الهجمات على لينين هي استمرار لإعادة كتابة التاريخ من قبل رأس المال المتوحش

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



أولغا سلابادا
صحفية روسية

لقاء مع المؤرخ الروسي
يفجيني سبيتسين
25/9/2020

• تعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

هذا الخريف ، مرة أخرى قرأنا في وسائل الإعلام عن فكرة القيام بشيء ما مع ضريح لينين . اقترح اتحاد المهندسين المعماريين مسابقة لأفضل مشروع لإعادة استخدام المبنى. تم إلغاء المسابقة لاحقًا ، ولكن أولاً ، ذكر مؤلفوها أنهم بهذه الطريقة كانوا يبدون قلقهم بشأن مصير الهيكل الفريد. وثانياً ، تم تعليق هذا الموضوع مرة أخرى في الهواء.
ثم ظهرت معلومات عن فنان من نيويورك ديفيد داتونغ ، الذي يريد بناء نسخة من الضريح ونقل جثة لينين هناك ، بعد شرائه. حتى أن الفنان أعلن عن مبلغ الدفعة الأولى ، وهو مستعد لدفع ثمن الجسد - أكثر من مليار دولار.
التكهنات حول هذا الموضوع لم تنتهي. في استطلاع للرأي وجد أن 40٪ من الروس يرغبون في دفن جثمان لينين بالفعل.

تحدثت صحيفة Svobodnaya Pressa إلى عالم السياسة والمؤرخ ومستشار رئيس جامعة موسكو الحكومية التربوية يفغيني سبيتسين حول خلفية التعديات المتكررة على جسد لينين وكيف يرتبط ذلك بالمراحل التاريخية التي تعيشها روسيا الحديثة.

سؤال – لماذا تتواصل الهجمات على لينين؟ من وجهة نظر التاريخ ، ماذا يمكن أن يقال لكل أولئك الذين يقترحون القيام بأشياء مختلفة مع الضريح؟

جواب - ضريح لينين والقادة السوفييت المدفونين في الأرض بجواره وداخل أسوار الكرملين مجمع تذكاري متكامل. علاوة على ذلك ، فإن الضريح كمركز لهذا المجمع مدرج في قائمة اليونسكو للتراث يخص البشرية جمعاء.
الأشخاص الذين يبدؤون في رفع أيديهم ضد لينين وترتيب هذا النوع من "الرقص الشيطاني" إما أنهم جاهلون أو فاسدون مدفوع لهم.
لينين – شخصية ذات أبعاد هائلة. يجب أن يفخر شعبنا بأننا قدمنا للعالم مثل هذه الشخصية . لم يكتب الأعمال الكلاسيكية فحسب ، بل أؤكد على هذه الكلمة ، ولكن أيضًا وضع العديد من أفكاره موضع التنفيذ. كان أول من بنى دولة العمال والفلاحين في العالم. من الواضح أنه كان هناك عدد كبير من الأخطاء على طول الطريق ، ولكن مع ذلك ، كان حليفه النجاح .
لأول مرة في العالم ، تم إنشاء دولة طبقية لصالح غالبية الناس. دولة دكتاتورية البروليتاريا. لم تكن دولة مالكي العبيد أو الإقطاعيين أو البرجوازيين ، التي يعكس هيكلها مصالح طبقة ضيقة جدًا ، لا تزيد عن 5٪ من السكان. هنا كل شيء كان في مكانه .

يقولون إن البلاشفة كرهوا الشعب الروسي. حبذا لو ان سلطاتنا الحالية "كرهت" الشعب الروسي ايضا! كان هناك سكان متعلمون تمامًا ، وطبا مجانيًا عالي الجودة مع فحص طبي سنوي للجميع. بالمناسبة ، كان الطب الوقائي هو إختراع في ذلك الوقت. كانت والدتي تعمل في مصنع ، وكانت تأتيهم سيارة المستشفى مرة كل ستة أشهر. وخضع موظفو المصنع لفحوصات طبية لعدة أيام. وإذا تم العثور على شيء لدى شخص ما ، فقد تم إحالته على الفور أو نقله إلى المستشفى. كل هذا كان بدون طوابير ومجانا. الآن ، عندما احتجت إلى إجراء فحص بالأشعة المقطعية للصدر ، لم أستطع تحقيق ذلك لأكثر من شهر ، حولوني من مكتب إلى مكتب. هناك خيار: للقيام بذلك مقابل أجر يقدر بعشرة ألاف روبل (حوالي 150 دولار). لكن الغالبية العظمى من السكان لا تستطيع تحمله. وهذا فحص بالأشعة المقطعية لجزء واحد فقط من الجسم.
عدا ذلك ، أصبح يوم العمل ثماني ساعات. ومن قام بتطبيقه؟ لقد نسي الناس أنه في بداية القرن العشرين ، كان يوم العمل من 10 إلى 12 ساعة ، وحتى في مكان ما 14 ساعة ، ولم يكن مثل الجلوس أمام الكمبيوتر ، فقد كان أصعب عمل بدني. لدي سؤال لشباب اليوم: هل يمكنك العمل لمدة أسبوع على الأقل لمدة 10 ساعات يومياَ ، والقيام بعمل بدني شاق – جر الأنابيب ، وحفر الخنادق ، وصب الفولاذ ، وتعدين الفحم.
لأول مرة ، ضمن البلاشفة ثماني ساعات عمل في اليوم. وبعد ذلك تم تخفيضه إلى سبع ساعات. لقد نسى الناس أن أسبوع العمل كان بشكل عام بدون إجازة. ثم أخذوا يومًا إجازة ، ثم يومين. أنا نفسي أتذكر جيدًا كيف درسنا أيام السبت ، وعملنا أيام السبت ، وكان لدينا يوم عطلة واحد - الأحد.
ولأول مرة في العالم ، أصدر البلاشفة المرسوم الخاص بالأمهات الحوامل.
بعد الحرب ، كان عدد سكان الاتحاد السوفياتي حوالي 167 مليون شخص – وهذا مع مراعاة الخسائر في الحرب. عند إنهيار الاتحاد السوفياتي ، أي بحلول عام 1991 ، كان عدد سكان البلاد 291 مليون نسمة. في 45 سنة ، نما عدد السكان بمقدار 124 مليون نسمة ، وهذه أعداد هائلة. عندما انهار الاتحاد السوفياتي ، كان عدد سكان روسيا الاتحادية نفسها 148 مليون نسمة. على مدار الثلاثين عامًا الماضية ، لم نتمكن حتى من العودة إلى هذا الرقم. هذا مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أنه في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي ، انتقل ما لا يقل عن 10 ملايين مواطن من جمهوريات الاتحاد الأخرى إلى روسيا وحصلوا على الجنسية ، وفي عام 2014 عادت القرم إلى روسيا ، أي 2.5 مليون شخص آخر. أي ، إذا طرحنا 12.5 مليونًا من 146-147 مليونًا ، فسنكون الآن 135 مليون شخص. وهذا أوضح دليل على "كفاءة" ما يسمى بالاقتصاد البرجوازي. إليكم إجابة السؤال ، من خدم الشعب اكثر : السلطة السوفياتية ام حكومات روسيا المعاصرة.؟

سؤال – بعد 20-30 سنة ، عندما يكبر جيل جديد ، إلى ما ستؤدي هذه الحملة برمتها لإعادة كتابة التاريخ ، والتي تشمل الأحداث حول جسد لينين وتماثيل الزعماء النصفية ؟

جواب – كانت إعادة كتابة التاريخ مستمرة منذ 35 عامًا وبدأت في عهد غورباتشوف. ما نراه في أوكرانيا اليوم هو نتيجة تلك السياسة. هذا مثال واضح على كيفية وسبب إعادة كتابة التاريخ.
أعتقد أن كل هذه الكذب والتلاعب بالكلمات لا تهدف فقط إلى إعادة كتابة التاريخ ، ولكن تهدف أيضًا إلى تشويه سمعة النظام الإشتراكي ، أي فترة التاريخ السوفياتي بأكملها. في محاولة لإثبات أنه كان "إرهاب دموي" و "ثقب أسود" في تاريخ الحضارة الروسية هم يقفزون للنتيجة المرجوة - أنه لا ينبغي لنا بأي حال من الأحوال العودة إلى هناك حيث لم يكن هناك شيء جيد على الإطلاق.
هذه مهمة سياسية بإمتياز ، وهي تتم بناء على طلب رأس المال المتوحش.
لهذا الغرض ، فهم يدسون بديلاً في شكل القومية الروسية ، التي كانت روسيا من وجهة نظرهم ستزدهر منذ فترة طويلة لو لم يتدخل بها الأعداء: واشنطن ، لندن ، الطابور الخامس ، إلخ . يوجهون أصابع الاتهام في كل الإتجاهات لحماية نفسهم من النقد أو فهم المجتمع للعمليات الجارية.

بدأ تدنيس ذكرى لينين وتشويه التاريخ كأحد أهم العناصر في تدمير النظام الاجتماعي السوفياتي والاتحاد السوفياتي تحت حكم غورباتشوف. ألكسندر ياكوفليف أجرى ذلك بمهارة كبيرة.! (عضو المكتب السياسي بطلق عليه مهندس البيريسترويكا و عراب ومنظر الشفافية، يشارك غورباتشوف وزر هدم الإتحاد السوفياتي-المترجم). وهذه المجموعة من ابن آوى، التي طوعها وأطلقها للصيد ، نعرف عنها جيدًا. في هذه الحالة ، هم "فتيات الإمبريالية الرخيصات"، البغايا السياسية .
بدأ هؤلاء الأوغاد حياتهم المهنية بالكامل في جهاز اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ، وحملوا بطاقة حزبية قرب قلوبهم ، حيث كتب أن الحزب الشيوعي هو العقل والشرف والضمير في عصرنا. لقد استغلوا كل شيء هناك: الشقق والحصص الغذائية والرواتب. وبعد ذلك ، كما يقولون ، بصقوا على قبر أبيهم وأمهم. وكانوا يعرفون جيدًا أنهم كانوا يدمرون البلد الذي ضحى الكثير من الناس بحياتهم من أجله.
تم استدعاؤهم للبدء بالعملية. وبعد ذلك تم تسليم الراية إلى جميع أنواع الرجال الحثالة الحاقدين في مختلف دول شرق أوروبا ، وصانعي الجعة وغيرهم من الجاهلين.

عنصر مهم آخر في هذه العملية - هو تغيير المناهج الدراسية والكارثة في التطبيق عقب إنهيار الاتحاد السوفياتي. بعد التخرج من المدرسة ، يفهم عدد قليل جدًا من الشباب بشكل عام ماهية التاريخ ولا يعرفون سوى القليل من الحقائق عن تاريخ بلدهم. وجزء كبير من أطفال المدارس ، للأسف ، لا يعرفون حتى الشخصيات "الأسطورية". رأيت مؤخرًا قصة سُئل فيها طفل من مدينة غاغارين عن اسم مدينته واجاب بشكل صحيح ولكن عند السؤال حول اسم غاغارين، لم يعرف من هو او اي شيء عن مآثره.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات