قاسم مرزا الجندي
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7593 - 2023 / 4 / 26 - 00:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتزايد الدعوات الاوربية داخل حلف الناتو الى عالم متعدد الأقطاب على أنقاض تجارب الاقطاب الثنائية والأحادية، على مدى عقود طويلة، وما خلفته من حروب ودمار للشعوب والامم، وخلق أزمات في العالم وتقسيمه وفق مصالحهم الثنائية والاحادية، ومن منطلق هذه الاستراتيجية تتوجه دول اوربا نحو عالم متعدد الاقطاب.
التصريح الخطير للرئيس الفرنسي ماكرون، خلال انتهاء زيارته للصين، التي جاءت في وقت بالغ الأهمية أوروبياً ودولياً، ومن على متن طائرته الرئاسية وفور إقلاعها من بكين، حض ماكرون شركاءه الأوروبيين على تقليص الارتباط بالولايات المتحدة الامريكية وتجنب المواجهة مع الصين.
ويرى الرئيس الفرنسي ومعه مستشار المانيا وغيرهم من قادة اوربا، إن الخطر الكبير لأوروبا حاليا، هو الانجرار إلى أزمات ليست أزماتها، لأن ذلك يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية، كما في تايوان ليست لإوربا مصلحة في ذلك، وكما حصل لها من ازمات اقتصادية في حرب روسيا وأوكرانيا، باستثناء الذين يسيرهم الاستراتيجية الامريكية يريدون أن تكون دول اوربا بيادق لعبة شطرنج بيد الولايات المتحدة الامريكية في المساومات الدولية.
ومن جانب اخر نجد أن الولايات المتحدة رغم تهديداتها لإوربا، إنها خائفة جداً من هذه التصريحات، ومن عالم متعدد الأقطاب، لأنها ستفقد دورها الريادي وقوتها في العالم وستصبح قطباً ضمن الاقطاب الاخرى، هذا اذا ظلت الولايات الامريكية متحدة مع بعضها، لهذا السبب نجدها تدفع بكل ما لديها من أسلحة وأموال الى اوكرانيا والضعط على جميع دول الناتو، لكي تقف في وجه روسيا، ويتصاعد الصراع بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من جهة، وبين وروسيا الاتحادية والصين وحلفائهما من الجهة الاخرى، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل حاليا بقوة لإلحاق هزيمة عسكرية بروسيا في أوكرانيا، وما نجد في الواقع لا يوجد شيء يضمن نجاح هذه الجهود، وحتى لو نجحت، فمن المستحيل استعادة القطبية الأحادية التي تريدها الولايات المتحدة الامريكية.
18/4/2023 الثلاثاء
#قاسم_مرزا_الجندي (هاشتاغ)
Qasim_Algindy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟