رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 08:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نأمل من المؤتمر الثالث لوزارة الموارد المائية والمزمع عقده في يومي 6 و7 ايار القادم العمل لإيجاد حلول عملية لمشكلات العراق المائية التي تمثل تحديات واقعية ضاغطة على حياة العراقيين وأن لا تقتصر الحلول والتوصيات على التمنيات،والمجاملات أو الشكوى من إجحاف دول الجوار، دون إتخاذ إجراءات علمية وعملية ملموسة، بل المطلوب في هذا الظرف الصعب العمل الجدي في ابتكار وسائل فعّالة تُخرِج العراق من حالة التلقي السلبي، إلى حالة الاستجابة الفاعلة لواقع العوز والشحة المائية.
وأن يسعى المؤتمر لجعل القضية المائية في العراق أولوية في اجندة الدولة والحكومة سياسياً واقتصادياً، ومناخياً ودستورياً، والحث على توفير أرضية لبيئة تشريعية لإصدار قانون المجلس الأعلى للمياه وسياسية للعمل مع وزارة الخارجية وتنظيمية صالحة لتقديم برامج الإصلاحات القطاعية المطلوبة، لتطوير آلية قادرة بقوة القانون على تنفيذ تلك الإصلاحات مع وزارة الداخلية ، لأنها حجر الزاوية للاستقرار الاجتماعي للبلد. لكن ومما يؤسف له أنه بالرغم من وضوح آثار وخطورة وحساسية الوضع المائي الناتج عن كون العراق دولة مصب، فإنه لا يزال العراق يفتقد الى الإهتمام الرسمي والشعبي بموضوع المياه ولا يزال مشاكل المياه لم تقفز إلى رأس الاجندة الحكومية وأن تكون من ضمن الاهتمامات القصوى إلّا خلال مواسم النقص الشديد والشح المائي، ولاحظنا كيف تراجع هذا الإهتمام عند تحسُّن إيرادات البلاد من المياه بعد موجات الأمطار الأخيرة. ومن هنا نرى كخبراء وإهل الإختصاص من أن يركز المؤتمر، لتحويل قضية الموارد المائية العراقية إلى قضية وطنية ذات أولوية راسخة في المجتمع، ولدى أصحاب القرار وليس مجرد حالة عابرة تثار إعلاميا عند فترات الجفاف وتنسى في فترات الامطار، وأن يكون أهم مخرجات المؤتمر هو التكفُّل باتخاذ القرارات والإجراءات التي تؤَمِن انتقالاً سلساً لقطاع المياه من وضع قطاعي مشتت، بين عدة وزارات وصلاحيات غير واضحة للعديد من المؤسسات المعنية بالشأن المائي، إلى قطاع تكون ادارته بحوكمة رشيدة ومتماسك هيكلياً ومتكامل الصلاحيات وبشفّافية وعدالة يدعم الشركاء وأصحاب المصلحة كافة بصياغة القرارات، والاستفادة من نتائج تنفيذها لتحقيق تنمية مستدامة في القطاع المائي.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟