثمن أن تعيش في الحرام. حتى أشد الدول الإسلامية تخلفاً وفقراً، أو أكثرها ثراءً ورفاهية، أو تلك التي تتخذ لنفسها زيفاً دساتير وبرلمانيات وتعقد انتخابات وتتشدق كذباً بأحلى الكلمات والخطب عن الديمقراطية وأحدث منتجات العصر، أو تلك التي تجاهر بعدائها لكل ذلك واستعدادها للتضحية بأي مكتسبات قد تُبعدها عن دينها، جميع هذه الدول أيضاً لا تحكم "بما أنزل الله" وتعيش أيضاً في الحرام. حتى ذات الدولة التي نزل فيها الوحي، لا تحكم بما جاء فيه وتعيش عيشة حرام أسوة بكل الأشقاء المسلمين حول العالم.

* لكن كيف وكل مرسوم وكل نظام يصدر مشفوعاً باسم الله، وتخلو من كل موبقات الديمقراطية؟!

- لأن من يحكم، الملك أو ولي العهد أو أياً من كان، لا يحكم في الحقيقة "بما أنزل الله" فعلاً. لكي يحكم الحاكم بما أنزل الله في مثل هذه النوعية من نظم الحكم، لابد أن يكون ذي صلة بالله ذاته، بمعنى أن يكون على اتصال غير مباشر به مثل الأنبياء والرسل أو، لأن هؤلاء الرسل قد أغنونا عن عبء هذه المشقة بعدما أبلغونا رسالة ربنا وحفظوها لنا حرفياً ونصياً في متن كتب مقدسة نستطيع الرجوع إليها، أن يكون هو الأجدر من بين جميع الخاضعين لحكمه على قراءة وفهم أحكام الرسالة الإلهية المحفوظة في الكتاب. هل جرؤ أي من مثل هؤلاء الحكام على ادعاء شرف هذه المنزلة؟

* بالتأكيد لا. لكن، ماذا يمنع، كما يدعون فعلاً، أن يستعينوا بأشرف وأعظم علماء الدين في عصرهم ومشاورتهم في كل مرسوم ونظام حتى يصدر مطابقاً لما أنزل الله، حتى لو بدا مغايراً لما ألفه الأولون بالنظر إلى ظروف وتطورات كل عصر؟

- بالطبع لا شيء يمنعه من أن يستعين بكل ما أو من يشاء. في النهاية، هو الملك. ومن يجرؤ حتى على أن يرفع عينيه في عيني ملك، ناهيك أن يأبى عليه مشورة طلبها منه؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على مستقبل الجيوش في الجمهوريات العربية
- ميلشياوية من أزمة شرعية
- كيف حُشِّرت مصرَ في العُنُق
- الاستعمار بين المثالية والواقعية
- حتى لا نخون الوطن بسبب طاغية: صدام نموذجاً
- كيف نتطور؟
- غزوة الصناديق الإسرائيلية
- لماذا نعيش؟
- هل كان غزو العراق كارثة أمريكية أسوأ من فيتنام؟
- حلفاء روسيا هم قلة من الأمم المتنافرة والمتناقصة 2
- حلفاء روسيا هم قلة من الأمم المتنافرة والمتناقصة
- روافد السلوك السوفيتي .
- إصلاح ما لا يمكن إصلاحه- الإسلام
- روافد السلوك السوفيتي
- ألا تكفي الحياة غاية نفسها؟
- كذبة احترام العلمانية للأديان
- مقاربة معرفية بين العلمانية والدين
- عن حتمية المواجهة بين العلمانية والإسلام
- اتحاد الديمقراطيات الشعبية العربية
- حُقُوقِي


المزيد.....




- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...
- استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
- مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا ...
- غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في الإسلام، الديمقراطية حلال أم حرام؟