|
تجربتي في إسطنبول.
فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)
الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 00:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حين تعيش الماضي والحاضر في المدينة الواحدة بل في الشارع الواحد، حين يمتزج ويلتقي الشرق مع الغرب،حين تنشطر تلك المدينة إلى شطرين هذا في آسيا وذاك في أوروبا..ستقول هذا غير ممكن إلا في إسطنبول…. أقول، نعم، تلك إسطنبول…. أسبوعان قضيتها وعائلتي في إسطنبول ابحث عن هوية المدينة ابحث في شوارعها وازقتها الضيقة ،وماذا استطيع أن اتعلم منها،ماذا ساحمل من ذكريات من تلك المدينة العميقة في التاريخ..قصدت أن أقيم في منطقة شعبية من أحياء إسطنبول وقصدت أن أخذ الباصات في تنقلنا حتى أدخل أكثر في حياة السكان المحليين والأهم أن نتعلم أنا وعائلتي الحياة الحقيقية في مدينة مثل إسطنبول وحتى تبقى تلك التجربة والذكريات في أذهاننا ...كانت تجربة رائعة حقا ،احببنا جميعا إسطنبول وتجربة اسطنبول،انا تعلمت منها الكثير فالسفر يفتح لنا آفاقا وابوابا للمعرفة ويفتح لنا صفحات جديدة في حياتنا ،نسمع ونشاهد ونعايش ثقافات الغير ونحن نعيش على سطح هذه الأرض الطيبة،ونتنفس نفس الهواء رغم المسافات الشاسعة التي تفرقنا ،نتعلم كيف يفكرون ولماذا وكيف،والاهم نحاول أن نفهم ماذا في جعبتهم وماذا نستطيع أن نستفيد من تلك التجربة ونحن نعيش في وسطهم ونشاركهم ساعات اليوم…. ** صادف أن تكون سفرتي في بداية شهر رمضان ،لكن الحياة في إسطنبول طبيعية وعادية جدا ،لا تشعر أن هناك شهر صوم ،فالذي يريد أن يصوم فاليصوم والذي لا يريد ،لا أحد يهتم فمعظم الأتراك على العموم لا يصومون ،واللطيف أن من يصوم يمارس حياته بشكل طبيعي جدا ولا تعرف أنه صائم إلا الدخول بالحديث معه… ** الأكل والشرب عادي جدا في شهر رمضان ،جميع المحلات والمطاعم تفتح أبوابها صباحا.. تتناول وجبة غداء في المطعم أو قهوة مع بعض الحلويات ،لا أحد يزعجك ولا احد يهتم.وجدت معظمهم لا يصومون وحتى الصائم منهم لا يزعجه ابدا منظر المفطرين أمامه،فقد تعود على هذا النظام منذ صغره…. ** " نحن لسنا منافقين كالعرب " قالها لي أحد العمال في أحد محلات لبيع الحلويات ،والشاب حقيقية كان صائما…يزيد ويقول " يأتي الزبائن العرب هنا ويقولون إن معظم المحلات عندهم تغلق ويمنع الأكل والشرب ،بل الكثير منهم هم من يتصلون بالشرطة عند رؤيتهم للمخالفين…..هذه طبيعة غير حميدة،نحن هنا لا نفعل هذا ،فقط المنافقين يفعلون هذا، العرب منافقين حتى في صومهم "...هذا كان رأيه وهذا كان قوله….. ** وجدت أن بعض الجوامع لها نشرات ضوئية كبيرة في الخارج تزينها بمناسبة شهر رمضان ولكن الغريب أن اسم الله الذي كان من المفروض أن يزيين تلك الاضواء والذي يدعو الإسلام الى عدم الاشراك به، لم يكن حاضرا بل محمد !!!!! ** الاتراك لا يحبون العرب وهم يقولون عنهم أنهم خونة ومنافقين، هذه حقيقة لامستها وسمعتها من الأشخاص الذين تحدثت معهم، سواء من اتراك أو شباب سوريين يعملون في إسطنبول ،ولكن القائمة طويلة ولا تتوقف عند العرب فحسب. ،فهم أيضاً لا يحبون الأكراد الذين يحاولون الإستقلال ،حالهم حال أكراد العراق ،وكذلك لا يحبون الأرمن ولا اليونانيين ولا حتى الأوروبيين الغربيين ،اما الامريكان !!!!!!!!! ولكنهم في نفس الوقت يعملون بجد وبجهد مميز لجلب أكبر عدد من السياح إلى بلادهم وتقديم الأفضل بغض النظر عن القومية والديانة….وهذا لاحظته جيداً في إسطنبول…. ** الاتراك عنصريين في طبعهم وحتى في لغتهم فهم عنصريين،لاحظت فيهم حبهم لبلادهم حتى اكرادهم ، وطنهم خط احمر عندهم،العلم التركي حاضر في أغلب الأماكن السياحية والتجارية وحتى السكنية ،وهذا رائع جدا فحب الوطن يجعلنا نعمل بجد وبإخلاص من أجله… نحن في العراق، الأمور تختلف ، لا غيرة ظلت عندنا على عراقنا الجريح،فقد انهكت الأحداث في عراقنا في العقود الأخيرة طاقات الشعب، وشتت أفكاره، وفوق كل هذا ،ان الذي يقود العراق اليوم ،مستعد أن يبيع العراق وشباب العراق ومياه العراق وخيرات العراق من أجل أن يكون مطيعا مذلولا لأصحاب العمائم والذين هم أنفسهم عالة على البشرية …فكيف نرى الخير ومتى وكيف يزدهر وطننا ؟؟؟؟ ** يتلقون تعليما أنهم كانوا أسيادا علينا،حكمونا لقرون عديدة بالعدل …لا أعرف ماذا يقصدون بالعدل ،واي عدل هو عدلهم ؟ لا اعرف اي تاريخ يدرسون في مدراسهم ؟ اهو نفس التاريخ الذي عندنا ام يكتبون تاريخهم حسب أهوائهم ؟ يتناسون أن تاريخ الإمبراطورية العثمانية تقطر دما ،يتناسون أن في التاريخ العثماني مجازر لم تسطر مثلها في التاريخ..يتناسون أنهم كانوا ينهبون ويسرقون ويهلكون البلاد والعباد وأولها الإسلامية منها…خذ مثلاً ،مجزرة التل في حلب ،مجزرة القاهرة ،مجزرة القسطنطينية التي تم فيها شنق البطريرك القسطنطيني ،مجزرة جزيرة خيوس، ،مجزرة جدة ، مذابح سيفو المشهورة ، الإبادة الجماعية اليونانية أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها، تواطؤهم مع الأكراد في قتل وتشريد وتهجير مسيحيي شمال العراق ،حروبهم ومذابحهم ضد المماليك والعلويين والدولة الصفوية والشيعة في العراق ،اما مذابح الأرمن فكان ضحيتها أكثر من 1.5 مليون…فعن أي عدل هم يتكلمون ، واقول لكل مسلم لازال يدافع عن تلك الإمبراطورية الخائبة …لا كربلاء ولا حتى المدينة المنورة لم تسلما من دموية وهمجية العثمانيين..هذا هو تاريخ العثمانيين الدموي الهمجي الذي لا زال يفتخر به بعضهم….وفوق كل هذا يقدمون في مسلسلاتهم كم كانوا أناس عدل تحت راية الإسلام !!!!!!! اختم واقول ..كانت تجربة اسطنبول تجربة رائعة ،اتمناها للجميع…رمضان مبارك.
تحياتي. نعم للتنوير…لا للتخدير.
#فارس_الكيخوه (هاشتاغ)
Fares_Al_Kehwa#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجامع الكبير ام الكنيسة الكبيرة ؟
-
ماذا لو ادعيت أنا...... النبوة؟
-
زلزال من الله !
-
وعودة أخرى مع أقوال الدكتور علي الوردي....
-
من أقوال الدكتور علي الوردي.
-
النص ( المقدس) إبن بيئته...
-
ووقفات سريعة في قصة إبراهيم القرآنية..
-
وقفات سريعة في قصة إبراهيم التوراتية.
-
ما الغاية الحقيقية لقصة النبي يونان ( يونس) ؟
-
الله العليم أم الله.......الغشيم ؟
-
اؤمن بما شئت ولكن!!!!!
-
بلى ولكن!
-
ماذا تعرف عن الإسلام؟ What do you know about Isalm
-
-هَبِي نَفْسَكِ لِي -..
-
يا سلمة, هب لي المرأة ....
-
ماذا كانت تنتظر العرب حتى تأتي وتدخل في دين الله أفواجاً ؟
-
هل الأديان استخفاف بالعقل البشري ؟؟؟؟
-
الآلهة لا تخلق البشر...بل البشر هم الذين يخلقون الآلهة...
-
الأديان ألقت بيننا احقادا،واورثتنا افانين العداوات،...المعري
-
نحن أحسن ناس نكذب،وكتابنا كذب في كذب...سيد القمني
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|