عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 04:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ".هذا كلام بشري ذكوري جعل من النساء مجرد شهوة مثل الحلويات أو البطيخ أو االكسكسي باللحم .فالخطاب الديني خطاب ذكوري لا يعترف بالنساء ولا يمنحهن قيمة تذكر إلا في حالة المفعول بهن كما ينظر لهن نظرة دونية وسلبية وهذا دليل أن الدين مصدره بشري ولا علاقة له بإله.
فلو كان هناك إله عادل ورحيم لخاطب الإنسان فقط دون تحديد النوع ولساوى بين المرأة والرجل على نفس القدر بما إنهما من صنعه ولما انحاز للرجل على حساب المرأة وكان خطابه موجها للذكر يكاد يكون حصريا فهو الفاعل والأنثى المفعول بها والمتلقية للأوامر المنبثقة من الرجل القريب من الإله بحيث هناك تراتبية في اتجاه واحد الإله- الرجل -المرأة فنتج عن هذا الخطاب الذكوري والحامل لثقافة قديمة تولدت منذ ظهور التوحيد عند اليهود لأن الحضارات التي سادت قبل الديانات التوحيدية كانت أنثوية بامتياز لما للأنثى من سلطة بحكم الانجاب مثل الأرض التي تنجب الخيرات والثروة. وكنتيجة للخطاب الديني الذكوري أصبحت السلطة السياسية هي أيضا ذكورية فتم اقصاء النساء من الحكم والسلطة والإمامة وتحديد مهامها قصرا لتكون من وظائفها الأساسية العناية بشؤون الرجل وراحته كآلة للمتعة والجنس والولادة ولم يتغير الأمر نسبيا إلا نتيجة بما وقع من تغير فكري وحقوقي ضاغط من الغرب التنويري وانتشار التعليم وظهور بعض المصلحين المتنورين. ومادامت سطوة الفكر الديني قوية قستبقى المرأة مغيبة وبعيدة عن الفعل الحقيقي ومضطهدة ولا تتمكن من الوصول إلى السلطة والمساواة الكاملة مع الرجل لأن الإله حسب زعم الشيوخ أراد ذلك وقدر . ولتغيير هذا الوضع فمن واجب المرأة أن لا تنتظر صدقة أو منة من الرجل فمن من مصلحته أن تبقى تخدمه وتطيعه كعبدة ذليلة وتلبي حاجياته وتطفئ غروره الذكوري وعليها القيام بثورة فكرية ونفسية وعقلية وتتحدى التابوات والحواجز التراثية والسلطوية وعندها تتمكن من الخروج من الصندوق الذي وضعها فيه المجتمع الذكوري المتخلف وفقهاء الدين عبدة النصوص المتكلسة في التاريخ والذي يتكئ على ثقافة دينية متحجرة تؤول النصوص على هواها بمنطق العصور الوسطى حيث الحريم والسبي والغزو ونفي لوجود المرأة كإنسان كامل الحقوق.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟