أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في العراق















المزيد.....

من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في العراق


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتحم متظاهرون في سريلانكا القصر الرئاسي بالعاصمة كولومبو في تموز عام 2022 في اطار التظاهرات الواسعة احتجاجا على سوء المعيشة والتراجع الاقتصادي التي كانت تمر به البلاد. المتظاهرون دخلوا القصر الرأسي وقفز البعض منهم في مسبح القصر للعب والتسلية في جو صيفي ملتهب , فيما فر رئيس الجمهورية غوتابايا راجابكا من القصر وبعدها اعلن رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغة انه مستعد للاستقالة لإفساح المجال لتشكيل حكومة تضم جميع الأحزاب .
وبعد شهر من واقعة سريلانكا , أعاد انصار التيار الصدري التجربة على القصر الجمهوري في بغداد وسبح أيضا بعض المحتجين في مسابحه . الاحتجاج جاء على خلفية اعتزال السيد الصدر السياسة بعد انتهاء مهلة ال 72 ساعة التي منحها الى المحكمة العليا لحل البرلمان . وعلى ضوء اعلان السيد الصدر اعتزال العمل السياسي نهائيا , دخل أنصاره الى القصر الجمهوري بعد ان اتموا احتلال بناية البرلمان العراقي في بداية تموز .
احتلال القصر الجمهوري لم يسقط الحكومة , حيث ذكرت مصادر صحفية ان الحشد الشعبي كان متوقع تصعيد التيار الصدري قبل شهر ونشر 12000 جندي داخل المنطقة الخضراء . وفي يوم 29 من اب بعد الظهر جرى تراشق بالحجارة بين عناصر من انصار السيد مقتدى الصدر و عناصر من الاطار التنسيقي كانوا يتظاهرون بدعم احزابهم في المنطقة الخضراء . الا ان قيادة العمليات المشتركة استشعرت بالخطر وأعلنت حضر التجول الشامل في بغداد في اعقاب اقتحام انصار التيار الصدر المنطقة الخضراء . لم يصدر بيان عن وقوع خسائر بشرية بين الطرفين ,وانتهى ليل يوم 29 اب هادئا.
وعندما شعر التيار ان احتلال القصر الجمهوري واللعب في مسابحه لم يسقط نظام , انتقل التيار من خطة أ الى خطة ب , التغيير بقوة السلاح. ففي فجر اليوم التالي يوم الثلاثاء 30 اب رشقت المنطقة الخضراء بأربع صواريخ كان مصدر اطلاقها من منطقة الحبيبية في مدينة الصدر .كما و كشفت مصادر صحفية ان قوات من سرايا السلام حاولت دخول المنطقة الخضراء في ليلة 29 , الا ان القوات المسلحة العراقية منعتهم من الدخول , فيما ان مصادر أخرى ذكرت ان سرايا السلام وصلت المنطقة الخضراء. وفي صباح يوم الثلاثاء 30 اب بدأت اشتباكات عنيفة بين سرايا السلام والجيش و عناصر الحشد الشعبي وسمع اطلاق النار و أصوات القاذفات الصاروخية في ارجاء العاصمة بغداد .
المصادر الصحفية ذكرت ان عدد القتلى بين الطرفين تجاوز 30 ضحية وجرح اكثر من 380 , وكاد الموقف ان يخرج عن السيطرة وينتقل القتال الى مناطق أخرى من العراق , الا ان السيد مقتدى الصدر تلافى الموقف وامهل أنصاره ساعة واحدة للانسحاب تماما من أمام البرلمان وإلغاء اعتصامهم، مقدما اعتذاره للشعب العراقي الذي اعتبره "المتضرر الوحيد مما يجري . وقال الصدر في مؤتمر صحافي في النجف " اذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال ستين دقيقة من كل مكان , حتى من الاعتصام , انا ابرأ منهم " مضيفا " بغض النظر من كان البادئ امس (الاثنين ) اني مطاطا الراس واعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث". وقال في المؤتمر والذي عقده يوم الثلاثاء ," احزنني واتعبني كثيرا ما يحدث في العراق ... واعتذر للشعب العراقي المتضرر مما حصل والقاتل والمقتول في النار بغض النظر عن البادئ" وأضاف ان " القاتل والمقتول سواء ... ووطني بعدما كان اسيرا للفساد اصبح اسير الفساد والعنف مع شديد الأسف , وتابع " كنت امل ان تكون هناك احتجاجات سلمية دون استخدام أسلحة ... وهذه الثورة التي شابها العنف والقتل فهي ليست بثورة أصلا." وفي الأخير شكر السيد الصدر القوات الأمنية
بعد هذا البيان انسحب اتباع التيار الصدري من جميع مناطق تواجدهم وهدئ الموقف وتقاطر ثناء المسؤولين على السيد الصدر . البيان كان بمثابة إطفاء حريق كاد يأكل نصف الشعب العراقي بعد ان ينهي العملية السياسية ويخسر الجميع , لقد كان الله مع العراق في تلك الساعات الحالكة.
لقد حاول الاعلام المعادي تصوير المعركة التي وقعت صباح يوم الثلاثاء على انها معركة بين التيار الصدري و القوى المقاومة او الموالية لإيران . الا ان جميع المصادر العالمية ذكرت ان المعركة ضد سرايا السلام شارك فيها الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الرسمي . وان الحشد الشعبي قد اظهر مستوى ملحوظا من التنظيم والانضباط وضبط النفس في مواجهة الهجوم على " مقرها ومحاولة قلب الدولة". كما وتشير مصادر صحفية ان الحشد الشعبي في معركته مع سرايا السلام لم يأخذ تعاليمه من الاطار التنسيقي وان تحركه لم يأتي لصالح حزب معين وانما لمصلحة النظام وحماية البلد من الحرب . ويقول سايمونا فولتين من لندن سكول , ان الحشد اخذ على عاتقه حماية العملية السياسية وتصرف ضد أوامر رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي الذي فقد في نظرهم "شرعيته" كقائد اعلى للقوات المسلحة , وبنفس الوقت اخذ الخطوات لتقليل إراقة الدماء وتجنب المزيد من التصعيد , يضاف الى ذلك ان الحشد خلال الاشتباكات " كافح لتأكيد سيطرته على الالوية الموالية للمقاومة , الذين كانوا يتطلعون الى قادتهم للحصول على التوجيه للاصطدام باتباع التيار."
وفي يوم الاربعاء 31 اب قام وزير الصدر صالح العراق بنشر بيان على تويتر شن فيه هجوما لاذعا على قوى الاطار التنسيقي , بشان تصريحات عن عقد جلسة لمجلس النواب العراقي واعتزام تشكيل حكومة جديدة , وقال العراقي " لم استغرب ولا رفة عين من موقف الاطار التنسيقي الوقح , ولا من ميلشياته الوقحة , حيث يعلنون وبكل وقاحة , متحدين الشعب برمته وبمرجعتيه وطوائفه , بانهم ماضون بعقد البرلمان لتشكيل حكومتهم الوقحة , وما زال دم المعدومين غدرا من المتظاهرين السلميين وبطلقات ميليشياتهم القذرة لم يجف ."وأضاف " نعم تلك وقاحة ما بعدها وقاحة فلا دين لهم ولا اخلاق ولا يتحلون بقليل من شرف الخصومة , فيا له من ثالوث وقح لا يعرف معنى الإصلاح ولا الثورة والسلمية ولا معاناة الناس على الاطلاق ". هذا وان الثالوث الوقح يتشكل من تحالف دولة القانون بزعامة السيد نوري المالكي , وحركة عصائب اهل الحق بزعامة قيس الخزعلي , وتيار الحكمة برئاسة السيد عمار الحكيم.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات للاعتذار من الزعلان
- من ذاكرة التاريخ : معركة النجف الاشرف
- من هم - اهل القضية-؟
- هل ادى المثقف العربي الحر واجباته تجاه شعبه ؟
- ما مشكلة الاستبيان الاخير حول العراق ؟
- من الخاسر و الرابح من قرار تخفيض انتاج نفط اوبك+؟
- هل ان رفع اسعار الفائدة سلاح فعال لمحاربة التضخم ؟
- لماذا تعويم الجنيه المصري وليس الدينار العراقي ؟
- بوتين قاتل الاطفال .. اسرائيل لا!
- العراق.. عشرون عاما على التغيير
- انعكاسات التقارب الايراني - السعودي على دول المنطقة
- للكافين منافع ايضا !
- عام على العملية الخاصة في اكرانيا
- نصيحة من مواطن لا يشرب الخمر الى الحكومة العراقية
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة اطفال بغداد
- من المسؤول عن التغيرات المناخية ؟
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى -جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : فتاوى- جهادية- لقتل العراقيين !
- من ذاكرة التاريخ : حرب الفلوجة الثانية
- من ذاكرة التاريخ : الشيخ الحويت يطالب باقليم سني من اربيل !


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - من ذاكرة التاريخ : فشل انقلاب على الطريقة السريلانكية في العراق