أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - الكعبةُ الملوَّنَة















المزيد.....

الكعبةُ الملوَّنَة


ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 21:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان كسوة الكعبة تعتبر من مظاهر احترام العرب لها عموما من قبل الاسلام ، المسلمين لها خصوصا .
وهذا بمناسبة قرب موسم الحج ثم تغيير كسوة الكعبة ، وكل عام والجميع بخير .

الجدير بالذكر ان كثيرا من الناس حول العالم قد يعتقدون ان لون كسوة الكعبة السوداء المطرزة بخيوط ذهبية هو نفس شكل الكسوة منذ انشاء الكعبة حتى الان . لكن هذا غير صحيح .
فقد تغيركل من لون ونوع نسيج كسوة الكعبة كثيرا عبر العصور .
وبناء على ما ذكره ا.د / ( ناصر علي الحارثي ) استاذ الاثار والفنون الإسلامية بجامعة ام القرى في كتابه : " كسوة الكعبة المشرفة " . و الدكتور / ( فواز بن علي الدهاس ) مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة ، وما ذكره كبير سدنة* الحرم المكي دكتور / ( صالح بن زين العابدين الشيبي )** . من تاريخ كسوة الكعبة
فقبل الاسلام كانت تُكسى باقمشة من اللون البني والابيض . وتغير لونها اكثر من مرة عبر العصور .
واول من كساها كأوثق قصة فيهم هو : ( تُبَّع أبي كرب أسعد ) ملك حِمْيَر القرن الرابع الميلادي _ فاليمن كانت تحترم الكعبة .
واضيف للتوضيح هنا :
ان هذا سبب في ان الشعوب القديمة تحترم اديان بعضها البعض . وليس ان المقه السبئي إله قمري _ القاف تخفف الى كاف وتغلظ الكاف الى قاف _ هذا خطأ الاعتقاد وقع فيه المستشرقون لربطه بإله القمر . فلا يوجد نص مسندي وا في الاثار يقول ان المقة كان إلهاً قمريا ، وايضا لان المقه يرمز للثور والخصوبة ، وهي رموز شمسية زراعية .
ان ( ايل*** مكة ) اخذ دلالة اللفظ فقط بمعنى إله البيت و تحولت دلالة مقة_مكة السبأية الى معنى المحبة والدليل في حديث البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم :
‏"‏ المِقَة من الله ، والصيت من السماء " . وفسرها جمبع المحققين بمعنى المحبة .
وايضا ذكرها ( المتنبي ) في بيت من شعره :
" هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ . قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ " .
وهو ما يعزز فكرة ان الكعبة من اسمها الاول هي وتحول اسم المدينة من قريش الى ( مكة ) كان تعميما لفظيا على رمز نقطة التقاء المقدس السماوي بتحقق وجوده على الأرض محبة في الإنسان للعطاء . والبيتوتة والاستقرار تعني مجازبا اللجوء وهو ما يصنع المحبة . كان السائل يتعلق باستار الكعبة راجيا الله ، ولازال الحجاج والمعتمرين والطواف يفعلون ذلك حرفيا ويسمبون العَبَرات على استار الكعبة .

وتحقق هذا في دراسة على كسوة الكعبة .
فوجدت كما هو مذكور بالمصادر : ان الكسوة بطريقة منسوجات ( الوصايل ) اليمانية ، وهي وصل أقمشة من شرائط حمراء وبيضاء معا كما هو موضح في الصور .
وهو اللون الذي كسى النبي بها الكعبة نسيج من ابيض واحمر .
حتى عهد الخليفة ( عمر ابن الخطاب ) بعد غزو مصر كَسِيَت الكعبة بالنسيج القباطي ذو اللون الابيض من مصر . فأصبحت الكعبة تُكسى بالابيض .

ويجب ان اشير هنا لتوضيح هام : ان الجدير بالذكر ان المنسوجات و الملابس البيضاء التي تميز بها المصريون تسمى لونا ومناسبة طقسية باللغة المصرية القديمة ب ( حچ ) مع نطقها بالچيم التي تسمى بالمعطشة والتي احدى رموزها الصوتية ( وادچت ) افعى الكوبرى . وتعني كلمة حچ بالمصرية هي طقس الحج الى ابيدوس قبر ( اوزيريس ) وكما قيل : " من حج ولم يزرني فقد جفاني " . وايضا هو يفسر لماذا يرمز المسلمون المصريون دائما ما في حجهم وعمرتهم يهتنون بعضهم في المقام الاول انهم ذاهبون لزيارة الحبيب النبي اكثر من اهتمامهم بزيارة بيت الله الحرام . لتجذُّر فكرة الحج الاولى وارتباطها بقبر اوزير .
وهذا يفسر لنا ايضا ما سر التركيز على اللون الاخضر في المسجد النبوي وسياج القبر الشريف والروضة والقبة الخضراء _. لان الاخضر هو لون الرسمي لاوزير الاخضر _ رمزية (الخضر ) الذي يحمل الاسرار والعلوم وعلم موسى في مصر _ ولونه الاخضر موثق في شكله وهو قاضي في محكمة الموتى في العديد من مقابر الملوك المصريين . وفي العصر الحديث اتخذت اغنية : " يارايحين للنبي الغالي .. هنيالكم وعقبى لي " ذكر الاحتفاء بزيارة النبي قبل الاحتفاء بطقوس الحج الاساسية التي صدحت بها ( ليلى مراد ) : " منى وعرفات " .
وظلت مصر ترسل الكسوة في قافلة مهيبة تخرج سنويا من مصر اسمها ((( المَحمَل ))) محملين بالكسوة وبكل خيرات مصر لتهديها معونة ومستعدة في التكية المصرية في مكة المكرمة خدمة لاهل مكة وللحجاج _ لازال مبنى التكية موجود في مكة حتى الان _ وكانت اقمشة الكسوة من اجود الاقمشة التي يمكن نسجها . مع شعور المسلمين بالتبرك بقدسيتها . فيذكرني هذا باغتية للفنان الراحل ( احمد منيب ) ام العيال العشرية :
" يا عم يا بتاع المخمل . اديني نوع توب المحمل .
عشان حبيبتي تتجمل . ابيض بلون الصباحية .
ابيض يا قلب العشرية " .

ولما كانت من العادة تغيير الكسوة كل سنة بعد احرام الكعبة في موسم الحج . فالكسوة القديمة تقص وتوزع على الناس حسب مكانتهم الاجتماعية ووساطتهم . فالقطع المطرزة الذهبية توزع على الملوك والأمراء والارستقراطيين ، اما باقي الكسوة توزع على الاقل درجة منهم .

وللعودة للالوان ان اللون الاخضر ككسوة للكعبة فقط في عد الخليفة الناصر في القرن السابع الهجري ، ولم تمكث حتى تغيرت واستقرت على الاسود في القرن الثالث عشرة الميلادي حتى الان .
هناك تفاصيل ميثولوجية فلكية رمزية لا وقت لمناقشتها الان عن المكعب الذي لونه اسود واستخدامه لمكعب ( التيفلين ) الكبالي اليهودي والذي توضع على جبهة الراباي والذي نجده دوما يرتدي الشماخ العبراني .
الجدير بالذكر ان اول ظهور لكتاب ( الزوهار ) كتاب اسرار الخلق والتصوف الكبالي الذي جمعه ( موشي دي ليون ) ايضا في القرن الثالث عشرة . بعدما كانت تعاليم الكبالا _ الآسية _ شفوية فقط ؟! .
بغص النظر على الاستقرار على الاسود لان الابيض يتسخ من يد الطائفين والحجاج اسرع . سيحقق الازرق والاخضر والبني هذا الغرض تماما ولن يظهر فيه غبار على الاقل كما اللون الاسود الذي يتحمل البقع من الايادي فقط .

وبشكل عام الكعبة تعتبر كقدس اقداس من ناحية انها بيت الله ، وتعتبر هي الرمز ونقطة الالتقاء بين السماء والارض
و ( انثروبولوجيا ) يعتبر اي مكان او رمز ديني مقدس يتوجه اليه المتعبد في طقوسه هو قدس اقداس ويرمز لنقطة الالتقاء مثل الهيكل والمذبح والمحراب ويجب ان يحوي رمزا مقدسا كتمثال لاله او نتر او افاتار او طوطم فلكي او حيواني او نباتي او رمز كصليب او نصوص مقدسة مثل آيات من القرآن .. وهكذا .
والمسلم عندما يصلي للكعبة فهو يصلي ناحية الكعبة كرمز لالتقاء جماعي لمركزية الامة ، والتمسك بيد الله الممدودة من خلال الصلاة والدعاء .
كذلك الهندوسي لديه كعبة وهو تمثال الافاتار او البقرة التي ترمز لقوة الله المتحققة في العطاء _ يُسمَّى في الهندوسية براهما _ والرحمة من خلال التعبير عن الأمومة في رمزية البقرة
وكذلك المسيحي لديه الصليب كرمز التقاء الانسان بالاله مجسدا فكرة والتضحية من اجل المحبة .
بالتعبير الاسلامي كل الاديان لها كعبتها لا تعبدها لكنها تقدسها كرمز مادي للتعامل والتواصل مع الاله .

*سدن وسادن : خادم المعبد او الكعبة . وهو مسمى له اصول في اللغة المصرية من جذر ( شد ) والذي يستخدم في كلمة ( إر شدن ) وتعني الحارس والمشرف . ويوحد نفس الجذر بصراحة في كلمة ( شدتن ) ويعني بئر وطلب الماء . راجع في الصور من قاموسي فولكنر وجاردنر .
والسدانة وهو عمل ملاصق لخدمات اخرى كالسقاية _ بئر زمزم _ والرفادة في الحرم المكي ، وارتبطت شريطا في الاذهان بالسدانة فقط لانها الباقية حتى الان بعد اختفاء مهنة السقاية في العصر الحديث .
وافترض ابتمولوجيا ايضا ان كلمة ( شنديت ) المصرية وهي الإزار الابيض او التنورة المميزة للبس الرجال المصريين . ايضا ارى ان لها علاقة بالاسم ومهمة غسل المعبة وكسوتها

** الشيبي : قبيلة بني شيبة اختصت بالسدانة وحمل مفتاح الكعبة من قبل عهد النبي . ويتوارثونها بولاية الابن الاكبر حتى الان . وكما قال عليهم النبي محمد وهو يوصي لهم في فتح مكة : " خذوها خالدة لا ينزعها منهم الا ظالم " .

*** ايل : إله عبد في الهلال الخصيب بعتبر ملك الآلهة. ورمزه الهلال واحيانا قرني ثور . وكان قديما يصور على هيئة رجل ملتحي جالس وفوقه قرني كالهلال .
وظل اصل اسم الله ايل مرتبطا بالسيريانية بانساب اسماء الملائكة اليه فأصبح : ميكا ايل ( ميكائيل ) ، جبرا ايل ( جبرائيل او اختصارا جبريل ) ، اسراف ايل ( اسرافئيل ) واخيرا اسم النبي ( اسرائيل ) نفسه والذي يعني مصارع ايل او مصارع الله .
ايل هو الاصل الاقدم لإسم ( الله ) المعرّب .
نجد من بقايا رموز ايل كقرني ثور فنيا _ و يشيران لايل وللهلال _ فوق القبة الخضراء لقبر النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة .

رابط به كل الصور التوضيحية المرفقة بالمقال
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0dfMRXdFqrdCSxcsxHePcv6rMTugWEtJk39NDSeEd8twncPpNEhF24V39cMjCwkoZl&id=100063777533293&mibextid=Nif5oz



#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزواج من مصرية
- مستقبل الإسلام العقلاني
- الشيزوفرينيا في احداث النهاية
- الإسقاط النجمي ومعراج الهرم
- الشعراوي الصوفهابي
- الحنفية بين النبي ابراهيم والبزبوز
- إلا أنهم
- مخاريق زيوس النارية
- الطفل شنودة وطقس التنسيب
- رمز الشر المطلق
- المرأة البطلة
- السؤال هندي ، والإجابة أفغانية
- تعدد الزوجات بين العلمانية والدين
- المسيح لم يمنع الطلاق
- تآمر المعلنين في الميديا والهايبر ماركت
- الرشوة المشروعة
- العلاقة بين مازنجر وعيد الغطاس
- من مقدمة كتابي ( كيف عرفوا ؟ )
- الدين و الوسواس القهري ... سبب ام علاج ؟
- البحث عن شيماء


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الحداد - الكعبةُ الملوَّنَة