أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد رباص - قراءة نقدية لاطروحة محمد بلفقيه الداعية لاستبدال العلوم الانسانية بفقه المعرفة الاسلامية














المزيد.....

قراءة نقدية لاطروحة محمد بلفقيه الداعية لاستبدال العلوم الانسانية بفقه المعرفة الاسلامية


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 02:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بادئ ذي بدء، أعلن أني سوف أتحرى الاختصار والإيجاز في عرض لآهم ما جاء في الفصل الخامس من أطروحة عبد الفتاح أبو العز الموسومة ب " قضايا المنهج في العلوم الإنسانية", من المعلوم للقراء المتمرسين أن هدا الفصل الذي نحيل عليه هنا يشكل تجربة تطبيقية أو مثال تطبيقي لمفهوم القراءة النقدية المعاصرة.

ومن أجل تفادي الحشو والإطناب، سوف أذهب رأسا إلى العيوب والهنات التي سجلها أبو العز على زميله بلفقيه مع انتقاء لآهمها ولآشدها فذاحة.

أول ما يعيبه أبو العز على الأستاذ المتخصص في الجغرافيا هو الطول المفرط لمقدمة كتابه حيث تعدى فيها " توضيح أهداف الكتاب ومنطلقاته، وإعلان محاوره" إلى الإقدام على تلخيص محتويات كتابه. ويشير عبد الغني في هدا السياق إلى أن هدا الانزلاق ذهب ضحيته كتاب عرب كثر يأتي في طليعتهم محمد عابد الجابري في كتابه"نحن والتراث".

ومن ضمن ما يسجله الأستاذ الناقد من عيوب وتناقضات على زميله أستاذ الجغرافيا خلطه بين المطلقات والنسبيات وذلك في معرض دفاعه عن مرجعيته الإسلامية التي يمنحها الصلاحية المطلقة على حساب ابستيمي العلوم الإنسانية.

يقول بلفقيه بهدا الصدد أن "فقه المعرفة" الذي يقترحه كمخرج للنفق الدي تنحبس فيه العلوم الإنسانية هو "نسق فكري لا يتحقق إلا في المذهبية الإسلامية".


هدا التناقض بين المطلق والنسبي لايستقر في موضع واحد من الكتاب بل هو مبثوث عبر ثناياه ومفاصله وسوف نصادفه مرة أخرى في ما سيأتي من سطور. أما الآن فإليكم هنة أخرى سقط فيها الأستاذ الذي حاول التأريخ لعلم الجغرافيا. ففي إطار حديثه عن شروط العلم الأربعة من موضوع ومنهج واستنباط وتحليل العلاقة بين الذات والموضوع يقع في خلط لايليق به كأستاذ جامعي حيث يعرض تلك الشروط وكأنها مستقلة عن بعضها البعض. أو ليس موضوع تنظيم العلاقة بين الذات والموضوع من اختصاص المنهج؟ أوليس الاستبطان من اختصاص الإبستيمولوجيا كتأمل في وسائل التفكير التي هي المنهج بالضرورة؟

ويبلغ التناقض أوجه السلبي عندما يستشهد بلفقيه بحديث نبوي مفاده أن "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها"، وذلك من أجل الخروج بحكم ينزع عن العلوم الإنسانية طابع المتاح للبشرية على حد تعبير عبد الله العروي. فهل فحوى الحديث الشريف المستشهد به يحضنا على الانفتاح والاجتهاد أم على الانغلاق والاتباع؟

خارج المقدمة الحافلة بالتناقضات والعلاقات المفروضة فرضا بين الجغرافيا والمقدسات، نجد أن فصول الكتاب لا تخلو هي الأخرى من عيوب ومفارقات. فمثلا، في الفصل الأول يتبنى رأي ريتر وينقل بالتبني كلام بول كلافال الذي يوافق فيه على صواب تعريف الأخير للجغرافيا باعتبارها العلم الدي يصف الكرة الأرضية من حيث أنها مهد الإنسان وينوه به على أساس أنه (ريتر) ينطلق في ذلك من الفلسفةالغائية. لاحظ أن الباحث في تاريخ الجغرافيا يصمت ولايبدي اعتراضا على هذه الدعوى وكأنه يوافق عليها. لكنه في سياق حديثه عن مزايا راتزل بشكل إيجابي بناء على ما تسمح به من مقاييس جغرافية "أكثر ملاءمة لضبط التفاعلات" ولتفادي الالتباسات الغائية التي تتصف بها الرؤية الهردرية.

في فقرة موالية، يرد أبو العز على كلام زميله منطلقا من انتقاده للفلسفة الغائية ووصفها بالغموض والالتباس. وبالرغم من موافقته الضمنية على تعريف الغائية الدي اعتمده خصمه والدي مفاده أنها " إدماج غير ممنهج، وملفق للمعتقدات الدينية داخل الفكر العلمي، الدي لايتناقض مع الفكر الديني الإسلامي"، ( رغم ذلك) يطرح أبو العز هدا السؤال : كيف يبيح الكاتب لنفسه ما ينتقده ويحرمه على غيره؟

ختاما، لو أن الأستاذ محمد بلفقيه شارك زملاءه وأصدقاءه قراءة عمله وهو على شكل مخطوط لكان بإمكانه اهتبال فرص التقويم والتصحيح التي من شأنها تخليص أطروحته من تلك الشوائب المشينة وتنقيحها مما علق بها من مفارقات وتناقضات.

بقي أن أشير إلى أن الكتاب الأول موضوع هده القراءة من منشورات الرباط العاصمة وهو صادر سنة 1991، فيما كتاب ابو العز من منشورات العاصمة الاقتصادية وقد صدر عن مطبعة النجاح الجديدة سنة 2008.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان: عمليات إجلاء المدنيين والدبلوماسيين الأجانب جارية ع ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- المغرب: انتخاب الحركي مبديع على رأس لجنة العدل النيابية أثار ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء ...
- السودان: وضع اجتماعي على حافة اليأس في ظل استمرار الاشتباكات ...
- بدء مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا رهين بنظام عالمي جديد ...
- إيمانويل كانط.. الفيلسوف الذي اعتكف جسده وسافر عقله
- السودان: من مفاوضات هادئة بين البرهان وحميدتي إلى لعلعة الرص ...
- الاشتراكي الموحد بالصخيرات-تمارة يؤطر ندوة صحفية حول ملف أرا ...
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء السادس والأخي ...
- المغرب: تعيين السحيمي في منصب كاتب عام بوزارة بنموسى فضيحة م ...
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء الخامس)
- المغرب: الصيادلة يخوضون إضرابا إنذاريا والمدافعون عن حقوق ال ...
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء الرابع)
- فرنسا: رسالة من مهاجر مغربي إلى الرأي العام الوطني و المعنيي ...


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد رباص - قراءة نقدية لاطروحة محمد بلفقيه الداعية لاستبدال العلوم الانسانية بفقه المعرفة الاسلامية