أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - قلوب سوداء في مكة البيضاء















المزيد.....

قلوب سوداء في مكة البيضاء


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-
نجحت جهود المملكة العربية السعودية في الأيام البيضاء من آخر شهر رمضان، وفي المدينة البيضاء مكة المكرمة، من أن تجمع القلوب السوداء العربية العراقية من أهل السُنَّة والشيعة على التوافق ونبذ الاقتتال المذهبي. ولقد وضعت السعودية اصبعها على الجرح الحقيقي في جنوب العراق ووسطه حين دعت إلى هذا المؤتمر علماء الدين ومشايخه دون السياسيين في هذا الجزء من العراق لاعتقادها ولعلمها أن الاقتتال في هذا الجزء من العراق مذهبي وليس سياسياً. ولذلك قال البندان السابع والثامن من "وثيقة مكة" بأن العلماء – أي مشايخ الدين من العرب العراقيين سُنَّة وشيعة، وهم أساس البلاء – يذكرون الحكومة العراقية بواجبها في بسط الأمن، ويؤيدون جميع المبادرات الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في العراق. وقالت الوثيقة في نهايتها:

"إن العلماء الموقعين على هذه الوثيقة، يدعون علماء الاسلام في العراق وخارجه إلى تأييد ما تضمنه البيان والالتزام به، وحث مسلمي العراق على ذلك."

وبهذا انتفى دور السياسيين من وسط العراق وجنوبه واصبح الدور الرئيس الآن للمشائخ من الجانبين، فأين سياسيو العراق من هذه الوثيقة وما هو دورهم، أم أنه اتضح بأنهم قوم مفلسون سارقون، ناهبون انتهازيون، وأصحاب مصالح ولا دور لهم في حاضر ومستقبل العراق.

لأول مرة يعترف العرب العراقيون من السُنَّة والشيعة بأن بينهم حرباً أهلية واقتتالاً طائفياً ويجب أن يتوقف صيانة لأرواح الأبرياء من الطائفتين المنكوبتين. وحيث أن هذا الاقتتال الطائفي الذي كان مدفوناً في الصدور لسنوات طويلة خلت ولم يظهر على السطح ولم ينزل من الصدر إلى أرض الواقع الا بعد أن توفت الحرية والديمقراطية في العراق واصبح كل عراقي حراً ولسانه مطلق في أن يقول ما يشاء ويده ممدودة لأن يفعل ما يشاء، رغم ما اعترى ذلك من سوء لاستعمال الحرية والديمقراطية السائدة الآن في العراق. فهكذا نحن العرب نسيء استعمال كل شي، يفد علينا من الغرب أو نتعلمه من الغرب، ولا نحسن استعماله، ولا نأخذ جانبه الايجابي ونترك جانبه السلبي.

-2-



اعتراف زعماء السُنَّة والشيعة من العرب العراقيين ولا نقول كل كل العراقيين لأن الكُرد لا علاقة لهم لا بهذا المؤتمر ولا بزعماء هذا المؤتمر المذهبيين المقتتلين. فقد لجأ الكُرد إلى العقلانية السياسية الواقعية، وكانوا هم المستفيدون الوحيدون من سقوط نظام صدام حسين، بما اتبعوه من حكمة، ودراية، ورشد، وتضميد للجراح، وكظمٍ للغيظ، وضبط للنفس.

فلا حربَ أهلية اشتركوا فيها، ولا ثأراً أخذوا به، ولا ناراً اشعلوها في مساجد السُنَّة ثأراً من أنفالهم الوحشية، ولا فوضى في العراق نشروها لمكاسب سياسية يريدونها، ولا انتخابات قاطعوها ليعيقوا مسيرة الحرية والديمقراطية، ولا ميليشيات سرّحوها في شوارع بغداد لقطع الطريق، ونهب المال، واختطاف النساء، وقتل الطلبة ولأطباء والمهندسين والديبلوماسيين، ولا أصوات فارغة أطلقوها في الفضاء تلعلع بلا معنى، وبلا وعي، وبلا تفكير، تطالب فوراً بانسحاب القوات الأجنبية من العراق.

فكانوا هم العراق الجديد الحقيقي.

وكانوا هم العراق الذي كان يريد العالم، أن يراه يوماً آمناً، مستقراً، بنّاءً، مزدهراً، متآلفاً، ديمقراطياً، حراً، بعد اندحار الديكتاتورية.

فما أشبه كُردستان اليوم بيابان الأمس، وكوريا الجنوبية الأمس، والمانيا الأمس التي لم يضيرها الاحتلال الأمريكي، ولم يعيقها عن البناء، والنمو، والازدهار، وبناء المجتمع الحر الديمقراطي.



-3-



وثيقة مكة المكرمة التي وقعها أشياخ المذهبين العربيين العراقيين المتقاتلين من السُنَّة والشيعة، نأمل أن لا تكون حبراً على الورق. ونرجو أن يكوه هؤلاء الأشياخ قد جاءوا إلى مكة المكرمة البيضاء بقلوب بيضاء كوجه مكة المكرمة، وليس بقلوب سوداء كسواد السيارات والجثث المُتفحّمة في شوارع بغداد والبصرة وغيرهما. ونأمل أن لا يكون رفض السيد السيستاني الحضور للتوقيع على وثيقة مكة، وكان عليه أن يكون على رأس قائمة الموقعين، أو أن يرسل مندوباً عنه – وذلك أضعف الإيمان – هو نتيجة لعدم ثقة السيد السيستاني بجدية هذه الوثيقة وبصدقية الموقعين عليها ممن حضروا. كذلك فعل الشاب الهمام، ورامي السهام، وعدو الغرام مقتدى الصدر، ما فعله شيخه الأكبر السيد السيستاني.

فما بال أشياخ المذهب الشيعي "الكبار"، لا يأتون إلى مكة المكرمة، ويجلسون للمصالحة في هذه الأيام المباركة وفي هذه البقعة المقدسة؟



-4-



نأمل أن لا يكون مصير "وثيقة مكة" كمصير قرارات الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني الذي عقد في القاهرة في نهاية 2005. وأن لا يلحس الأشياخ العرب العراقيون كلامهم وتعهداتهم وتواقيعهم كما لحس السياسيون العراقيون كل ذلك في ذلك المؤتمر في القاهرة، وعاد العنف في العراق أكثر شراسة مما كان عليه قبل ذلك.

فأين شعارات الوفاق والتعايش والمصالحة، وذاك الكلام الحلو والطري والناعم الذي سمعناه منهم في نهاية 2005 ، عندما اجتمعوا في القاهرة، والذي أصبح في خبر كان؟

وأين تلك الادانة الواضحة للارهاب في العراق، والتفريق بين الارهاب والمقاومة الذي أقره ذاك الاجتماع؟

وأين ذلك الاحترام الذي أقره الاجتماع في مادته الثامنة، لجميع آراء أطياف الشعب العراقي في وجود القوات الأجنبية إلى حين على أراضيه، حماية له من أعداء الداخل والخارج المتربصين به. وإلى الدعوة إلى عدم إعاقة العملية السياسية.

كل هذه الشعارات، وكل خُطب التآلف والوفاق، وكل قُبلات اللحى وتقبيل الذقون ذهبت ادراج الريح في مؤتمر القاهرة. وأصبحت الوثائق التي تمَّ التوقيع عليها في ذلك المؤتمر حبراً على ورق. وبقي ما في القلوب السوداء راكداً فيها، لا يُحرّكه صدق المواطنة، ولا خشية العقاب الإلهي، ولا صحوة الضمير، ولا الرأفة فيمن سال دمه ظلماً وبهتاناً. وتحوّل العراق بعد ذلك إلى مجزرة يومية دائمة، وإلى مسلخ كبير للآدميين، يُمرِّغ جباه كل العرب من سُنَّة وشيعة في تراب الأرض، عاراً وخزياً من هذه الوحشية، ويتفنن الإعلام العربي، وتتلذذ الفضائيات العربية في عرض ذبائح هذا المسلخ الآدمي كل يوم، وكل ساعة، وعلى مدار الساعة.



-5-

اليوم وبعد أن وقع الأشياخ العرب العراقيون من سُنَّة وشيعة "وثيقة مكة" أمام الله، وأمام الكعبة، وعلى مرأى من كل مسلمي الأرض على وقف الاقتتال المذهبي، وجرِّ العراق إلى أتون حرب أهلية، فهل سيلتزمون بذلك، ويثبتوا للشعب العراقي وللعرب وللمسلمين وللعالم، بأنهم هم الأقدر على ضبط الأمن، واشاعة الاستقرار في العراق؟

هل يُثبت هؤلاء الأشياخ من سُنَّة وشيعة بأن الوازع الديني الإسلامي في حقن دماء العراقيين، ومخافة الله في نفوس بريئة، تُقتل كل يوم، هو أقوى بكثير من المكاسب السياسية الآنية، وأجدى من الكراسي السياسية، وعلو صوت سياسي على صوت سياسي آخر.



-6-



ثم ماذا يريد السُنَّة والشيعة من هذا الاقتتال المذهبي المرير والمجنون؟

هل تريد كل طائفة أن تفني وتنتصر على الأخرى في الوطن الواحد، والدين الواحد، والقومية الواحدة، والمصير الواحد؟

لن يكون النصر لأية طائفة من هاتين الطائفتين.

هل تريد طائفة أن تحكم طائفة أخرى، كما كان حال السُنَّة في عهد صدام حسين؟

لن يتم ذلك لا للشيعة ولا للسُنَّة، لأن الزمن تغير، والمعادلات السياسية تغيرت، والمرحلة التي يمر بها العراق تغيرت، والأوصياء على العراق تغيروا كذلك، وموازين القوى في المنطقة تغيرت.

هل تريد طائفة من هاتين الطائفتين أن يكون لها السبق في اخراج القوات المحتلة للعراق؟

لا أظن ذلك، فقتل أكثر من نصف مليون من العراقيين المدنيين الأبرياء من السُنَّة والشيعة من قبل المليشيات السُنيّة والشيعية منذ عام 2003 إلى الآن ، لا يُخرج القوات المحتلة من العراق. وتدمير البُنية التحتية العراقية لا يُخرج القوات المحتلة من العراق، ونسف أنابيب البترول وتدمير الاقتصاد العراقي لا يُخرج المحتلين من العراق.

ثم لماذا لا يجرى استقاء شعبي على انسحاب القوات الأجنبية من العراق؟

فئة قليلة من الشعب العراق، ومن السُنَّة والشيعة العرب فقط، هم الذين ينادون بانسحاب القوات الأجنبية. لأن باقي الشعب العراقي من الراشدين والعقلاء يعلمون بأن انسحاب القوات الأجنبية من العراق الآن هو النهاية الحتمية للعراق، الذي اقسم صدام حسين قبل خلعه والاطاحة به، بأنه لن يترك العراق إلا وهو بلد بلا شعب.

فلماذا كل هذا الاقتتال من أجل ذلك؟

-7-



لقد استطاع مؤتمر الطائف عام 1989 أن يُضمِّد الجراح الغائرة اللبنانية، ويُضع حداً للحرب الأهلية اللبنانية، بعد أن استُنزف وأُهلِك اللبنانيون من الحرب وويلاتها، ويُمهّد لبناء لبنان، فهل يستطيع مؤتمر مكة المكرمة ووثيقتها في 2006 أن يضع نهاية للحرب الأهلية العراقية، ويُمهّد لبناء العراق الجديد، أم أن العراقيين العرب من السُنّة والشيعة لم يُنهكوا بعد، ولم يُستنزفوا، ولم يجوعوا، ولم ينزفوا دماً بما فيه الكفاية، وما زال فيهم رمقٌ لمواصلة هذه الحرب المسعورة والمجنونة؟

هل يحتاج جنوب العراق ووسطه إلى خمسة عشر عاماً أخرى من الحرب الأهلية المريرة، كما حدث في لبنان لكي يستعيد وعيه وعقله ورشده؟

أم أن جنوب العراق ووسطه أكثر احتمالاً وأكثر شراسة وأكثر حباً لسفك الدماء من الشعب اللبناني الرقيق والرهيف والأسيف، الذي حارب الأهل أهلهم بالنيابة عن فرقاء عرب، وقتل الأبناء آباءهم واخوانهم وأمهاتهم بالسيوف العربية؟

لم تترك الحرب الأهلية للبناية غير الخراب والمار ولم ينتصر فريق عللى آخر، فخرج اللبنانيون جميعهم لا غالب ولا مغلوب على طريقتهم في كل حياتهم، فهل يتعظ العراقيون مما اصاب اللبنانيون، أما أن الفرقاء الذين يريدون أن يصفوا حساباتهم مع بعضهم على ارض العراق كما صفوها سابقاً على أرض لبنان اقوى من فرقاء السبعينات والثمانينات، وخاصة أن أحدهم قوة عالمية عظمى، والاخر قوة اقليمية عظمى؟

العراق بحاجة اليوم إلى زعماء يخشون ربهم، ويتقون الله في وطنهم، وشعبهم، ومستقبل أبنائهم.

السلام عليكم، وكل عام وانتم بخير.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العولمة رغيفنا من الدقيق الأمريكي الفاخر؟
- هؤلاء هم عقلاء العراق
- فقهاء السلطان يستعدون للثأر من حسن حنفي
- هل تصبح رجاء بن سلامة شهيدة الحق الليبرالي؟
- هل ستتكرر محنة -أبو زيد- مع حسن حنفي ؟
- مسؤولية الأزمة الفلسطينية
- جمال البنا .. لا تعتذر عمّا كتبت!
- المثقفون الأردنيون يستيقظون
- جدل الدولة الفلسطينية المستحيلة
- الدولة الفلسطينية المستحيلة
- جمال البنا حلقة جديدة في سلسلة المرتدين
- هل قرأ ابن لادن شعراء الحداثة قبل الكارثة؟
- العقل العربي في الذكرى الخامسة للكارثة
- نجيب محفوظ عاش ومات في الجاهلية!
- أمريكا الهبلة!
- جمهور الكاتب الليبرالي
- متى ينتهي -زواج المتعة- بين حزب الله وإيران؟
- فوائد وأضرار معاهدة السلام اللبنانية – الإسرائيلية
- هل سيصبح لبنان -الجمهورية الإسلامية اللبنانية-؟
- هل خلاص لبنان في معاهدة سلام دائمة؟


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - قلوب سوداء في مكة البيضاء