رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7589 - 2023 / 4 / 22 - 18:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سلسلة الدعاية الاسلامية وعظماء الغرب 24
المستشرق غوستاف لوبون (1841 - 1931م) Gustave Le Bon
كان للمستشرقين المبادرة والريادة في تناول دراسة تاريخنا وحضارتنا بالتحقيق والشرح والتأليف ، وذلك بسبب سيطرة دولهم الاستعمارية على الوطن العربي بشكل خاص ، وبلدان آسيا وأفريقيا بشكل عام ، وللتخلف الذي كان سائداً في تلك المجتمعات .
وسنتناول المستشرق غوستاف لوبون Gustave Le Bon وهو كاتب فرنسي، وباحث في علوم النفس والاجتماع. ترجمت معظم أعماله إلى العربية، لا سيما تلك التي أشادت بفضل الحضارة العربية على الحضارة الأوروبية عندما نقلت تراث اليونان وعندما وضعت تراثها الخاص.
وهو مؤلف كتاب (حضارة العرب) والذي اعجب به الكثير من المثقفين والمؤرخين العرب ، وأطلقوا عليه الكثير من الأوصاف: كالعلمية والنزاهة والإنصاف والدقة ، واصبح كتابه من المراجع الأساسية التي يعتمد عليها الباحثون الشرقيون والغربيون ، وقام بترجمته الأستاذ { عادل زعيتر } وطُبع مرات عدة .
إن ما كتبه غوستاف لوبون فيه الشيء الكثير لصالح العرب والمسلمين ، وكتابه الضخم غالبيته مدح للإنجازات الحضارية للعرب وفيه الكثير من الانصاف.
ورأينا الدعاية الاسلامية تفتخر بانصاف لوبون بمدحه النبي محمد وتعدها دليلا عل عظمته اذ قال ما نصه : " إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمدًا مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضل " ، وقد دعا بعضهم ان نحيي لوبون لإنصافه فهل نحييه على وصف النبي بالمتهوس ، ام على قوله : " محمد كان ضعيف امام النساء " ، ام على غيرها من الافكار المقلقة التي ساقها في كتابه .
ولكي لا يبدو متحاملاً قال : " ويجب احترام اعاظم مؤسسي الاديان والدول ، وان وصفهم العلم الحديث بذوي الهوس ، وحُق له ذلك " . فهو هنا يؤكد بانه لا يعتقد بان محمد صلى الله عليه وسلم نبي مرسل من الله وانما هو متهوس ومؤسس دين ، وبالتالي فانه اسس دينه على وفق هواه .
ثم يذهب لوبون إلى ابعد من هذا عندما قال : ( ان محمداً كان قليل التعليم ونرجح ذلك ، وإلا لوجدت في تأليف القران ترتيباً اكثر مما فيه ، ونرجح ايضاً ان محمداً لو كان عالماً ما أقام ديناً جديداً فالأمِّيوُن وحدهم هم الذين يعرفون كيف يُدرك امر الأميين) . و هنا يذكر لوبون الوحي ويعد القران من صنع محمد صلى الله عليه واله وسلم وليس كلام الله .
ويضيف لوبون في الطعن فيقول : (وأطلق محمد العنان لذلك الحب ، حتى انه رأى اتفاقاً زوجة ابنه بالتبني وهي عارية ، فوقع في قلبه منها شيء فسرحها بعلها ، ليتزوجها محمد ، فاغتم المسلمون فأوحي الى محمد آيات تسوغ ذلك ، فانقلب الانتقاد الى سكوت ).
هذا هو المستشرق المنصف ، كما وصفه بعض الباحثين والمؤرخين و دافعوا عنه . فأي إساءة لتاريخ العرب وحضارتهم اكثر من هذه الإساءات التي تناولت وبهذه الصيغة النبي محمد .
خلاصة القول ان المستشرق غوستاف لوبون مع اعترافه بفضل العرب فانه قد طعن بالنبي عندما تناول السيرة النبوية .
ينظر : حضارة العرب ، ترجمة عادل زعيتر ، الاهلية للنشر ، بيروت - 2017.
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟