|
حرية....ديمقراطية
مهند حبيب السماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتمد ظهور الألفاظ والمصطلحات في مجتمع ما على جمله من العوامل الواقعية التي تشكل جزءا من البيئة الملائمة والفضاء المناسب والمناخ المهيى لخلق معاني ودلالات حسية تتمظهر عبر منظومة اللغة إلى مفاهيم وألفاظ تعبر عنها تعبير قد يكون قريبا أو بعيدا من حقيقتها وكما هي في واقعها الحالي المعاش .... ومنذ إن حررت أو غزت أمريكا العراق ( كما يقول الأمريكيون وأعدائهم على التوالي) دخلت إلى الفضاء اللغوي العراقي الجديد الذي يرزح تحت وقر الأمن والاستقرار والانتعاش الاقتصادي الذي لايسر عدو ولا صديق مفاهيم ومصطلحات وألفاظ جديدة تختلف اختلافا جذريا يصل إلى حد التناقض المفرط مع ماكان رائجا ومستعملا في سوق القيادة العبقرية السابقة التي كانت تنشر وتشيع ثقافة الفرد الواحد الأوحد العظيم القائد الملهم أمل فلسطين محرر القدس الضرورة ومفكر ألامه وفيلسوفها العميق وال وال وال..........وما يترتب على هذه (البولشت) أو (الترهات)المتدواله من مصطلحات وألفاظ أخرى ثانوية تكون بمثابة المقبلات التي تضاف على مائدة المصطلحات السياسية العراقية في زمن القيادة الخارقة.... ومن الطبيعي كما تقرر ذلك قوانين التاريخ المتعلقة بالصراع بين الأمم والشعوب وحضاراتها المختلفة إن نرى إن الدولة التي تسيطر على دوله أخرى سواء كان ذلك عن طريق الغزو العسكري أو التنوير الثقافي سوف تبث بصوره واعية أو لاواعيه في ثنايا الشارع الذي وقع عليه الغزو أو التحرير الألفاظ المتداولة في ألامه الغازية أو ألمحرره , بحيث تكون الأولى فاعله والثانية منفعلة , وهنا تكمن الخطورة حيث سوف يدق ناقوس الخطر في هذه الدولة التي استوردت تلك المفاهيم وأصبحت رائجة في أسواقها من غير أية كمرك يمكن أي يخفف من السرعة القصوى لانتشارها في أسواقنا العراقية التي انتقلت من النقيض إلى النقيض حيث انتقلنا بطريقه الطفرة الفلسفية من مصطلحات التوتاليتاريه والدولة الشمولية والحزب الواحد الذي حكم بالحديد والنار إلى مصطلحات الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والانتخابات والدستور والتصويت عليه وكل ما يترتب عليه من مفاهيم الدول الديمقراطية المعاصرة الني صنعت هذه المفاهيم بنفسها ولم تستوردها من دول أخرى مارست عليها نوعا من القسر إلا كراهي خلال غزو ما ... وفي الحقيقة ونتيجة لذلك بدأت تنتشر هذه المصطلحات بين العراقين بسرعة الصوت فالرئيس الأمريكي قد أعلن انه جاء لنشر الحرية وتطبيق الديمقرطيه في العراق والتي لم يطبقها صدام طيلة حكمه الاكشر,وهو يعلم إن هاتين الكلمتين لا تفرض من أعلى على شعب ما وإنما يصنعها الشعب من أسفل وتعبر إلى الأعلى نحو الحكام... إلا إن بوش كعادته يمارس لعبه الضحك على الذقون التي يجيدها اشد الاجاده خصوصا في تعامله مع الملف العربي ومنذ إن بدا يمارس مع أسامه بن لأدن لعبه القط والفار!!!!!!!!! وبصراحة فان العراقيون يدركون أكثر من أي شعب في العالم ماهي الديمقراطية وماهي الحرية لأنهم أكثر شعب في العالم أيضا قد ضاق نقيضها على يد منظر الديمقراطية في الشرق الأوسط ومهندس الحريات ألمدنيه في العالم العربي صدام حسين حفظه الله تعالى مادام خادم الديمقراطية وحارسها وفك أسرى وأخرجه بكفالة أو بواسطة أو بغيرها ... لذلك نرى العراقيون بداوا افعلا بتطبيق الديمقراطية على ألطريقه ألصداميه!!!!( وأرجوان يسجل هذا المصطلح باسمي في تاريخ المصطلحات السياسية) التي تعني ممارسه الديمقراطية بالاسم والتصريحات والخطابات السياسية فحسب دون أية ممارسه براكسييه على ارض الواقع, فشعاره (اكتبوا دون أي خوف أو وجل) ينحل عند ممارسه المنهج ألتفكيكي عند جاك دريدا إلى اكتبوا وضعوا بين أعينكم الخوف والوجل والرعب والاثاره والتعذيب والاغتيال والمرار إذا ما كان كلامكم لا أرضى عنه .... ...ونتيجة لتشبع الجو العراقي بهذه الممارسات الفاشية فقد اخذ الببغاوات الديماغوجيون هاتين الكلمتين( الحرية والديمقراطية) التي تحاول أمريكا تصديرها للشرق الأوسط وجردوها من مضامينها ونزعوا عنها واقعيتها وعروها من محتواها التطبيقي فأصبحت لديهم كشعار وحده حرية اشتراكيه, فمن ناحية الألفاظ هي حقيقة لا تخرج عن النص اللفظي والدلالة اللغوية لكننا من الناحية الواقعية لم نر إلا تشرذما وتفككا وكبت واضطهادا سياسيا وراسماليه وشركات لا ترتبط بالاشتراكية بايه صله , وكلها توكد على إن الألفاظ لم تخرج من الوجود اللفظي إلى الوجود الواقعي كما يقول المناطقة..... فنحن نرى مثلا بعض الحركات السياسية العراقية تتحدث بما تشاء عن أي شخص وتنتقده بصلف ولكننا نلاحظها تمارس التصفيات الجسدية بكل من يتعرض لها بمقاله أو غيرها وكذلك الحال لبعض التيارات التكفيرية العلنية والمتخفية التي تستفيد من أجواء الحرية من اجل نشر مبادئها وأفكارها دون أي رقيب ولكنها بالتالي تقوم بتصفية واغتيال كل من تسول له نفسه التعرض لها ولمبادئها السامية ومثلها السامقة وأفكارها الغراء التي جاءت في غير زمانها ومكانها!!!!!!!!!! وهم بهذه السلوكيات الفجة والتصرفات الوقحة التي تصدر باسم الحرية المقنعة يتجاوزون الخط الفاصل بين الحرية و الكيوسيه غير أبهين بالضرر المترتب على الفعل الأحمق والسلوك الأهوج المبتنى تحت مظله الديمقراطية والحرية الكاذبة التي تدعي لنفسها الحق في الكلام والفعل والسلوك تجاه الأخر من غير إن تعطي للأخير الحق في ذلك بل لعلها لاتمنحه حتى حق الحياة الذي منحه الله تعالى له في هذه الحياة....... ومن الطرافة إن أكثر لفظ قد استعمل في مرحله ما بعد الطاغية هو لفظي حرية ديمقراطية , فترى رجل الشارع العراقي يبرر كل عمل أحمق يقوم به بقوله حرية ديمقراطية فهو قد قام بتطبيق مفهومي الحرية والديمقراطية بشكل استثنائي لم تشهد له تواريخ العالم اجمعها فنراه مثلا يسب الحكومة ويشتم المسولين ويقول حرية ديمقراطية ويعتدي على الأخر ويسي الأدب ويتصرف بعشوائية ويردف ذلك بقوله حرية ديمقراطية..... ولعل بعض المرافق الحكومية وموسساتها الكريمة لم تنجو من مرض (حرية ....ديمقراطية) حيث نلاحظ إن القضاء العراقي الذي أصبح بفضل الحرية والديمقراطية مستقلا تطبيقا لمبدأ فصل السلطات الثلاثة الذي يطبق في العراق في غير أوانه بعد إن كان لايطبق في عصر الطاغية وقد كان في أوج احتياجنا له آنذاك, فترى القاتل الذي اعترف بذبح واغتصاب العشرات يعامل وفقا لمادي حقوق الإنسان تحت يافطة الحرية والديمقراطية ويضل شهورا لا يخضع لأي حكم ولانعرف لماذا ولعلهم ينتظروا عفوا من القائد الضرورة ... وبغض النظر عن إعدام بعضا من هولاء النفاية الذي تم في ضل حكومة الجعفري وبأمر منه والذي لم يتجرا إياد علاوي (مع كل ما يقال عليه من كونه صارما في حكمه) طيلة توليه منصب رئاسة الوزراء بعد تعيينه من قبل الولايات المتحدة الامريكيه (حيث يعد وما زال خيارها*وليس خيار الشعب* الأقوى في العراق) أقول لم يتجرا إن يعدم ويوافق على إعدام مجرما واحدا مراعاة لدول الاتحاد الأوربي الذي رفضوا كما قال قاسم داوود وزير الأمن السابق في حكومة علاوي إن يطبق حكم الإعدام في العراق حفظا للديمقراطية وتطبيقا لشرعه حقوق الإنسان مع أني متأكد إن الذي يحصل في العراق لو انه قد حصل عشر أعشاره في دول أوربا لذبحوا واحرقوا جثث من يفعل ذلك, وقد تناسى الجهاز القضائي العراقي ودول الاتحاد الأوربي على حد سواء إن هولاء المجرمون لا تنطبق عليهم شرعه حقوق الإنسان لأنهم لاينتمون إلى صنف البشر ولا إلى عالم الحيوان حتى تشتكي علينا منظمات حقوق الإنسان العالمية التي تدافع عن الكلاب السائبه بل ينتمي هولاء المجرمين إلى عالم أخر لا تسعفني مفردات اللغة في إطلاق وصف ما على هولاء الشرذمة المهووسين الأنذال التافهون الأقل من اللاشي!!! وكذلك الحال بالنسبة للدوائر الحكومية الأخرى حيث نرى التطبيقات المذهلة للحرية والديمقراطية تتجاوز المعقول فلا يكترث موظف بأمر مديره ولايلتزم بتعليمات ما ويرفض مدير محطة فلانية تزويد منطقه ما بالكهرباء استشعارا منه باهميه الحرية والديمقراطية ولاياخذ شرطي أو جندي يطلق النار في الهواء مروعا من يمر بقربه تعليمات وزيرهما الذي منعا ذلك الأمر علنا نتيجة لحب هذا الجندي للحرية وتشبعه بأجواء الديمقراطية...... والأمر في فضائياتنا العراقية_اللاعراقيه يبدو على نحو أخر يصل إلى حد الاشمئزاز والقرف, حيث تحرض قناة ما علنا على الحرب ضد الحكومة وتصف شهدائه بالقتلى أو تفرق في وصف ذلك بين المدنيين وقوى الأمن العراقية فتصف الأوليين بذلك دون الآخرين , وكل ذلك يتم ببركه النظام الجديد وتحت مسميات عديدة أهمها حرية ألصحافه في ضل عراق ديمقراطي متعدد (لا يملك الجرأة والشجاعة لإغلاق مكتب فضائية معينه ) يستطيع اثنان من جيش المهدي أو منظمه بدر أو حتى بالاجره أقفالها!!!!!!!! وهكذا تتعدد في ظل العراق الجديد مضاهر الحرية المقرفة و إشكال الديمقراطية التعبانه( الذي دفعنا بها أكثر وابعد من تلك الدول التي صنعتها بدمائها) إلى حد بتنا نضجر ونزدري هذه الكلمة من كثر ماسمعنا بها في الشارع متزامنة مع موقف فوضوي وتصرف لااخلاقي وسلوك بربري وعمل غير حضاري يبرهن بما لا يدع مجالا للشك خطر نقل المفاهيم من سياقها الحضاري إلى سياق أخر من غير إن يتوفر الفضاء السيكولوجي القادر على صهر هذا المفهوم في بوتقة الشعب وصبه في سلوك حضاري أخلاقي يتناسب مع النظام الاجتماعي والسلم ألقيمي الذي يعيش شعب ما تحت اكنافه منذ إن تكونت شخصيته الحضارية في حدث ومسار تاريخي معين......
#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا يموت العراقيون
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|