فايز الخواجا
الحوار المتمدن-العدد: 7598 - 2023 / 5 / 1 - 00:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
@@ كيف تغرو الفكرة العقل ويستدخلها...
قلت في منشورات سابقة ان الدماغ للانسان مليء بالملفات المتنوعة ذات العناوين المختلفة والكثيرة جدا جدا.. من مخزونات هذه الملفات ومن خلال مركز الدماغ للعمليات الفسيو-كيميائية تترجم في العقل الذي يقوم بتنظيمها وترتيبها في مقدسات وعادات ورؤى ومواقف واتجاهات وتوجهات حول كل ما يحيط به ولديه صورة ذهنية عنه سواء اكانت مطابقة للشيء اولا... فان كان لا يملك صورة ذهنية عن شيء او امر ما يكون الانسان جاهلا فيه وان كانت الصورة الذهنية ايضا غير مطابقة للشيء في الواقع ايضا يكون الانسان جاهلا فيه..
من هذه المخزنات جانب يسمى الاتجاهات وهو لا اقصد بالتعبير هنا الاتجاهات بالمعنى الفيزيائي او بمعنى الاتجاهات الاربعة كما يخطر على الذهن بسرعة ابدا انما اقصد بها ميول وقبول الشخص في وعيه او لا وعيه لفكرة مجردة او رفضها مجرد سماعها... فان كان الوارد للدماغ من الخارج متفقا مع الاتجاهات المخزنة والتي تتمظهر في العقل وتترجم في سلوك الانسان واستجاباته او مشاعره او انفعالاته هنا تقبل الفكرة وتستحسن بغض النظر عن صحتها... ويتم استدخالها في ملف العنوان الذي يحتوي فضائها... وعادة ما تكون هذه الفكرة متقاطعة مع المألوف وتتناغم معه.. مثال: هناك مواقع والكثير من المفكرين يوجهون نقدهم للفكر الديني وللتراث الفقهي السلفي ومخرجاته..على اعتبار انه شكل ارضية لكل مآسي مجتمعاتنا في التاريخ.. وهناك شخص محترم لا يميز بين الدين والايمان ولا بين الدين وافكاره ولا بين الدين ورجال الدين !!! هل يستقبل الفكرة او يقبلها مثلا؟؟؟ طبعا غير ممكن... وعندما يقول منشور ان الغرب معادي لنا لاننا مسلمون مثلا العقل الجمعي يستقبل فكرة العداء تماما لان ارضيتها مخزنة في ملفات الدماغ حيث تتناغم معها وتتوافق..
وعندما يطرح انسان فكرة العلمانية على عقل يجتر المألوف ومخزنات ملفات الدماغ معادية للفكرة لا من خلال القراءات والمطالعات والتفكير والمحاكمات بعقل ومنطق مثلا انما لان مخزنات ملفات الدماغ جاءت من خلال تيارات الاسلام السياسي والحركات السلفية وما يسمعه من هذه التيارات والحركات طول حياته فهنا العداء للعلمانية يتم تعزيزه وترسيخه بدون فهم او دراية او معرفة...
من هنا افهم ان تاجر دين سلفي يدعي انه دكتور يبلغ عدد من يتابعه بحدود مائة الف ولقد استمعت له مع احترامي له كانسان الا انه كان يخرف ويكذب بما يتفق مع ما خزن في ملفات دماغ متابعيه...
#فايز_الخواجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟