كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7590 - 2023 / 4 / 23 - 02:54
المحور:
المجتمع المدني
لا تخلو المجتمعات من السلوكيات العامة المتناقضة ضمن حدود البلد الواحد، فلكل مجتمع محاسنه ومساوئه، ومنها مجتمعنا العراقي الذي ينقسم إلى فئتين متناقضتين تماماً في التعامل مع الوزراء والنواب والمدراء وأصحاب الدرجات الخاصة الذين ينتمون إليها. .
الحقيقة يصعب علينا تشخيص تلك المجتمعات بأسمائها وعناوينها حتى لا يتهموننا بالافتراء والتجني، على الرغم من أننا نتحدث عن حقائق ملموسة يشعر بها العراقيون كافة، وبناء عليه فاننا سنترك مهمة التشخيص للقارئ الكريم، فاللبيب بالإشارة يفهم. سيما ان المواقف التي سنشير إليها تتكرر أمام أعينهم عشرات المرات، وكانت مدعاة للنقد الذاتي، ومدعاة للتصحيح والإصلاح . .
نذكر - من هذه السلوكيات المتناقضة - ان الفئة الاولى تذود عن رموزها بكل قوة، حتى لو ارتكبوا أسوأ الأخطاء الفادحة، ولن تتخلى عنهم حتى لو كانوا من أخطر المتهمين أو المدانين، وعلى اتم الاستعداد لتقديم التضحيات من أجلهم، ولن تتوقف أبداً عن توفير مستلزمات دعمهم ومساندتهم ومؤازرتهم وحمايتهم. .
بينما تتصرف الفئة الثانية على النقيض تماماً، فنراها تتعمد الإساءة إلى رموزها ورجالها وقادتها، وتتفنن في تشويه صورتهم، وتلفيق الاتهامات لهم، وتحشيد جيوشها الالكترونية وأبواقها الإعلامية للاطاحة بهم حتى لو كانوا من خيرة الناس. وحتى لو كانوا من الخبراء المبدعين المخلصين المعروفين باستقامتهم وحسن سلوكهم. .
وبالتالي لدينا فئة تحمي أبناءها، وفئة تتنكر لأبناءها. فئة تبني الحصون لأبناءها، وفئة تحمل المعاول لوأدهم والتخلص منهم. فئة تستر عيوبها، وفئة تفضح نفسها. فئة تنتشل أبناءها من أصعب الزوابع، وفئة تتربص بأبناءها وترصد زلاتهم وهفواتهم لكي تطيح بهم وتستبعدهم من الساحة التنفيذية أو السياسية. وهذا مكمن الوجع لأنها فئة تكره أبناءها لمزاياهم لا لعيوبهم. انا شخصيا تعرضت لأسوأ الطعنات من هذه الفئة، بعضهم لا يقترب مني لمواساتي، بل ليتأكد انني أتألم. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟