أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في العراق















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 18:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه المرأة العراقية من أصول ايرلندية والتي جاهدت من اجل تامين الطعام والدواء لأطفال العراق بعد ان شح الاقربون عليهم أيام الحصار العالمي ضده بعد غزه الكويت ظلمت كثيرا قبل وبعد استشهادها . كانت اول ظليمة لها هي عندما اختطفتها مجموعة من الارهابين وهي ذاهبه الى عملها في صباح الثلاثاء 19 تشرين الأول 2004 , حيث كانت تعمل كرئيسة عمليات منظمة الإغاثة الدولية (كير إنترناشونال) في بغداد. اختطفوها وهم يعلمون ان الشهيدة لم تأتي على ظهر دبابة أمريكية الى العراق بعد السقوط ,انما كانت مواطنة عراقية بحكم زوجها العراقي , وانها قضت ما يقارب 28 سنة في العراق ترعى أطفال العراق المرضى والفقراء قبل وبعد التغيير. فهل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟ يبدوا ان الارهابيون في العراق لم يكونوا من قراء القران الكريم.
الظليمة الثانية ان قاتليها لم يفصحوا عن مكان قتلها ولم يعرف عن مكان جثمانها لحد الان على الرغم من المناشدات الدولية وعائلة الشهيدة والتي اوجعت قلوب الشرفاء في العالم , وخاصة زوجها الذي اصدر عدة نداءات الى الخاطفين يطالبهم بتسليم جثمانها حتى يتسنى له دفنها ويعود لزيارتها وهي في قبرها . ولكن الارهابيون لم يفقهون ان ارض العراق كانت كلها تواقة لاحتضان جثمانها , وكما قال الكاتب رحمن خضير عباس في مقاله " مارجريت حسن " , "رغم أن المجرمين قتلوك، ومثّلوا بجسدك الطاهر، وحرموك من قبر يضم رفاتك في هذه الأرض التي تمتد في عمق التاريخ ، ولكنك تنامين في قلوب جميع أطفال العراق ومنهم أطفال الشطرة الذين بكوا بمرارة على فقدانك ."
الظليمة الثالثة , ان قاتليها اصبحوا أحرارا طلقاء بفضل الفساد الذي ضرب الجهاز الأمني و القضائي . اما قصة هروب قاتليها من السجن فأنها تصلح لان تكون فليم لهوليود , وإدانة صريحة للنظام السياسي الذي سمح بان تطول محاكمة المتهمين بقتل الضحية لأكثر من خمسة أعوام ومنها اختفت اخبار المتهمين ولم نعرف شيء عنهم ! المتهم الأول الذي وجدت القوى الأمنية في بيته مقتنيات الشهيدة مارجريت حكم عليه بالسجن مدى الحياة ولكن اطلق سراحه بوثائق مزورة . المتهم الثاني والذي كان يطالب السفارة الإنكليزية بمبلغ مليون دولار ليقودهم الى مكان دفن مارجريت هرب من موقف الكرادة من بغداد بعد ان حكمت محكمة الجنايات عليه بالمؤبد ولكن محاميه طلب تميز الحكم . شخص اخر القت القوى الأمنية القبض عليه بتهمة انتمائه الى تنظيم داعش في مدينة تكريت , واخبر المحقق , علي السوداني , بانه يعرف من الذي اختطف مارجريت والى أي جماعة ينتمي وكيفية قتلها وأين قبرها , وان المحقق المسكين اعتقد انه انجز إنجازا عظيما , وان الحكومة ستقوم بالبحث عن جثمان مارجريت و القتلة , ولكن هذا الشخص الذي اعطى المعلومات هو الاخر هرب عن طريق أوراق مزورة , ولم تقوم الحكومة بالبحث عن جثة المغدورة , فيما بقى القتلة يسرحون ويمرحون .
تصور ان قاتل محكوم بالمؤبد لقتل شخصية عالمية تمثل وكالة عالمية ينقل من معتقل الى معتقل اخر ولا يعرف من الجهة التي قررت نقله و بالأخير لا يعرف كيف هرب ! وحتى لو افترضنا انه هرب بمساعدة موظفين فاسدين , اليس هناك اتفاقات دولية لتسليم المجرمين الى دولهم ؟ على كل حال شرب دم الشهيدة مارجريت مثل شربة كلاص الماء , على قول المثل العراقي. وبالمناسبة , ان هذه القضية تذكرنا بقضية مقتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي . القاتل قتل وهو في طريقه الى المحكمة على يد قصاب المدينة , وبعد إيداع القصاب بالسجن مات بعد أيام بالسكة القلبية وهكذا ضاع الخيط والعصفور .
الظليمة الرابعة , السيد نوري كامل المالكي سوف يبقى مسؤول بها امام الله , هو عدم اكتراثه باختفائها و عدم البحث عن المتهم الأول او الأخير . جسار اختفى مثل قطعة ملح و ذابت في الماء . السيد المالكي يعرف جيدا , ان صدام حسين كان اذا اصر على احضار خصم له , الامن العراقي يعمل المستحيل لإحضاره . السيد المالكي كانت له قوات امنية كثيرة وخلفه القانون , ولكن لم يعمل شيء للبحث عن المتهم الأول بالقضية. لقد اكد الضابط علي السوداني وهو رجل امني ، أنّ رجاله يعلمون أين يعثرون على المختطفين. ويكمل أنّ السلطات العراقية لم تبذل الجهود الكافية لاعتقال مرتكبي الجريمة، أو العثور على قبر القتيلة.
الان نأتي الى الظليمة الخامسة , وهي التي توجع القلب كثيرا وتخدش الوجدان. الكل يعلم ان مارجريت تركت بصمات خير على قلوب الالاف من أطفال العراق . انها هي التي أصرت على السماح للعراق استيراد الادوية لمرضاه في ظل المقاطعة الدولية , هي التي كانت تواصل نساء العراق من اجل تثقيفهن , وهي التي كانت تصر على تعليم الصغار بجانب توفير الدواء و الطعام لهم قدر الإمكان . انها كانت مثابرة في عملها مخلصة لفقراء العراق قبل وبعد التغيير . هذه الشخصية التي احبها أطفال مدينة الصدر والشطرة والدواية , يجب ان لا ينسى ذكرها في ظل تراكض السنين واعلام عراقي اعوج لم يستطع لحد الان اقناع شباب العراق ان الزمن قبل التغيير كان زمن غير جميل . ان نسيان مارجريت يعني قطع يد قدمت الخير لا طفالنا و فقرائنا . يعني قطع نخلة محملة بثمارها , ويعني قطع ثدي ام ارضع اطفالها . بعد التغيير قامت الحكومة بأطلاق أسماء شخصيات عراقية على مدارس ومستشفيات وشوارع ومدن تخليدا لذكراهم , البعض من هذه الأسماء لم تقدم للعراق خدمة اكثر من خدمات مارجريت للعراق . انا لا أطالب ان يضع اسم مارجريت على بناية مدرسية في احد ارياف العراق , اني أطالب ان يكون شارع باسمها في بغداد , الشارع الذي اختطفت منه ,واطالب ان يكون لها نصب تذكاري يليق بمقامها في ساحة مهمة من ساحات بغداد . النهابون والحرامية استحوذوا على المليارات من الدولارات بعد التغيير بدون محاسبة , اعتقد نصب للشهيدة بيد فنانين محترفين سوف لا يكلف اكثر من واردات نصف دقيقة من انتاج النفط في العراق, والاحلى ان النصب سيكون رد جميل لمراءة قضت 30 عاما من عمرها تتحدى الصعاب من اجل فقراء العراق, ومكان يذكر القتلة ان طول الأيام لا تمحي ذكرى الابرار.
وفي الأخير أقول لو كانت مارجريت حسن محسوبة على قوى سياسية داخلية لما بقيت مارجريت يوم واحد في يد مختطفيها . ولو كانت مارجريت محسوبة على جهات دولية مؤثرة لتراكض الملوك والرؤساء لإنقاذ حياتها . ولكن في الغابة لا مجال للضعفاء , وفي قضية مارجريت فانهم قتلوها لأنها كانت صديقة الفقراء والضعاف .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في الع ...
- خطوات للاعتذار من الزعلان
- من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف
- من هم - اهل القضية-؟
- هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟
- لماذا تعويم الجنيه المصري وليس الدينار العراقي ؟
- بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!
- العراق.. عشرون عاما على التغيير
- انعكاسات التقارب الايراني - السعودي على دول المنطقة
- للكافين منافع ايضا !
- عام على العملية الخاصة في اكرانيا
- نصيحة من مواطن لا يشرب الخمر الى الحكومة العراقية
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد
- من المسؤول عن التغيرات المناخية ؟
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى -جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى- جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الثانية


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ: الشهيدة مارجريت حسن ظلمت اكثر من مرة في العراق