سرياليات
يكتبها من بغداد - سيف الخياط
الشرعية دائما ما يبحث عنها الساسة الأمريكان, لإيصال الرأي العام العالمي إلى قناعات بتوجهاتهم، وليست حكاية ابن لادن ببعيدة عنا, والتي كانت المفتاح السحري الذي فتح جميع قاصات الدنيا, ذلك المفتاح المصنوع من مادة الإرهاب والمطلي بحفظ الأمن والسلام العالميين.
القائد المقرر (بريمر), المفروض في العراق, وليس المنتخب إطلاقا، من قبل دعاة الديمقراطية والتحرر, مصاب بمرض إصدار القرارات, فراح يحشر انفه في كل القطاعات معلقا ذاك وملغيا هذا, فنتج عن هذه القرارات قذف (مليونين ونصف) عسكري في الشارع, رغم إعالة هؤلاء العسكريين لعوائلهم فصار عدد المقذوفين (ستة ملايين إلى سبعة), وحين تجواله في بغداد مر كما يمر الحاقدون وليس الكرماء (على مبنى وزارة الإعلام) ليلحق الإعلاميين بإخوانهم العسكر فزادهم (ثلاثة آلاف شخص), والمضحك المبكي في الأمر أن الرفاق (أعضاء الفرق والشعب والفروع والشوارع الرئيسية) لحزب صدام, يتمتعون بوظائفهم الجديدة في مؤسسات بريمر التي قرر إنشاءها مؤخرا.
ربما قرارات بريمر لن تقف عند هذا الحد فقط, بل أن ولعه ربما سيقوده إلى التدخل في مجمل الحياة ومنها الخاصة, وأظنني سأكتب يوما عن قرارات الزواج والطلاق وإنجاب الأطفال, بل قد يدخل الأمر إلى استحصال قرار لدخول الحمام وآخر للخروج, وربما لن تعجبه سحنة بشرتنا السمراء, فيمنعنا من الخروج في الشمس, بل ربما يمنع الشمس من الشروق, لأنه يحكم باسم القطب الواحد في العالم, وعلى العالم أن يذهب هذا العام إلى واشنطن لحج البيت الأبيض (من استطاع إليه سبيلا).