أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء الأول)














المزيد.....

كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء الأول)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 04:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


طالما أن الموقف السلبي الذي تبناه فريديريك من سقراط صار معروفا لنا من خلال الدراسة الرائعة التي أنجزها الباحث ألكسندر نيهيماس والتي قام كاتب هذه السطور بنقلها إلى العربية في جزءين (*)، فقد بقي موقفه من أفلاطون غير واضح بما فيه الكفاية. لكن بعد بحث قصير بمساعدة شيخنا غوغل، وجدنا ما يفي بالغرض في هذا الموضوع عند كاتب آخر هو كريستوف هورن.
باتباع وجهة نظر مبسطة إلى حد ما، نرى أن نيتشه كره أفلاطون ورفضه أساسا كما جذريا. هذا أمر شائع يتقاسمه العديد من قراء كتابات نيتشه، مثلا :"ولادة المأساة" (1872) أو " جنيالوجيا الأخلاق" (1887).
لكن بالنظر عن كثب، يجب أن نميز، من ناحية، بين الأسباب الرئيسية لرفض نيتشه لأفلاطون ، من ناحية أخرى ، وعدد معين من وجهات النظر التي من خلالها قدر أفلاطون بل وأشاد به. وإذا انتقد بشدة الكثير من أخلاقيات أفلاطون، اتسم موقفه تجاه فكره السياسي بودية أكثر. من المهم إبراز الخلفيات الفلسفية، بما في ذلك تلك الخاصة بالفقيه اللغوي الكلاسيكي الشاب نيتشه خلال فترة بازل، كما نجد في ملاحظاته الدراسية وفي بعض مقاطعه التي حررها كولي ومونتيناري على وجه الخصوص، لدينا ما يقرب من 190 صفحة من المواد عن أفلاطون التي استخدمها نيتشه لدروسه في الجامعة. على حد علمنا، لا توجد حتى الآن دراسة منهجية لهذه النصوص.
وطالما أن وجهة نظر نيتشه عن أفلاطون موضوع مثير للجدل بين المعلقين، سنكتفي بالتذكير بالاعتراضات الستة الأكثر أهمية التي سجلها نيتشه على الفيلسوف اليوناني.
(1) رفض الموضوعية الإبستيمولوجية لأفلاطون وكذلك أنطولوجياه عن مملكة ثابتة من كيانات معقولة على نحو خالص؛ بدلاً من ذلك، دافع عن ضرب من الشكية الإبستيمولوجية، المنظورية، وكذلك النسبية، ونوع من الدينامية الوجودية أو اللاجوهرية.
(2) رفض الفكر الأفلاطوني (المعروف بشكل خاص انطلاقا من محاورة ثياتيتوس) الذي بحسبه يجب علينا "الهروب" من هذا العالم. لكي نصبح مثل الله (مفهوم homoiôsis theôi ) ، ولكي نصل إلى نوع من العالم-الخلفي أو العالم الثاني ( Hinterwelt ) .
.(3) جادل ضد المنهج الأفلاطوني في الديالكتيك (كما عرفناه من عدة محاورات متأخرة)، والذي يراه على أنه نزاعات غير منتجة ومنزوعة السياق تتطرق إلى أدق التفاصيل .
(4) عاب على أفلاطون إفساد الذوق الرفيع في الأدب ونقاء الأسلوب من خلال "الخلط الفج" بين العناصر شديدة التباين التي استخدمها في المحاورات.
(5) انتقد التبخيس الأفلاطوني لعلم الجمال والشعر ("فن المحاكاة") ولا سيما طرد الشعراء من مدينته المثالية كاليبوليس المذكورة في الجمهورية.
(6) وفقا لنيتشه، كان أفلاطون يتمتع بـ "طبع رائع"، لكنه في الوقت نفسه اعتبره "منحطا" مع غرائز مبتورة، و "غير يوناني" في العمق. يعتبر أفلاطون في نظر نيتشه الفيلسوف الأول الذي، على عكس الموكب الرائع من الشخصيات النقية التي تمتد من طاليس إلى سقراط، كان يمتلك "شخصية مختلطة".
من ناحية أخرى، غالبا ما لاحظ المعلقون أن هناك عددا من المعتقدات أو الآراء الأفلاطونية الأقل حظا والتي تحظى بالثناء والموافقة من لدن نيتشه. تبدو العناصر الثلاثة التالية هي الأكثر صلة:
(أ) يقدر نيتشه الملاحظة التي أدلى بها أفلاطون (عرفناها انطلاقا من محاورتي "أيون" و"فايدروس") مفادها أن الجنون ( mania) في بعض الأحيان يمكن أن ينتج أعظم الخيرات الثقافية.
(ب) نيتشه يتفق مع وصف أفلاطون للإيروس باعتباره الدافع البشري الأساسي .
(ج) يتفق مع أفلاطون حول الفكرة الأولية للتقسيم النفس إلى ثلاثة أجزاء ، كما عرفناه انطلاقا من الجمهورية ؛ من المعروف أن نيتشه قد طور خطاطة ما قبل فرويدية للنفسية البشرية وأجزائها ودينامياتها، كما تم تأكيده على وجه الخصوص من قبل ش. جاناواي .
أعتقد أنه لا تزال هناك نقاط أخرى يمكن ذكرها لصالح وجهة نظر إيجابية لنيتشه عن أفلاطون. مثال على ذلك هو حقيقة أنه يتفق مع الرفض الأفلاطوني للتعاطف الأخلاقي في الكتاب العاشر من الجمهورية.
في السطور التالية، نود أن نفحص بشيء من التفصيل كيف شرح نيتشه أخلاق أفلاطون وفلسفته السياسية. سنواجه مرة أخرى قائمة طويلة من الرفض والانتقادات والاعتراضات من نيتشه - ولكن أيضا عدة نقاط يوليها نيتشه الاعتبار والموافقة.
ما حكم نيتشه على فلسفة أفلاطون الأخلاقية؟ كما نعلم، تحدى نيتشه وجهة النظر الأخلاقية التي تبناها أفلاطون وطورها بشكل خاص في محاورة "جورجياس" وكتاب الجمهورية، على أساس أنها وجهة نظر "ما قبل مسيحية ". من المحتمل أن نيتشه أساء فهم ما كان يدور في ذهن أفلاطون عندما تحدث عن "مثال الخير": فقد هاجمه كما لو كان له معنى أخلاقي أساسي، في حين أنه ليس كذلك. لكن يمكن للمرء أن يدافع عن نيتشه بالإشارة إلى أن برنارد ويليامز طور وجهة نظر مماثلة لفلسفة أفلاطون الأخلاقية من خلال مهاجمة نموذجه على أساس أفكار الموضوعية الأخلاقية، وعامل إكراه داخلي، وثقافة الشعور بالذنب.
على أية حال، قابل نيتشه "مثال الخير" مع فكرته عن قيمة أعلى للحيوية والأفراد الأقوياء. في نص مرجعي مشهور "ما وراء الخير والشر، نجد توصيف أفلاطون بأنه ما قبل مسيحي وأخلاقي، مخترع المفاهيم القاتلة لعن "الروح النقية" و "الخير في حد ذاته" التي أدت إلى ضلال أوروبا والتي الآن على وشك أن تلغى.
(*) https://m.ahewar.org/s.asp?aid=770555&r=0
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان: وضع اجتماعي على حافة اليأس في ظل استمرار الاشتباكات ...
- بدء مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا رهين بنظام عالمي جديد ...
- إيمانويل كانط.. الفيلسوف الذي اعتكف جسده وسافر عقله
- السودان: من مفاوضات هادئة بين البرهان وحميدتي إلى لعلعة الرص ...
- الاشتراكي الموحد بالصخيرات-تمارة يؤطر ندوة صحفية حول ملف أرا ...
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء السادس والأخي ...
- المغرب: تعيين السحيمي في منصب كاتب عام بوزارة بنموسى فضيحة م ...
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء الخامس)
- المغرب: الصيادلة يخوضون إضرابا إنذاريا والمدافعون عن حقوق ال ...
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء الرابع)
- فرنسا: رسالة من مهاجر مغربي إلى الرأي العام الوطني و المعنيي ...
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء الثالث)
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء الثاني)
- ما كاينش مع من..
- شذرتان عن الحسد الأبيض والتضخم
- الفلسفة الفرنسية.. تشعباتها وامتداداتها (الجزء الأول)
- أحداث مفجعة بفلسطين وأجواء غير مناسبة لاحتفال المسيحيين بعيد ...
- هل يسهم استيراد الابقار من البرازيل في انخفاض أسعار اللحوم ب ...
- نساء عربيات في قبضة أحابيل الصور


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - كيف حاكم نيتشه الفلسفة الأخلاقية والسياسية لأفلاطون؟ (الجزء الأول)