أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - وأحذر من صديقك ألف مرة














المزيد.....

وأحذر من صديقك ألف مرة


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 00:29
المحور: سيرة ذاتية
    


من المفارقات العجيبة في حياتي انني أمضيت سنوات الدراسة وسنوات العمل بعد تخرجي مع مجموعة من الأصدقاء (أو الزملاء) صداقة دامت لأكثر من 45 سنة، كانت تربطني بهم علاقات الزمالة والجوار والمودة والاحترام. وبخاصة مع الاخ (X) رحمه الله وتغمده بواسع جناته. .
كان (X) يعمل معي بنفس الاختصاص وبنفس الموقع لسنوات وسنوات، وكان من أعز اصدقائي. ولي معه مواقف اخوية مشرفة يطول سردها، ويصعب الخوض في تفاصيلها. أسكن معه في نفس الحي، لا يبعد بيته عن بيتي سوى مسافة قصيرة، نذهب سوية إلى مقر عملنا، ونعود كل يوم سوية، نلتقي بعد الدوام في السوق أو المقهى. أذكر انني كتبت مقالة طويلة عن والده الذي كان متميزا باختصاصه، وكان (X) يكلفني بمتابعة أمور أبنه في الجامعة، بصراحة أستطيع اختزال علاقتي به بجملة واحدة: (انها كانت عِشرة عمر). لا أذكر اننا تخاصمنا أو وقع بيننا أي خلاف. .
ثم أصيب قبل إحالته إلى التقاعد بمرض عضال في الوقت الذي انتقلت فيه للعمل خارج البصرة، فكنت اتابع أخباره كل يوم تقريبا. أحيانا اتواصل معه هاتفياً لأطمئن عليه، أو اتفقد أخباره عن طريق اصدقاءنا حتى وافته المنية رحمه الله. لم يمهله المرض طويلا فانتقل إلى رحمة الله بعدما أنهكه المرض. فتوجهت على الفور إلى مدينتي، وكنت اتقدم الصفوف في مجلس الفاتحة الذي اقيم في مسجد قريب من بيتنا، ولم افارق مجلس العزاء حتى آخر يوم. ثم عدت إلى بغداد حزيناً على فراق اخي وصديقي. لكنني فوجئت بعد مدة بكتابات ابناءه على مواقعهم في الفيسبوك، كتابات جارحة وبلا مبرر كانوا يعبرون فيها عن حجم الحقد والكراهية التي كان يحملها والدهم (صديقي) ضدي. وكانوا يقولون ان والدهم كان يبغضني بغضاً شديداً، ولا يطيق رؤيتي، وقالوا انهم لولا ملامة الناس لطلبوا مني مغادرة مجلس العزاء لأن والدهم كان يكرهني. .
الحقيقة كانت صدمة عنيفة لي عندما قرأت كتاباتهم، لم أكتب أي رد، كان واضحا انهم يقولون الصدق، وهذا ما كان يحكيه لهم والدهم على مدى السنوات الماضي، فاتصلت بزملاءنا في العمل للاستفسار والتوضيح، لكنني وجدتهم مذهولين مثلي لأنهم قرأوا الكتابات. فاخذت أضرب أخماساً بأسداس بحثا عن سر هذه العلاقة الملغومة، وفي محاولة لتشخيص أسبابها ودوافعها، فإما ان اكون مغفلًا إلى درجة لم اكن اشعر فيها بحجم كراهيته لي، أو اكون ساذجا لا احسن إختيار الناس، أو كنت غبيا ولم استطع إدراك ما كان يضمره ضدي من بغض وضغينة. لكنني اقتنعت في النهاية بانني (غشيم) على رأي المطرب محمد عبدالجبار بقوله (باللهجة العراقية الدارجة):-
انا الغشيم ابين هالناس
حطيت ياهو اليجي عالراس
طيب واصدك واتعب لغيري
ينكرون تعبي تالي وخيري
رحل صديقي منذ أعوام، وانطوت معه الاسباب والمسببات. اما انا فلا زلت أشعر بالخذلان والخسران لتجربة فاشلة استمرت لنصف قرن من دون ان أعرف عدوي من صديقي. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح في ثلاث خطوات مستعارة
- بين انفعالات غوتيريش وصمت أبو الغيط
- قومٌ أُنتزعت من قلوبهم الرحمة
- السودان تحترق بنيران عساكرها
- نفوس تهوى الارهاب وتعشق الخراب
- مدافع الافطار بالذخيرة الحية
- الديانة المغامسية الجديدة
- البصرة المغربية أو البصرة الحمراء
- أهمية التنوع السياسي: جمهورية يلوستون إنموذجا
- مدراء أم أمراء أم سلاطين ؟
- هؤلاء تجاهلوا مواقف البصرة وتكبروا عليها
- ثقوب في جدار البيت الأبيض
- القطب البحري: مقبرة المركبات الفضائية
- مزابل تاريخية تحت المكياج
- الفضاء البعيد: مرآة الماضي الكوني
- جراد بدوي متوحش
- زوابع سياسية تعاقبت في عام واحد
- فرنسا الماكرونية وقرارتها المتطرفة
- كيانات شيعية تحارب نفسها
- اليوان ينتعش والدولار يلفظ انفاسه


المزيد.....




- رئيس CIA الأسبق يعلق لـCNN على تطورات قضية مؤسس ويكيليكس جول ...
- منها -خنزير باربي-.. علماء يوثقون كائنات مذهلة بالمحيط الهاد ...
- شاهد الطريقة الفريدة التي يتبعها منشق كوري شمالي لإيصال معلو ...
- اتهام زوجين أمريكيين باستعباد أطفالهما بالتبّني
- لافروف: شيء واحد فقط يهمنا وهو أن لا تأتي التهديدات لأمننا م ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدميره مربضا لإطلاق الصواريخ في رفح (ف ...
- -تشكُّل حركة قوية مناهضة للحرب في إسرائيل أمر ممكن-- الغاردي ...
- اللون البرتقالي يغزو برلين: مشجعو هولندا يهيمنون على شوارع ا ...
- الجيش الأمريكي يدعو وسائل الإعلام إلى أول جولة في رصيف غزة ا ...
- المعارضة الكينية تدعو الحكومة لسحب مشروع قانون المالية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - وأحذر من صديقك ألف مرة