سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 1714 - 2006 / 10 / 25 - 10:38
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
((مابين السطور))
لقد تولت جمهورية مصر العربية منذ أربعينات القرن المنصرم, كابينة
القيادة المركزية العربية القومية, لإدارة دفة الصراع العربي_الإسرائيلي, واستحقت لواء الدولة الرائدة أو القائدة عندما كان الخيار الاستراتيجي
(صراع حتى النصر والتحرير), وقد سلمت جميع الدول العربية وارتضت
هذا الدور الرائد, من اجل التصدي للخطر الصهيوني الزاحف على المنطقة العربية, يستهدف الإنسان والأرض والاقتصاد والثقافة والدين, حتى أصبح توصيف الدور المصري أمريكيا وغربيا على المستوى الاستراتيجي بان
(لا حرب بدون مصر) وبالتالي من يملك قرار الحرب يملك قرار السلام,
وان جاز التعبير فقد كانت مصر بمثابة حبل المسبحة لاثنتان وعشرون
تسبيحة سياسية, وعليه بدء المخطط الأمريكي الغربي الصهيوني, بخطوات تكتيكية عاجلة يتبعها وقائع استراتيجية آجلة, وأوكلت مهمة هذا الملف
للداهية الصهيوني(هنري كيسينجر) وبدء العمل بهدف فرط تلك المسبحة العربية, عظيمة الشأن بتماسكها, ووضيعة الحال بتفككها, فكان كيسينجر ابرع خبير للمتفجرات السياسية, وقد استطاع بدهائه وغباء الآخرين, تفكيك القنبلة السياسية الوحدوية العربية, وتوزيعها على مساحات جغرافية متعددة, لتتحول القنبلة الضخمة إلى اثنتان وعشرون قنبلة صغيرة ليسهل التعامل بالكيف مع الكم!!! وفعلا تم تخصيص المبعوثين والمتدربين للتعامل مع تلك المفرقعات السياسية بعد الشتات, وكان الأهم هو التعامل مع أربعة أو خمسة من القنابل السياسية والعسكرية والاقتصادية الخطرة((مصر, سوريا, السعودية, الأردن, العراق)), وجرى العمل باستماتة لإبطال مفعول تلك الجبهات باعتبارها صواعق الانفجار, ووضع لكل منها مخططات وأجندات سياسية واقتصادية وعسكرية, درست بعناية, وكانت الخطوة الأولى هي التفرد في التعامل مع كل جبهة كإحداثية مستقلة, وضرب العامل المشترك أو الأرضية التي تجمع بين
كل تلك الجبهات, حتى أصبحت القضايا والاولويات والأهداف والطموحات والاستراتيجيات, مختلفة وسقط شعار القومية وساد شعار القُطرية, فمنهم
من تم التعامل معه سياسيا تحت عنوان((الخطوة خطوة)) مثلما حدث على الجبهتين المصرية والأردنية, وتكبيلها باتفاقيات سلام قوية مكفولة, ومنهم
مَن تم التعامل معه بسياسة الصداقة والتحالف ضد عدو مشترك, ثم التوريط فالعداء فالاحتلال العسكري المباشر مثل ما حدث بالعراق, ومنهم من كان
دوره الاستراتيجي الداعم الاقتصادي لوقود المعركة القومية, فسقط دوره وتاثيرة كتحصيل حاصل عندما تحول الخيار الاستراتيجي من صراع شامل واستعادة حقوق عربية مغتصبة, إلى سلام جزئي واستعادة جزئية للأرض العربية المغتصبة, والتسليم بالأمر الواقع كما حدث مع المملكة العربية السعودية, والجبهة الأخيرة المتمردة على مخطط السقوط الشامل هي سوريا
التي أبلت بلاء حسنا بحرب تشرين 1973 التحريكية حتى تصبح بمقياس كيسينجر تحريرية, حرب تشرين التي كان نتيجتها الكلية هزيمة عسكرية وسياسية وشُبه للبعض بأنها نصر عربي, أي نصر بالمفهوم التكتيكي الجزئي المفتعل, فانكفأت هذه الجبهة الأخيرة على نفسها, لا حرب ولا سلام وأصبحت المعقل الأخير المستهدف ويتم زج نظامها الحالي بورطات سياسية أخرها
الاتهام بتصفية الرئيس الحريري, ودعم العراق في مواجهة العدوان الأمريكي, ودعم حزب الله في مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي, واحتضان المعارضة الفلسطينية والحركات الراديكالية, وأخيرا لجوء عبد الحليم خدام إلى بريطانيا والعمل على تشكيل حكومة في المنفى, واتهام النظام السوري بالقمع الداخلي وانتهاك حقوق الإنسان ورعاية الإرهاب, والتحالف مع إيران...حدث لا حرج.
والمطلوب كي تسقط هذه الجبهة العنيدة وتسقط معها هذه اللائحة الطويلة,
إبرام اتفاقية سلام سوري إسرائيلي مهين يعالج مصير الجولان المحتل
كمعالجة سيناء والأغوار.
ضمن هذا السياق لم تعد هناك دول طوق ولا دول ردع بل بالعكس, أصبح الطوق والردع لكل مناويء لاستراتيجية السلام, وقد ساد سلام كيسنجر وبوش سلام مسخ وكفى الله الأعراب شر الصراع, وأصبح الرواد وسطاء في قمة النزاهة, فسقط التناقض الرئيسي(الصراع العربي الإسرائيلي) وحل مكانه حسب نفس المخطط الإجرامي(الصراع العربي العربي) واختزل الصراع مع الصهاينة في صراع(فلسطيني إسرائيلي).
وطالما أن السلام أصبح استراتيجية لا تنازعها أي استراتيجيات أو حتى تكتيكات فقد حان بعد ذلك اختبار النتائج العظيمة لتفكيك المنظومة العربية القومية بداية بالاجتياح الصهيوني للبنان 1982 والمجازر البشعة التي قوبلت عربيا وإسلاميا ودوليا بالصمت المخزي والرهيب, وصولا إلى احتلال ثاني اكبر قلعة قومية عربية برضا وتأييد وابتهاج كثيرا من مفردات المنظومة المقيتة.
المنعطف السياسي ومصر على المحك:
وبدأت خطوات الصياغة الأوسطية من جديد, لكن الدور المصري وفق
تبدل المفردات والاولويات السياسية الغربية لم يلقى الرضا المطلق, حيث
أن الشعب المصري وقف سدا منيعا في وجه التطبيع وجر الدول بكاملها
إلى اتفاقية_كامب ديفيد_ المفتوحة كما تنص بنودها, وبالتالي أصبحت
المراهنة على مصر ضعيفة, المهم أن تبقى جبهتها تحتضر وشعارها
لا يتجاوز حدود الاستراتيجية القُطرية القومية, وهذا مالم ترتضيه مصر
بالمطلق فأمنها الإقليمي يقتضي غير ذلك, والحنين لميراث الدولة القائدة
بعيد المنال جعلها دولة مناكفة لا تعطي الطاعة بالمطلق طالما تعلق الأمر بحدودها وأمنها الإقليمي في فلسطين والسودان, وحتى دورها السياسي
الآخذ عمليا بالتلاشي, جعل الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي لا يثقون باستراتيجية الاتفاقية المبرمة منذ عشرات السنين كما
يدعي ويصرح حاخامات بني صهيون, فكان مطلوب مزيد من الولاء, ولعل الموقف الرسمي من العدوان على لبنان أسعدهم بقدر ما أغضبهم الموقف الشعبي المتفجر, فمن لديه شعب بهذا الحس الوطني القومي العروبي
لا يُراهن عليه مستقبلا, وعاجلا أم آجلا تلك الجبهة بشعبها الذي لا يؤيد التطبيع والمهادنة مرشحة للانفجار.
بروز الدور السياسي القطري
وحديثا تحديدا بعد حرب الخليج الثالثة وغزو العراق, طفا للسطح لاعبا
جديدا وقد حضي بدعم سياسي أمريكي إسرائيلي لا محدود, وهو الدور
القطري حيث أصبحت الدوحة اكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق
الأوسط, وستصبح قطر كذلك أغنى دولة في العالم بحلول العام
2010 حسب تقدير خبراء الاقتصاد الدوليين وذلك بعد طفرة الغاز الطبيعي كأكبر حقول للغاز في العالم, ناهيك عن الخطاب السياسي القطري الذي وصف أحيانا بالبرغماتية السياسية, وأحيانا أخرى بالدراما سياسية, وثالثة بلا حول
ولا قوة لدولة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها أصابع اليد الواحدة بالمليون وامتلاكها لأضخم نافذة إعلامية متنفذه (فضائية الجزيرة) وما لها من نفوذ سياسي وما لها من تسهيلات لاختراق الحدود الفضائية السياسية والأمنية,
يجعل كثير من الأنظمة تحسب لها ألف حساب.
فكانت الانطلاقة البارزة للدور السياسي القطري بتصريح وزير خارجيتها,
على اعتبار قراءة الوضع السياسي وسقوط استراتيجيات الصراع سالف
الذكر, وثقافة التوسل للولايات المتحدة الأمريكية اقصر الطرق وأنجعها
لحل القضايا العربية, خاصة وان القيادات الرسمية العربية خلف الكواليس تصرح بان دعوات الحرب أصبحت لغة بالية عفا عليها الزمن, وقد تم
توثيق هذه النفسية الانهزامية العربية في العديد من الأدبيات بأسماء
شخصيات أرخت لما بين حقبتي الحرب والسلام المزعوم, وكانوا اقرب
الناس للرؤساء والملوك والزعماء العرب.
وبهذه الإطلالة القطرية السياسية العلنية قامت الدنيا ولم تقعد كردة فعل على تصريح وزير الخارجية القطري, الذي لم يوفق بهذا التصريح والتعبير حتى
لو سلمنا جدلا بأنه قرأ مابين سطور الاستراتيجية العربية الحديثة, فاطلاقية الانبطاح لدرجة التوسل العلني تعبر عن الأنظمة الرسمية فقط دون الشعوب المنسحقة بفعل عصى تلك الأنظمة الاستبدادية أنظمة الطغيان.
فقد كان هذا الانطلاق السياسي الغير موفق يشبه إلى حد ما مع اختلاف موازين الحجم والقوة العسكرية والسياسية زيارة السادات للقدس فكانت انطلاقة تتناقض مع إرادة الجماهير.
وقد تعاظم الدور القطري السياسي, فلا يكاد يقع حدث على الساحة العربية
حتى يخرج علينا وزير الخارجية القطري بخطابه الهاديء المتزن من وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية, فالإدانة مثلا تكون ثنائية للعدوان والمقاومة, وان كان عنوان الخطاب بالدعم فيكون بالاتزان للطرفين الجاني والمجني عليه, حتى يكون دورها موزون ومضبوط ومقبول, وما الغرابة في ذلك ولماذا يأخذ البعض على قطر هذا السلوك وهذا الخطاب الصريح والواضح والجريء, طالما أن أطراف الصراع أصبحت وسيطا في صراع تم تقزيمه مرحليا, من صراع وجود لا صراع حدود, ثم صراع حقوق وحدود شامل, ثم صراع فلسطيني إسرائيلي جزئي, وهذا بدوره سيجعل الصراع يعود إلى أصله ليصبح لا محالة صراعا إسلاميا صهيونيا, أي الانتقال من الحاضنة العربية التي فككها الأرعن كيسينجر وزبانيته واهمين بشرق أوسط صليبي, إلى الحاضنة الإسلامية التي تتبع الدستور الرباني(القرآن) في مواجهة عجز الدستور العلماني, فلا يستطيع احد شطب احد مواده كما حدث في دساتير العولمة السياسية والاقتصادية والثقافية العربية.
ولم أتفاجأ من الموقف القطري الذي جاء كذلك على لسان وزير خارجية قطر/ حمد الجاسم في ذروة العدوان الصهيوني العربي على لبنان, وقد قصد إعادة الصفعة لمن اتهموه ودولته الصغيرة بالسقوط في براثن المخطط الصهيوني الشرق أوسطي, فدعا صراحة وبصوت عالي وربما من تل أبيب, الأنظمة
العربية والإسلامية الرسمية بتحريك جيوشها جنبًا إلى جنب مع إرادة
جماهيرها لمواجهة العدوان على لبنان وشن الحرب على الكيان الإسرائيلي!!!طالما استهزئوا بدعوات التوسل المقصود بها(دبلوماسية المستنقع) أو سياسة الضعفاء انطلاقا من المثل العربي الأصيل(رحم الله امرئ عرف قدر نفسه!!!!), فكانت صفعة إلى كل من يدعي بغير ثقافة التوسل والاستجداء لوقف العدوان على لبنان وفلسطين واستعادة الحقوق, بل منهم من أخذته العزة بالإثم وصرح بما هو أدنى من التوسل والاستجداء, ومنهم من استشاط غضبا بسبب عدم تمكن الحليف الصهيوني الذي لا يقهر في عقلياتهم الرجعية المتحجرة من توجيه الضربة القاضية بالسرعة المتفق عليها, فتغير خطابهم الزائف كالعادة إلى إدانة العدوان بعد مباركة ومشاركة سياسية.
لكن الوزير القطري بدوره المعتدل المقبول أمريكيا وإسرائيليا الذي ارتضاه لنفسه وسط زحام الهزيمة واعتقد أن معادلة الصراع تكمن في صراع الأنظمة الرسمية مع الكيان الإسرائيلي, وغاب عن ذهنه أن المقاومة المتصاعدة والتي ستتولى في زمن ليس ببعيد الخطاب الرسمي بأنها صانعة النصر ليسقط شعار التوسل ومنتقدي التوسل من الأنظمة العربية الرسمية ذات الشعار المعتدل الوجه وخبيث الجوهر, سقطت وستسقط كل شعارات الاعتدال الواقعي على محك المقاومة المتصاعدة في فلسطين ولبنان والعراق ومصيرها تصل إلى كل بلاد التوسل ومناهضي التوسل.
والحقيقة التي بات يلامسها الجميع أن الخطاب القطري يتصدر الخطاب العربي في الجرأة, حتى يخال للبعض أن القومية والعروبة ستنبعث من الدوحة من جديد, فالتصريحات القطرية أحيانا تستحق التوقف والاندهاش.فالتصريحات المسئولة وأخرها في مجلس الأمن حيث الإجماع العالمي ومن ضمنه اللبناني على صيغة القرار 1701 وقد تحفظت قطر على بعض بنوده لأنه لم يشير للأسرى اللبنانيين بموازاة الأسرى الإسرائيليين, وكذلك كما جاء على لسان وزير الخارجية القطري بسرد بنود التحفظ, بأنه كان على مجلس الأمن أن يتبنى قرارا لوقف إطلاق النار من اليوم الأول ومن ثم مناقشة المسائل الأخرى فيما بعد وهو هنا يتجاوز إحراج الأنظمة العربية إلى اتهام المجتمع الدولي بالتواطؤ والمشاركة في المجزرة, وأضاف الوزير القطري باستعراضه المشرف في الوقت الضائع, مازال لدينا تحفظات على هذا القرار ورغم ذلك قبلنا القرار بصيغته الحالية لحقن الدماء!!!!!!!!!!!, في حين أن قطر مؤخرا صوتت لصالح المشروع الأمريكي ضد الإجماع العربي لاختيار أمينا عاما جديدا للأمم المتحدة لمرشح كوريا الجنوبية كخيار أمريكي ضد المرشح العربي الأردني الأقل حضا, وربما كان ذلك وفق استراتيجية الواقعية التي تتبناها قطر طالما سقطت كل الثوابت العربية!!!
هذا الخطاب السياسي القوي والمسئول في ظاهره كان يجب أن يصدر عن دولة لها ثقلها السياسي والعسكري, أي خطاب يتناسب والتاريخ القيادي السياسي بعيدا عن تسويق المواقف والشعارات والضحك المكشوف على الذقون!!!
ولكن يظهر أن المعادلة قد تغيرت ومقومات الريادة أصبح لها طابع ذو وجهين قبول أو تكليف أمريكي ونفوذ وقوة اقتصادية, ويظهر أن قطر مرشحة لدور سياسي غاية في الاعتدال والتنظير والاستقطاب والرقص على الجراح, هذا الخطاب وتلك التصريحات العنيفة المسئولة يواجهها اتهامات لا ندري مدى جديتها وحقيقتها, حيث تصرح إسرائيل إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان بان وزيرا خليجيا وكامل أسرته كانوا يقضون وقتا للاستجمام في تل أبيب وغادروا على وقع قصف حزب الله وتهديداته ذات المصداقية إلى استهداف حيفا وما بعد بعد بعد حيفا, واستهجنت وسائل الإعلام الصهيونية إنكار ذلك التواجد من قبل الوزير المقصود!!!!!
والسؤال تلو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة:
*هل يتناسب الخطاب القطري الذي يصل أحيانا إلى إدانة العدوان, مع دولة مثل قطر لا تمتلك من إرادتها السياسية غير المسموح أمريكيا؟؟؟ في حين لو أدانت دولة عظمى العدوان ولم تصفه بحق الدفاع عن النفس فكانت ستتعرض لهجوم سياسي أمريكي صهيوني شديد بدء باسطوانة معاداة السامية!!!!
*هل يوكل لهذه الدويلة الصغيرة بحجمها السياسي والقوية بحجمها ووزنها الاقتصادي, دورا يكون بمثابة إحلال للدولة الرائدة التي عفا عليها زمن الصراع, بعد أن سلمت أوراقها السياسية وفقدت الثقل القيادي القومي, لتسقط الجنسية القومية وتتولى قطر إصدار الجنسيات الشرق أوسطية عبر بوابة مقوماتها الجديدة؟؟؟
*هل تصبح قطر قبلة سياسية وفق النهج البرجماتي الجديد لتكون مقبولة
لدى أطراف الصراع خاصة على الساحتين اللبنانية والفلسطينية وربما
العراقية لاحقا, لتحقيق تسوية تحقق الحد الأدنى للحقوق المسلوبة؟؟؟!!!
*هل يتناسب هذا الدور السياسي المتنامي مع القيادة القطرية التي تفتقر إلى الخبرة السياسية الدولية نتيجة انعدام الممارسة المسئولة ضمن هيكل القيادة العربية التاريخية؟؟؟!!!
*أم أن المطلوب إسناد دور سياسي حديث بغطاء سياسي غربي وغطاء اقتصادي يستقطب أطراف الصراع العرب ويخفف من حدة اعتراضهم من
اجل غنائم اقتصادية وبالتالي التأثير على الثوابت السياسية؟؟؟!!!
ولعل الدور القطري تجسد عمليا منذ بداية العدوان على لبنان واستمر بعد العدوان ضمن إدانة الجريمة ودعوة العرب لشن حرب على إسرائيل, وتفقد الرئيس القطري وفق استعراض ندر مثيله لأثار الدمار في الجنوب, الذي قد يكلف عشرات المليارات لإعادة الاعمار, مرورا بالتحفظ على القرار الدولي 1701, وحتى السماح للطيران القطري دون غيره أثناء الحصار بالهبوط في مطار بيروت, فكل هذا يحتاج إلى وقفة ودراسة معمقة ومتجردة وجادة, حول الدور القطري المستقبلي.
*هل سينجح هذا الدور وتلك المهام السياسية في إحداث اختراق لمرحلة الجمود السياسي؟؟
*أم سيصطدم باعتى العقبات السياسية الرسمية والشعبية العربية الإسلامية ومن ثم ينكفأ على نفسه كلاعب لا يصلح لمثل هذا الدور العملاق؟؟؟!!!
*هل يُرفض الدور السياسي القطري الحديث جملة وتفصيلا إذا ما حمل مشروعا شاملا للتسوية محفوف ببعض المخاطر الطبيعية وغي الطبيعية؟؟؟
*أم تعطى قطر بفعل المقومات الاقتصادية والأمريكية فرصة ويتم استثمار هذا الدور الذي سيشكك به الكثيرون سواء في السر أو العلا نية؟؟؟
فالاستراتيجية الجديدة والمعطيات السياسية المُحدثة, تسمح لدولة ستصبح قريبا أغنى دولة في العالم, وتقيم علاقات حميمة مع الكيان الإسرائيلي, وتحظى بدعم أمريكي, بان يكون لها هامشا متاحا لتصريحات وخطاب سياسي نصفه لاستقطاب الجماهير, ونصفه الأخر جريء لدرجة الشفافية البرغماتية الذميمة, وكأن الدعوة القادمة تتطلب عدم رفض استراتيجي كما حدث عام 1947 وقرار التقسيم 181 والبديل ضياع ما تبقى من سراب التحرير!!!!
*فماذا يحمل الدور السياسي القطري المتنامي بين طياته السياسية ومشاريع التسوية لاستعادة بعض الحقوق في الوقت الضائع؟؟؟
والسؤال الأخير والاهم:
*هل هذا الدور المتنامي موجه سياسيا كرد على عدم الرضا المطلق عن القيادة المصرية في القارة الأفريقية, والقيادة السعودية في القارة الآسيوية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كي يلوح به تهديدا بالبديل وانتزاع الدور القائد والرائد بعد التعديل, وبعد الانكشاف والهوة التي أسس لها وأقام بنيانها الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية بين تلك الأنظمة وشعوبها, والمطلوب مزيدا من الثقافة الساداتية والجاسمية كنموذج عاقل مطيع يُحتذا به, والبديل انتزاع الراية
القيادية البالية من الكابينة المصرية السعودية وترميمها وإسنادها للقيادة القطرية كمبعوثين جدد للسلام وفق الخارطة الأمريكية الاستراتيجية الشرق أوسطية؟؟؟!!!
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟