|
قومٌ أُنتزعت من قلوبهم الرحمة
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 07:45
المحور:
سيرة ذاتية
في ألمانيا قرر رجل عجوز عمره 72 سنة ان يدخل السجن بمحض ارادته، بعد مرور 50 سنة على زواجه، وذلك هرباً من زوجته النكدية، وبسبب المشاكل التي كان يعاني منها معها، فتوجه بنفسه إلى أحد البنوك، وحال دخوله سلّم ورقة إلى أمين الصندوق مكتوب فيها: اعطني نقوداً، فأني أحمل مسدساً، ولا تدفعني لقتلك، فسلمه الموظف 2994 دولار، ولما استلمها العجوز لم يغادر البنك، بل ذهب وجلس بكل هدوء مع الناس داخل صالة الانتظار لحين وصول الشرطة، وبالفعل وصلت الشرطة وألقت عليه القبض بتهمة السطو المسلح، وعند عرضه للمحاكمة عرف القاضي ان العجوز يعاني من مرض في قلبه، فخفف عنه الحكم، وأمر بحبسه في منزله بدلاً من السجن وتحت إشراف زوجته. . وقعت تلك الحادثة بالفعل في ألمانيا، وقد قررت سردها عليكم لمقارنتها بالضغوطات التي يتعرض لها رجل عجوز في بلد العجائب عمره 72 سنة، أي بعمر نظيره الألماني، حيث قررت الحكومة معاقبته بالسجن المشدد، على خلفية ملابسات ادارية وقعت قبل سنوات، ليس فيها تفريط بحق الدولة أو تفريط بحق الشعب، لكن المتنفذين من رجال السياسة، هم الذين سعوا بكل ما لديهم من نفوذ للانتقام منه، وهم الذين خططوا لاحتجازه خلف القضبان، وحبسه مع المجرمين وقطاع الطرق، لأنه لم يرضخ لمطالبهم عندما كان يشغل منصبا رفيعاً في الدولة، ولم يستجب لرغباتهم، ولم يسمح لهم بالتدخل في شؤون عمله. فاشتركوا جميعهم في الانتقام منه، ولم تأخذهم به رأفة، على الرغم من علمهم بظروفه الصحية المتدهورة، وإصابته بالقرحة النازفة. . مفارقة عجيبة تستدعي التأمل، وتستدعي التفكر في هذا التباين الكبير بين تعامل الدولة مع كبار السن هناك، وبين تعامل الدولة مع كبار السن في بلد العجائب. . ختاماً نقول: الأموات محبوسون في قبورهم، نادمون على ما ارتكبوه من أخطاء. والأحياء محبوسون في الدنيا يقتتلون على ما ندم عليه أهل القبور، فلا هؤلاء يرجعون، ولا هؤلاء يعتبرون. . . اللهم أيقظنا من غفلتنا. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان تحترق بنيران عساكرها
-
نفوس تهوى الارهاب وتعشق الخراب
-
مدافع الافطار بالذخيرة الحية
-
الديانة المغامسية الجديدة
-
البصرة المغربية أو البصرة الحمراء
-
أهمية التنوع السياسي: جمهورية يلوستون إنموذجا
-
مدراء أم أمراء أم سلاطين ؟
-
هؤلاء تجاهلوا مواقف البصرة وتكبروا عليها
-
ثقوب في جدار البيت الأبيض
-
القطب البحري: مقبرة المركبات الفضائية
-
مزابل تاريخية تحت المكياج
-
الفضاء البعيد: مرآة الماضي الكوني
-
جراد بدوي متوحش
-
زوابع سياسية تعاقبت في عام واحد
-
فرنسا الماكرونية وقرارتها المتطرفة
-
كيانات شيعية تحارب نفسها
-
اليوان ينتعش والدولار يلفظ انفاسه
-
المريخ كما لم تراه من قبل
-
الوقوع في دوامات التشكيك السطحي
-
المال الأسود: ماذا يعني ؟
المزيد.....
-
فيديو مراسم ومن استقبل أحمد الشرع عند سلّم الطائرة يثير تفاع
...
-
نانسي عجرم وزوجها يحتفلان بعيد ميلاد ابنتهما..-عائلة واحدة إ
...
-
-غيّرت قراراتنا في الحرب وجه الشرق الأوسط-.. شاهد ما قاله نت
...
-
ماذا نعلم عن الفلسطيني المقتول بالضربة الإسرائيلية في الضفة
...
-
باكستان: مقتل 18 جنديا و23 مسلحا في معركة بإقليم بلوشستان
-
واشنطن بوست: إسرائيل تبني قواعد عسكرية في المنطقة منزوعة الس
...
-
قتلى وجرحى في غارات جوية إسرائيلية في الضفة الغربية
-
أحمد الشرع إلى السعودية في أول زيارة له خارج البلاد
-
ترامب يشعل حربا تجارية بفرض رسوم تجارية على كندا والمكسيك وا
...
-
-الناتو- يطالب ألمانيا بزيادة الإنفاق على الدفاع
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|