أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - الراوي: وحكايته في النمسا














المزيد.....

الراوي: وحكايته في النمسا


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7596 - 2023 / 4 / 29 - 00:14
المحور: سيرة ذاتية
    


ربما يكون رئيس المهندسين (عمر محمد نور الراوي) في طليعة العراقيين المغتربين الذين تبوءوا أعلى المناصب البرلمانية الرفيعة في أوربا، لكن الثابت لدينا أنه، وعلى الرغم من اكتسابه عضوية المجلس البلدي في العاصمة النمساوية (ڤيينا)، واكتسابه لعضوية برلمان ولاية (ڤيينا)، وعلاقاته السياسية الواسعة مع الملوك والرؤساء العرب والأجانب، وعلاقاته المهنية مع كبريات الشركات العالمية. إلاّ أنه ظل متمسكاً بمروءته العربية وشهامته العراقية، وانفرد بتواضعه وبساطته، فالرجل يسكن في شقة، في حي شعبي قديم. يتنقل بدراجته الهوائية بين البيت ومقر البرلمان، والمصدر الوحيد لعائلته هو راتبه الشهري كبرلماني وعضو مجلس بلدي. .
الراوي: هو أول سياسي من أصل عربي يتألق في لجان التخطيط العمراني والحضري، ويعمل في لجان الخدمات السكنية لأجمل مدينة في كوكب الأرض، وأول عراقي يترأس لجنة النزاهة البرلمانية في النمسا. وأول عراقي يسهم في صياغة القوانين العمالية الإنسانية، التي تضمن التوازن الوظيفي بين العمال الوافدين والمواطنين الأصليين، وتقضي على التنافس السلبي، وأول من فكر بتأسيس منبر الحوار المسيحي الإسلامي. .
لا حدود لطموحاته، ولا قيود لتطلعاته المستقبلية نحو تجميل المدينة التي يسكنها (ڤيينا)، أو المدينة التي نشأ وترعرع فيها (البصرة). لم يتجاهل هويته العربية، لأنها البوصلة التي اهتدى بها في ترصين روابط الألفة والمحبة مع الشعوب والقوميات والديانات الأخرى. .
تصدى بحكمته لموجة العداء المناوئة للإسلام، تلك الموجة التي تفاقمت حدتها في أوربا بتصاعد كفة اليمين المتطرف، فحالفه الحظ في إقناع رئيس وزراء النمسا ورئيس جمهوريتها بتوجيه دعوة رمضانية لتناول طعام الإفطار على مائدة القصر الجمهوري، تضم وجهاء الجالية الإسلامية في عاصمة الأناقة والجمال. ثم أصبحت فكرة الدعوة قائمة كتقليد رسمي منذ سنوات لتعضيد أواصر الثقة بين السلطة الحاكمة وبين المسلمين المغتربين، ولتعزيز دورهم الايجابي في المجتمع النمساوي. ثم حذت بعض الحكومات الأوربية الأخرى حذو النمسا، حتى صارت دعوة الإفطار من الثوابت البروتوكولية في رمضان. .
الراوي من مواليد بغداد 1961. أمضى طفولته وسنوات شبابه في البصرة، وعلى وجه التحديد في أحياء مدينة (المعقل) قرب نادي الميناء الرياضي.
والده هو الراحل (محمد نور بن محمد بن سعيد بن عبد الغني بن محمد الشافعي الراوي). من مواليد بغداد 1925. يرجع نسبه للأمام الحسين بن علي عليهما السلام، وهو نجل العلامة الجليل محمد سعيد. صاحب المؤلفات الرصينة في الفقه والقضاء، والذي نفته سلطات الاحتلال البريطانية إلى الهند لأربع سنوات بسبب دوره في المقاومة المسلحة ضد ثكناتها الحربية. أما الجد الأكبر فهو السيد عبد الغني، كليدار (سادن) الحضرة الكاظمية ببغداد. .
عمل والده مديراً للنقليات في الموانئ العراقية، وأصبح فيما بعد مديراً لقسم التدقيق في الموانئ. أما والدته فهي الدكتورة الراحلة (هارتا موهلبرجر) نمساوية الأصل. درست الطب في جامعه ڤيينا. تزوجت (أبو عمر) عام 1955. كانت تعمل طبيبة في مستشفى الموانئ بالبصرة. سيدة فاضلة، لها من الأيادي البيضاء على المعقل وأهلها ما لا يمكن اختزاله ببضعة كلمات. لم تكن تتقاضى أي أجور على خدماتها الطبية. كان بيتها هو مكتبتها وعيادتها وملاذها الآمن. لكنها تعرضت للتعسف والاضطهاد على يد السلطات الجائرة، فنقلوها إلى العمارة، وأحالوا زوجها إلى التقاعد مع مجموعة من موظفي الموانئ، بسبب رفضهم الانتماء للحزب. ما اضطره إلى ممارسة مهنة المحاماة للدفاع عن الفلاحين في قاطع (القرنة)، وكان له الفضل في تثبيت ملكية أراضيهم الزراعية المُتنازع عليها. لكنه سرعان ما تعرض للاعتقال على يد عناصر أمن البصرة، فأودعوه في زنزانة انفرادية تابعة لمركز شرطة محطة قطار البصرة بسبب قرار الحكم الغيابي بالإعدام، الذي أصدرته السلطة ضد شقيقه (اللواء الركن عبد الغني الراوي). ثم أصدرت الحكومة قرارها التعسفي اللاحق بنقله إلى سجن (الناصرية)، ثم إلى سجن (بعقوبة) من دون أن توجه له أي تهمة صريحة. في الوقت الذي كانت فيه زوجته الدكتورة (هارتا) حائرة في تحديد مصيرها ومصير أطفالها. مشتتة الأفكار بين إقامتها المفروضة عليها مع أبنائها في العمارة، وبين زوجها الذي لا تعرف عنه شيئاً. ولم تخرج من هذه المحنة إلا في عام 1974 عندما سمحوا لها بالانتقال إلى بغداد، فعملت في دائرة (صحة الطلاب)، ثم أصبحت مديرة لمركز رعاية الأمومة والطفولة في الشالچيه. .
ارتبطت عائلة الراوي في البصرة بصداقات وثيقة حتى يومنا هذا، وتشبعت ذاكرته الوطنية بأبهى صور المدينة الزاهرة دائما بكرم أهلها، والمزدانة بطيبتهم ومروءتهم. ذكر لي في إحدى رسائله المشبعة بالحنين إلى البصرة: أنه يتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه مدينته هي العاصمة التجارية والمينائية للعراق، ويمني نفسه باليوم الذي تأخذ فيه موانئ البصرة مكانتها الدولية، وأن يكون مطارها هو النقطة المحورية التي ترتبط بها خطوط الطيران عبر القارات، ويأمل أن تتحول البصرة إلى مركز ثقافي كبير ينهض بدورها التاريخي باعتبارها من أقدم المدن العربية، التي أضاءت قناديل العلوم والفنون والآداب. ويأمل أن تكون البصرة ملاذاً إنسانياً للتعددية الإثنية. تستقبل الناس من كل حدب وصوب، من دون فوارق، ومن دون عوائق. فالبصرة أم العراق، وأم المرافئ، وخزانة العرب، ومنارة العلم، وذات الوشامين، وعين الدنيا، وبندقية الشرق. وجسر العالم القديم. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتقاعدون: مصابيح أطفئتها الدولة
- ديمقراطية الرئيس الأوحد
- لن تعود السودان إلى سابق عهدها
- الاجلاء عبر البحر الاحمر
- انتصارات أبواق التشهير
- معاييرنا المقلوبة في التعامل مع الخريجين
- عرّابو المافيات العربية
- من يهتم بسلامة السودانيين بعد الآن ؟
- أبطال السيرك السياسي بلا منازع
- العرب وحروبهم الانتحارية
- هل فسدت نفوس الناس ؟
- سلوكيات متناقضة بين الرافدين
- موظف بدرجة مُغتصب
- عيد أسود في السودان
- يوم الفتك العظيم
- أوجاعنا بعد سن التقاعد
- سياسيون بلا مروءة
- كواكب مبعثرة فوق سطح الأرض
- ثغرات رخوة استغلتها المخابرات
- وأحذر من صديقك ألف مرة


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - الراوي: وحكايته في النمسا